في الوقت الذي يبذل فيه رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه جهوداً كبيرة للملمة قضية مقتل حارس معهد أكسيد المواطن بابل السنباني برصاص أحد مرافقي ابنته وأمام عينيها، وجد رئيس الحكومة نفسه أمام جريمة أخرى حدثت وسط منزله وبرصاص أحد مرافقيه، حيث أفادت لصحيفة "الجمهور" مصادر مقربة من دولة رئيس الوزراء أن معركة بالأسلحة النارية دارت في منزل باسندوه قبل بضعة أيام، ونتج عنها اصابة السائق الشخصي لرئيس الحكومة بجروح في الرأس تسبب بها طلق ناري وجه نحو رأسه من مسدس المرافق الخاص لباسندوه.
وقالت مصادر لصحيفة "الجمهور" الأسبوعية إن خلافات حادة نشبت بين السائق الشخصي لرئيس الوزراء ويلقب بالعميسي وبين المرافق الخاص لباسندوه ويدعى صابر، تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة النارية، حيث أطلق صابر النار على العميسي من مسدس امريكي نوع "كُلك" محاولاً قتله، غير أن الرصاصة لامست رأس العميسي واصابته بخدوش لتستقر في جدار غرفة الحراسة داخل منزل رئيس الحكومة.
وبحسب مصادر فإن السائق الشخصي لباسندوه كان يحمل سلاحه الكلاشنكوف وأراد الرد على من أطلق النار عليه، الأمر الذي كان سيتسبب في مجزرة، لولا أن بعض أفراد الحراسة الذين كانوا متواجدين تدخلوا بشكل سريع وتمكنوا من ابعاد فوهة الكلاشنكوف التي كانت موجهة نحو المرافق الخاص لباسندوه ورفعوها عالياً لتنطلق الرصاصات نحو السماء دون أن تصيب أحداً، فيما قام آخرون بأخذ المسدس من المرافق المدعو صابر.
وقالت ذات المصادر إن هذه الحادثة وقعت في وقت متأخر من الليل، مما أثار الخوف والهلع لدى المواطنين الساكنين بجوار منزل رئيس الوزراء.
وأكدت المصادر أن رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه حاول احتواء الموقف ومعالجته بهدوء شديد خوفاً من الفضيحة، فتعهد لسائقه الشخصي "العميسي" بأخذ حقه من مرافقه الخاص "صابر"، الذي أمر بتوقيفه عن العمل كإجراء أولي غير ان نحو تسعة أيام مضت ولم يحدث أي شيء جديد، فما كان من المعتدى عليه "العميسي" سوى التهديد باللجوء إلى القضاء ورفع قضية ضد المرافق الخاص لرئيس الحكومة بتهمة الشروع في القتل.
وأشارت المصادر إلى ان جهوداً تبذل حالياً لاقناع العميسي بالعدول عن قراره وحل القضية ودياً دون الحاجة للمحاكم، خوفاً على سُمعة رئيس الحكومة وما قد يتعرض له من انتقادات إعلامية في حال تطور الأمر إلى نيابات ومحاكم، خصوصاً وأنه لا يزال غارقاً في الفضيحة التي تسببت فيها ابنته والمتمثلة في مقتل أحد المواطنين العزل وهو بابل السنباني- حارس معهد أكسيد للغات- على يد أحد مرافقيها وأثناء تواجدها من دون أي سبب بحسب شهود عيان.
وفيما لم تكشف المصادر عن سبب المشكلة بين السائق الشخصي والمرافق الخاص لرئيس الحكومة، إلا انها تحدثت عن قيام باسندوه بالتشديد على مرافقيه بالتكتم على هذه الحادثة محذراً من تسريبها إلى وسائل الإعلام، قائلاً لهم: "ما ناش ناقص فضائح".
وقالت المصادر إن طاقم الحراسة المحيط برئيس حكومة الوفاق معظمهم كانوا مرافقين مع الشيخ حميد الأحمر قبل ان يختارهم لحماية باسندوه، الذي– وفقاً للمصادر- رفض عندما عين رئيساً للحكومة ان يكون حراسه من رجال الأمن المؤهلين والمدربين.