اسم الثورة دائماً تغلي في قلب كل من يتوق الى مستقبل افضل بالنشوة والتوق الى خوضها ، ولكل ثورة خصوصيتها وفضلها في كل الأحوال ، ولا بد ان تتوافر لنجاحها عدة عوامل ، وهي من ضمن الاساسيات للولوج في هذا المعترك الثوري ، أولها الرغبة في تغيير الواقع الحالي الى واقع جديد يختلف عن ما هو قائم ، ثانيها الرغبة في الوصول الى الحكم والقضاء على من يحكم كونه دكتاتوري او مفسد وكل ما يحمل من كل المسميات التي تجعل الذين من حول الحاكم يتذمرون من حكمه ، وللثورات عدة الوان منها الأنقلابية على الحاكم ، فيقوم مجموعة من كبار الضباط بالأنقلاب على ذلك الحاكم فيتغير الحاكم ولكن لم يتغير الحكم وطبيعة النظام ، اي ان النظام لا زال قائم ولم يتغير شئ منه كون من قام بذلك انما هدفهم الحكم وليس الاصلاح وتحسين النظام الموجود ، وهناك من يقوموا بالتحرك السري للقضاء على ذلك الدكتاتور الحاكم فيحدثوا ثورة وهم على مستوى كبار القواد والمثقفين والسياسيين في الدولة ، فيتغير الحاكم ويتغير نصف النظام القائم والنصف الآخر يفصَل على حسب مصالح من قاموا بالثورة على ذلك الحاكم ، وهناك ثورات على المستوى الشعبي عفوية ضد الحاكم الظالم الدكتاتوري وفي هذه الحالة اما ان تحافظ على ثورتها الأساسية الناصعة التي قامت على اساسه حتى تنجح وأما ان ينحى مسارها بسبب من سيتدخل في شؤنها ، ولكن لا يمنع من الأستعانة بمن يشهد لهم الجميع بالنزاهة في الأستشارات وليس بالتدخل وبطلب من الذين قاموا بالثورة ، فقد تنجح الثورة بــــ 80% وهذا انجاز لا بأس به ولكنه ناقص كون من تبقاء من المية هم خلايا من رموز الحكم السابق تحت مظلة الخبث الدفين كونهم سيشعروا من حولهم بأنهم مع الثورة ولكنهم ليس كذلك ولم يعرفوا للجميع بنواياهم الغير ثورية ، وقد تفشل الثورة جزءياً ولو هي في بدايتها ناصعة مثلما حدث في اليمن كون بدايتها كانت مشجعة والجميع معها حتى سمحت تلك الثورة بالتدخل السافر من الذين صحنا من اول يوم واعترضنا على دخولهم بين الثوار ، كون من انهمروا ليس الا من رموز الفساد والذين هم من ضمن من ثرنا عليهم ، ولكن لا اخفي عليكم بأن للثورة اليمنية الطاهرة في بدايتها الفضل في ما وصلنا اليه وهو كسر الروتين السابق الذي ليس بالأمكان ان نصل اليه لو بقينا صامتين ان يعترف النظام والسياسيين الحزبيين بأن هناك خلل في النظام الحالي ولا بد ان نصححه ، وهذا ما اعطيه ويعطيه الكثيرون ال 50% في النجاح للثورة اليمنية ، ولكن هنا نتوقف قليلاً ويجب ان تتلافا تلك النسبة او تحافظ على الــــ50% من نجاح الثورة حتى ما تضيعها ، الا وهو العدول عن اي شئ يدمر البنية التحتية التي هي ملك الشعب بما يسمونه الهمج علينا وعلى اعداءنا ، وما تسمى بالمحك السياسي ، وان تقوم الثورة والثوار الحقيقيون بطرد من صفوفهم أولاءك المندسين وهم من الذين اعترضنا على ولوجهم في قلب الثورة بما يسمون اليوم بحماة الثورة ، وانا والكثيرين اذا لم نقول الجميع نعتبرهم المسؤلين عن دمار الثورة وفشلها وعلى الثوار ان يطردوهم من صفوفهم كونهم قائمون على العمل بأسم الثوار وكون الثورة تدعي السلمية وهناك في الجانب الآخر منها هم مسلحين يقومون بكل شئ من قتل وتدمير وتقطع طرق ، وهذا منكعس على سمعة الثورة والثوار ، وان يميلوا اي الثوار الحقيقيون الى المنجز الذي عملوه وهو التغيير في روتين الحكم واساسياته التي تفتح لنا افاق في ارساء الدولة المدنية والتقاسم السلطة المدنية والقضاء على المفسدين وغير ذلك مما يجعل اليمن في مسار جديد لمستقبل افضل ونجعلها ناجعة ولو بالخمسين بالمية ، وسنجعلها كافية في التحديث للحكم في اليمن نحو حكم مدني ديمقراطي يحتضن الجميع تحت مساواة في الحقوق والواجبات ، وان بتعدوا عن ما يسمى بالأنتقام السياسي الذي يتبنوه السياسيين بينهم بين كون ذلك لن يورث لنا الا المشاكل في المستقبل ، والله من ورا القصد ،
التوقيع ( في الصميم )