ابواب التغيير الثلاثة ( زيد الشامي )

ابواب التغيير الثلاثة (زيد الشامي)
22/1/2011 - الصحوة نت -خاص

الحياة دائمة التغيير والتطور، وإلا فإنها تأسن وتتعفن وتتقيح جروحها، والأنظمة السياسية ليست بعيدة عن سنن الحياة، تحيا وتنتعش بالتجديد، وتذوي وتتلاشى بالتصلب والجمود والتكلس..

ـ ولإصلاح الأنظمة وتجديدها ثلاث طرق أفضلها حين يكون للنظام آليات ووسائل تدير عجلة الإصلاح والتطوير، بحيث تفتح قنوات التعبير عن هموم الناس واهتماماتهم، وتتحرك أدوات الرقابة والمحاسبة، وتنطلق طاقات العمل والبناء، وتدير السلطة الشعب ولا تتسيد عليه، توزع ثروات الوطن وموارده بعدل وشفافية، يشعر الجميع أنهم تحت المجهر فلا يجد المسئول مناصا من الابتعاد عن كل ما يشين سمعته ووظيفته، وهذا النموذج نفتقده في عالمنا العربي والإسلامي، وهو الذي اهتدت إليه دول العالم المتقدم، فما زالت تغير حكامها وحكوماتها، وتطور حياة شعوبها، وتجدد في خططها وبرامجها، حتى صارت تتسابق على أن يكون لكل منها موضع قدم في الكواكب حول الأرض، بينما عالمنا الثالث ما يزال يحبو بحثا عن لقمة العيش وحرية القول!!

ـ وإذا جمد النظام السياسي، واستبد الحكام، وصادروا الحريات، واستأثروا بالثروات، وأحكموا قبضتهم على رقاب مواطنيهم، وحصنوا أنفسهم بما يفصلونه من دساتير وقوانين على مقاساتهم، بحيث لا يسمحوا لعجلة التغيير بالدوران، حينها تنهض القوى الحرة في المجتمع لتحرك المياه الراكدة، تستنهض الهمم، وتجيش الطاقات، وتوقظ النائمين، وكلما كان أولئك الأحرار أكثر جرأة وتضحية فإنهم يعجلون بالتغيير، ويكسرون قيود الإذلال، هؤلاء الرواد هم الذين غيروا وجه العالم عبر القرون، لكنهم لا يحققون أهدافهم النبيلة بغير تضحيات، أدناها مصالحهم، وأعلاها حياتهم، فإذا ما آثروا السلامة والدعة، وغلبت عليهم حسابات المحاذير، فإن كلماتهم تظل ميتة، وحركتهم ساكنة، وصورهم باهتة، ورياحهم نسمات تنعش عروس المستبدين، ودعواتهم أدوية مسكنة للألم ليس إلا، وبمرور الزمن يتقاعدون مبكرا عن التأثير والتغيير، ويتلاشى فعلهم، ولكن سنة الحياة لا تتوقف: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

ـ لا تنتظر الشعوب طويلا، بل تنطلق تلقائيا، يتفجر غضبها، لا يلوي على شيء ليدك معاقل الطغاة، ولا يضع للعواقب حسابا، ولا يهتم بما سيحدث بعد، وقد يقطف الثمرة الجبناء، ويتسلق الضعفاء، لتبدأ دورة جديدة من النضال الذي لا يتوقف!!

ها نحن نشهد الثورة التونسية التي صنعت تاريخا جديدا في عالمنا العربي الساكن، فأعادت للمواطن العربي ثقته بنفسه، فقد أحكم النظام المستبد على تونس قبضته على مقدرات البلاد، وصادر الحريات، وطوع المنظومة التشريعية على مقاسه، امتلك القوة العسكرية والأمنية، غيب المعارضة في السجون والمنافي، أرضى الخارج المتربص، وأغضب الداخل الصابر، وكان لابد لذلك الليل من آخر، انتفض الشعب، وثار الشباب، وخرج الكبار، رجالا ونساء، وحاول الطاغية تدارك ما فات، وعد بعدم تعديل الدستور، وأنه لن يكون رئيسا مدى الحياة، سيطلق الحريات، سيوفر فرص العمل للعاطلين، لكن الثورة كانت قد تعاظمت فسقط النظام المستبد وأزلامه كما تتساقط أوراق الخريف، وهرب الرئيس في ليل مدلهم ليظل أكثر من عشر ساعات في الهواء لم يقبله أصدقاؤه ولا من أفنى حياته ليخدمهم، ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ورغم أنه وجد ملاذا إلا إنه سيظل هاربا من سوء ما فعل، يعظ أصابع الندم، وتلاحقه كوابيس الإجرام!!

وفي اليمن تجربة مماثلة مع فوارق، لكنها تأتي لصالح التغيير، فالاستئثار والإقصاء بلغ مداه، وكذا الإصرار على مصادرة المستقبل من خلال إعادة تفصيل الدستور على مقاسات ضيقة، والاتجاه نحو الشمولية والملكية، وتعميق الاستبداد، مع استكبار عن الحوار، واستهانة بمعاناة المواطن الذي يئن تحت وطأة الفقر والمرض والبطالة وسوء المعيشة وتدني الخدمات، لكن المعارضة في اليمن ما زالت صامدة في الداخل، وقد جمعت قواها، ووحدت كلمتها، وحددت أهدافها من خلال تكتل اللقاء المشترك، والقوى الوطنية الحرة بما فيهم أحرار من الحزب الحاكم، وبقي أن يتحلى هذا الجمع المبارك بالشجاعة، ويخطوا بجرأة، وعليه أن لا يعلن أملا على السلطة التي ركبت رأسها واستخفت بشعبها، وصارت لا تفكر إلا بالمصالح الضيقة لشخوصها.

انزلوا إلى الشارع، فهو متقدم عليكم، ورياح التغيير قد هبت، وستتجاوز المتقاعسين، فقد نفد الصبر، وملّ الناس الانتظار، وفقدوا ثقتهم بوعود الحزب الحاكم، وإياكم- أيها المتحرقون على شعبكم- أن تترددوا أو تخذلوا جماهيركم التي تتوق للتغيير، وتبحث عن الخلاص، وتتطلع للغد المشرق البسام.

افلح إن صدق،

خالص الود ابو تريكه مع اطيب المنى

لوعلم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم مُعرضون *
صدق الله العظيم

نعم للتغيير ثلاث ملامح لتؤدي الى تطور الشعوب ، كذلك للحكام ثلاث ركائز للتشبث بالبقاء على رؤس الشعوب ، وللشعب ثلاثة مخارج لنيل حريته ، اذا اخذ كل طرف زمامه بصرامة فقد ينجح ولو مؤقتاً ، اما ان تعطى الحرية والكرامة والحقوق للشعب فعيش في امن وهذا مطلب الشعب الأول ، واما ان تتشبث الحكام وتفرض القمع والظلم والتهميش على الشعب وهذا ماسوف يؤدي الى قصم ضهر البعير ، وعلى الشعب ان يؤخذ على عاتقه تحرره من ذلك الظلم وان يقول نعم للتضحية نعم للموت في سبيل العيش الكريم والحرية ، وفي هذه الحالة قد يحصل على ما يريد بعد دفعه ثمن ذلك ، ولكن هناك فوارق عجيبة في شعبنا وحكومتنا ومعارضتنا ، الكل لايريد ان يستفيد من الماضي ومن الدروس المستقاه من الغير ، ولايريد ان يضحي ويريدها باردة مبردة ، ولا يريد التصحيح وبدون اثارة المشاكل ، ومن الملاحض في الثورة الشعبية التونسية على ان المتسلقين اتو على ضهر الحمار ليشكلوا الحكومة ونسيوا على انه الشعب من قام بالثورة ولابد ان الشعب من يشكلها وليس المعارضة التي اتت بعد رحيل زين العابدين ، وهذا ما سوف يحصل في يمنا لوسمح الله ، تسلم ابوعبدالناصر ويسلم الكاتب الصحيوي الذي لا يريد ان ينزل هو اول واحد واراد ان يقول انزلوا وانا علي الكتابة من البيت .

خالص الود والأحترام والتقدير للآبا والإخوة هم اخوة كرامً علينا .. منهم نستفيد وبكرم اخلاقهم لنا منهاج من مناهج الحياة الكريمة الثائرة على الباطل والمهاجرة دوماً الى التطلع بما هو اجمل وما هو عظيم وعظيم أن يكون في هذه الصفحة الشاعر الجبني الثائر ( الوافي ) ابا حمدي .. والكريم محارب قديم .. والكاتب الصحفي ابا مشعل .. تواجدكم على هذا الموضوع والذي تم نقله من موقع الصحوة نت هذا الموقع المبارك والحبيب .. للكاتب القدير زيد الشامي .. فمرحباً بكم جميعا

ولحقيقة مثل هذا الكاتب جدير ان يكون موضوعه هذا بين ايدينا وفي متناول تفكيرنا لنجعل منه حوار نستفيد منه .. وقد تطرق الى نقاط كان ذكي في التلخيص كاعادته لديه اسلوب جميل معاصر ، قدر في اسطر ان يستخلص الكثير ويتكلم على ثورتين .. ثورة قد انجز منها الكثير ولم يبقى الا اليقضة من اعداء الثورات في كل مكان وزمان ، والقليل بحول الله حتى ينال هذا الشعب التونسي العظيم استحقاقه الكامل .. وثورة يفترض ان تكون فقد اوصلتها السبل لتكون ثورة كاشقيقتها تونس .. فما ينقصها الا القادة للمعارضة عليهم ان يسرعوا كما قال الكاتب .. اسراعهم في النزول بأنفسهم الى الشارع .. نريد ان نراهم في المدن الرئيسية والعاصمة يصطفوا امام الجميع دون حسابات فقد مللنا من تلك نريد ( فقاش رؤوسكم ايها القادة ) فلاباس إن حصل ذلك ..
نريد لقادتنا ان يقع لهم بالصميل ، فلاباس إن حصل ذلك .. حتى نحن الجماهير وإن رأينا ذلك قدّمنا ارواحنا دون تردد ، اما وانتم في مكاتبكم على مقراتكم في صحفكم على منابركم في مقايلكم عن طريق الفضا للأعلام لايكفي ، التغيير لن يحدث إلا بالثورة من جديد والثورة تريد رجال تريد قادة يدخلوا التاريخ وتكتب اسمائهم من نور .. نعلم انكم تعملوا ظمن أولويات ، لكن اجعلوا من ظمن اولوياتكم التضحية منكم منها النزول الى خط المواجهة ، وإلا ستبقى الأمور كما يريدها الحاكم ..... شرفونا قادتنا الأشاوس بالنزول الى الشارع وهكذا تبدأ الثورة لتثور لا لتهدى وعندها سيثور الجميع وسيأتي اليكم الجندي المهضوم والشرطي الضحية ستلتف الجماهير من فئات الشعب كله فالكل مظلوم والكل متعطش للتغيير .. ولنكون شعب عظيم لنثبت للعالم أجمع ولسيادت الريس أن لافرق بينه وبين عمه زين العابدين ..... فكليهما طابور خامس وتاريخ اسود من بعض ..!

قلم ذهبي تاريخ التسجيل : 17/11/2010 العمر : 47

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

«لاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»

أشكرك أخي الغالي ( ابو تريكة)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ

" border="0" alt=""/>

لا اعتقد اخي عبدالجليل انه بقي لدينا ريح لتذهب وليس هناك
فشل كما هو اليوم قائم في اليمن والفشل التاريخي
الذي فشل القائد وزمرته .....
استاذي ووالدي ابو عبدالناصر موضوعك كان في غاية الاهمية
ولكنني ما زلت عند كلمتي فالشعب اليمني ليس الشعب التونسي
لانه مازال إلى وقتنا من يردد بانها سابقة وفرصة لنا
بان الرائيس يريد التخليد في السلطة بل ويعتبروها انجاز
من انجازات القائد..
عن أي شعب تتحدث استاذي شعب تونس قالوا كلمتهم اما
نحن فحتى الكلمة لم نستطيع ان نوحدها...
اشكرك استاذي واشكرك كاتبك المبدع الشامي زيد...
دمت ولا هنت ولا هانت مرابيعك.....

» قلع العداد، وتهشيم الدستور!! (زيد الشامي)
» لماذا كل هذا التدمير ؟! بقلم زيد الشامي
» مبـادرات الوقت الضائع زيد الشامي
» على ابواب يافا...
» دهاء الغرب وسذاجة العرب ، والأثوار الثلاثة الذين باعوا بعضهم !!