بسم الله الرحمن الرحيم (( ربنا إفتح بيننا وبين قومنا باالحق وأنت أحكم الحاكمين ))
الغاية هي فتح مساحات جديدة للحوار والتدرب على سعة الصدر وتقبل الآخر
ذلك أن مرحلة تكميم الأفواه وتضييق الحريات وإغتيال الإرادات والصد والتكفير قد ولت وإن محاولة إجترارها
سوف لن يكون في مصلحة كلا من التيار القومي العروبي والتيار الإسلامي
لهذا الهدف وليس غيره نواصل مابدأناه (( وأهيب بااعضاء المنتدى إشعاري إن كان ذلك لايخدم القظية وأرادوا التوقف عن إستضافة أولئك الكتاب )) .
بيننا وبين المخالفين لنا
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: شهر و 18 يوماً
الأربعاء 31 مارس - آذار 2010 10:54 م
الخلاف سنة جُبل الناس عليها، ولا يمكن قولبة الناس في قالب واحد، ولهذا جعل الحوار للتقارب- لا للتقولب- وهذا هو الحوار الهادف والمطلوب، ومن هذا الحوار والنقاش ما يدور حول الزواج المبكر، فقد أخذ منع الزواج المبكر جدلا واسعا ونقاشا مستفيضا وكل طرف أخذ ينتصر لرأيه, وطرحت علينا أسئلة نحاول أن نجيب عليها فيما يلي:
قالوا: نريد منع الزواج المبكر.
قلنا: ما السبب؟.
قالوا: هناك من يزوج بنته وهي طفلة.
قلنا: من هي الطفلة؟.
قالوا: من هي تحت سن 18.
قلنا: الطفلة في شرعنا ولغتنا من هي تحت سن البلوغ فإذا بلغت صارت تحت سن الشباب.
قالوا: مركز الدراسات النسوية في جامعة صنعاء قام بدراسة ميدانية فوجد نسبة عالية من زواج الطفلات.
قلنا: اسألوا أمهاتكم ونساءكم كم عرس طفلة قد حضرنها؟ ستجدون أنهن أصدق من هذا المركز (الجندر).
قالوا: أنتم تجبرون الناس على زواج الصغيرات.
قلنا: هذا غير صحيح وكذب وبهتان، ومن يستطيع أن يجبر أب على زواج بنته؟ ثم إن الزواج قبل البلوغ أو بعد البلوغ بسنتين مثلا نادر، فكيف تقيدون العام بالنادر؟ والنادر لا حكم له. والله جعل الأمر مباحا بنص شرعي.
قالوا: الأمر ضروري وخطير.
قلنا: هناك مشاكل في البلاد أخطر من قضية منع الزواج فلماذا تثيرونها في هذا الوقت؟.
قالوا: مصلحتنا حماية الصغيرة.
قلنا: بل مصلحتكم تنفيذ اتفاقية (السيداو) فالدول المانحة اشترطت إصلاحات اقتصادية (الجرع) وها هي تتم، وتنفيذ الاتفاقيات الدولية بما يخص المرأة والطفل ليتم منح المساعدات والقروض.
قالوا: أنتم مصابون بعقدة التآمر.
قلنا: ربنا قال (ولا يزالون يقاتلونكم) والقتال له أشكال متنوعة، والواقع يخبرنا بهذا واقرءوا التقرير السابع للجنة الوطنية للمرأة الذي يرفع للمنظمات الأجنبية وستجدون أين التآمر.
قالوا: الحمل المبكر له أضرار.
قلنا: وهذا دليل أنكم لا تتحدثون عن الطفلة، فالطفلة لا تحمل، إذا الحديث عن الشباب، فإذا بلغت وحملت، فالذي يأذن بالحمل هو الله قال تعالى "ثم جعلناه في قرار مكين" وإذا أذن بالخروج قال "ثم السبيل يسره" وهل أنتم أرحم بها من الله؟ حاش لله أن يظلمها لترفعوا أنتم عنها الظلم، فهو أرحم بها منكم ومنظماتكم, قال تعالى "أأنتم أعلم أم الله".
قالوا: لكن الحمل المبكر تعب.
قلنا: المبكر والمتأخر تعب قال تعالى "حملته أمه وهنا على وهن" ولهذا جعل أجرها وثواب طاعتها مضاعفا.
قالوا: الغرب المتحضر منع الزواج المبكر.
قلنا: ولكنه لم يمنع الزنا المبكر, بل حسب الاتفاقيات الدولية الزنا حق من حقوق الطفل تحت سن 18، والثقافة الجنسية المبكرة تبدأ من السن الثامنة، ثم إذا منعنا الزواج المبكر في ظل الهيجان التلفزيوني والانترنت المؤثر، فأين سيذهب الشباب؟.
قالوا: ابن عثيمين والقرضاوي أفتيا بالتحديد.
قلنا: هاتوا برهانكم، بل أن ابن عثيمين هو من يقول في كتابه (الشرح الممتع على زاد المستقنع– باب النكاح– صـ 358) وهو يتحدث عن زواج الصغيرة "فالصواب ألا نقيد هذا بسنين", وأما القرضاوي فقد سؤل ما السن الأفضل للزواج فقال: 16 للفتاة و18 للفتى فهو يقول الأفضل وهذا ما نقوله جميعا والتفضيل غير المنع والتجريم، فالأفضل أن تتزوج البنت وهي ناضجة عقليا وجسميا وهذا يحتاج للتوعية.
قالوا: أول من سن تحديد الزواج الدولة العثمانية عام 1917م.
قلنا: في أيام المرحلة الاتاتوركية, لأن جمعية الاتحاد والترقي أسقطت الخليفة عبد الحميد رحمه الله عام 1909م وتم القضاء النهائي على الخلافة في العشرينيات.
قالوا: والدول العربية حددت سن الزواج قبل اتفاقية (السيداو).
قلنا: أيام الاستعمار الغربي، ثم من قال لكم أن كل الأنظمة العربية ملتزمة بالشريعة الإسلامية؟ ومن ثم نطرح السؤال متى كان الحقوقيون يثقون في الأنظمة العربية؟ حتى صارت محل ثقة في التشريع؟.
قالوا: السعودية حددت السن بـ18.
قلنا: هذا غير صحيح وعليكم بالدليل, وقد أصدرت هيئة كبار العلماء فتواها بعدم جواز المنع بتأريخ 13/3/1415هـ بعد مؤتمر القاهرة للتنمية والسكان وقد اتصلت بالشيخ سلمان العودة شخصيا يوم الثلاثاء الماضي وأكد لي النفي.
قالوا: المسألة خاضعة للاجتهاد.
قلنا: من المجتهد هل كل مسلم مجتهد سنقول إذا كل مسلم طبيب، أم أن كل له تخصصه, فالنجار يسأل في تخصصه والطبيب والمهندس مثل ذلك، والمسائل الشرعية يسأل فيها أهل العلم قال تعالى "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أُولِي الْأَمْر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ" وهم العلماء وللعمل شروط كما للطب والهندسة شروط، فليس كل من قرأ صار عالما قيل "من كان معلمه كتابه فخطأه أكثر من صوابه", ولهذا فنحن بحاجة إلى من يعلمنا ديننا أشد من حاجتنا لمن ينقذ حياتنا، لأن الإنقاذ من النار أولى من الإنقاذ من المرض.
قالوا: أنتم تستقوون علينا بالدين.
قلنا: وهل هذا عيب؟ فالدين مرجعيتنا جميعا، ولكنكم تستقوون علينا بالغرب، وهذا هو الفرق بيننا وبينكم.
قالوا: أين أنتم من قضايا البلاد؟.
قلنا: بيانات العلماء بين أيديكم فاقرؤوها, في كل قضايا البلاد، والخطب والندوات اسمعوها، والمقالات والمواقف في مجلس النواب طالعوها.
قالوا: أنتم تتماشون مع النظام كل ما كان في أزمة أصدرتم بيانا.
قلنا: نحن نتماشى مع الحق، والبيان الذي يتحدث عن اتفاقية (السيداو) بما فيه الزواج المبكر والذي وقع عليه أكثر من مائة وأربعين عالما وداعية بما فيهم مفتي الجمهورية تعارضه الحكومة، بل وفتحت نوافذ إعلامها لكم ومنعتها عنا، إذا هل نقول أنتم تقفون مع الحكومة؟ وأنا أعرف أن الاتفاق بين الطرفين في هذه المسألة نابع من تحقيق كل طرف لأجندته, فالحكومة تنفذ التزامات فرضت عليها، والمنظمات تحقق انجازات قبضت ثمنها، والضحية شبابنا وأخلاقنا.
قالوا: ما رأيكم في بعض الآباء الذين يزوجون بناتهم تحت سن البلوغ (طفلة)؟.
قلنا: وضعت لجنة تقنين أحكام الشريعة ضوابط لمنع أي أب يزف ابنته وهي غير صالحة لصغر سنها أو لعلة فيها حتى ولو كان عمرها 20سنة؟ ثم كم نسبتهم من الزواج المبكر التي تشير الإحصائيات الحكومية أنه أكثر من 65% هل نمنع هذه النسبة من أجل حالات فردية أم نقوم بالتوعية وهي أسلم للجميع ووضع ضوابط رادعة كي لا نحرم المستطيعين من الشباب والشابات.
قالوا: لماذا لا تتحدثون عن زواج العوانس؟.
قلنا: لأنهم لم يتحدثوا عن منع زواج العوانس، فالقضية ليست محل النزاع، ومع ذلك فنحن ندعو إلى إزالة كل أسباب العنوسة عبر خطبنا ومقالاتنا وندواتنا، وبالمقابل لم تحركوا أنتم ببنت شفه في مثل هذا الموضوع.
قالوا: نحن نريد منع الزواج المبكر بسبب استغلال البعض للفقر فتزوج الصغيرات.
قلنا: هذا سبب غير صحيح والدليل أنه مطلب مفروض على الجميع بما فيهم دول الخليج وهي لا تعاني من فقر.
قالوا: لماذا لم ترد على من يشتمك ويسفهك؟.
قلنا : نتمثل قول الشافعي:
يخاطبني السفيه بكل قبح فآبى أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
هذه بعض الأسئلة التي تطرح علينا من خلال النقاشات والكتابات والحوارات, والحمد لله وجدنا تجاوبا من الأغلبية ممن نحاورهم والبعض ذهب يكابر ويعاند، نسأل الله لنا ولهم العفو والغفران.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]