سلفيون انتماءً .. إخوانيون حركةً
ولم يتوقف العمل التنظيمي في هذه الجماعات عند هذا الحد، بل سعت إلى مجاراة وتقليد كل الأعمال الدعوية والتعليمية التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، التي يمثلها حزب التجمع اليمني للإصلاح، حيث عمدت جمعية الإحسان إلى تأسيس جامعة الأندلس الأهلية، على غرار جامعة العلوم والتكنولوجيا التي يديرها الإخوان. وكذا الاهتمام بالمساكن الطلابية كمعاقل لاستقطاب الأنصار ونشر فكرتها في أوساط هذه الشريحة المهمة في المجتمع.
هذا الأسلوب في التعاطي مع الواقع بلغة العصر جعل هذه الجماعات تقدم صورة أفضل عن تلك الصورة المتحجرة التي قدمتها الجماعات التقليدية عن السلفية، حيث رسموا صورة معتدلة ومقبولة للسلفيين، مما جعلهم يخدمون الدعوة السلفية، وينشرون العلوم الشرعية في أرجاء اليمن، باعتمادهم هذا الأسلوب المنظم والمخطط في نشر دعوتهم.
ويلاحظ على هذه الجماعات أنها تتعاطى مع العمل الحزبي الحركي المنظم في إطاراتها وصفوفها التنظيمية، وتراقب العمل السياسي العام، ولكنها حتى الآن تحجم عن الخوض فيه كمشارك في وضع الرأي السياسي.
ومن الملاحظ في هذا الجانب أن الخلاف بين هذه الجماعات والجماعات التقليدية قد تطور إلى خلاف فكري عقدي كبير، يرى فيه التقليديون أن سلفيي الجمعيات الخيرية هم حزبيون يسعون إلي الإثراء الشخصي من خلال هذه الجمعيات، ويطلقون عليهم السروريين، نسبة إلى الشيخ السوري المقيم حاليا في الأردن، وصاحب مركز دراسات برمنجهام في بريطانيا محمد زين العابدين بن سرور، أو القطبيين نسبة إلى سيد قطب.
ويلاحظ أيضا على سلفيي الحكمة والإحسان أنهما في تقارب كبير مع أفكار الإخوان المسلمين، رغم تحفظهم في الخوض في السياسة حاليا، وإن أبدوا نوعا من التعامل مع العملية الانتخابية مؤخرا، حيث إنهما في الانتخابات المحلية والبرلمانية الأخيرة تركوا لأنصارهم الحرية في اختيار مرشحي الإصلاح الإسلامي، وخاصة أصحاب جمعية الإحسان، بعد أن كانوا ولفترة طويلة لا زالوا متأثرين بأفكار الشيخ مقبل الوادعي حول مسألة الديمقراطية والانتخابات التي أفتى بحرمتها.
ومن أبرز شيوخ جمعية الإحسان: رئيسها عبد الله اليزيدي، وعبد المجيد الريمي، المسئول عن مركز الدعوة السلفي في صنعاء، وحسين الأهدل، رئيس فرع الجمعية في حضرموت.
أما أبرز شيوخ جمعية الحكمة، فهم: عبد العزيز الدبعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية، ومحمد المهدي، صاحب كتاب "القبورية في اليمن"، والذي تحدث فيه عن الصوفية في اليمن، وعقيل المقطري، مسئول مركز الدعوة السلفي في محافظة تعز.