القناة المصفوعة بحذاء الحكمة اليمانية!!
وسائل الاعلام التي كان لها الدور الكبير في تأجيج الفتنة وإذكاء الأزمة في بلادنا مطالبة اليوم بالتكفير
عن ذنوبها الجمة من خلال مراعاة المهنية والتزام الثوابت الأخلاقية إزاء التعاطي
مع نجاح جهود التسوية، وتقارب طرفي الأزمة في اليمن بالتوقيع على المبادرة الخليجية
وآليتها التنفيذية.
هذه الوسائل عليها ان تحترم رغبة اليمنيين في التلاقي على كلمة سواء، على قاعدة
لا غالب ولا مغلوب، وهذا يعني أن تتوقف عن إثارة الفتنة وتلفيق الأكاذيب وافتعال معارك
إعلامية مدفوعة الثمن من قبل أطراف محدودة لا يهمها مصلحة اليمن وخروجه من المحنة.
لقد صدق الأستاذ عبده الجندي ليلة التوقيع على المبادرة بعد انتهاء مراسيمها؛ عندما كان يتحدث
لـ”الجزيرة” وقال للمذيعة: “إن قناة (الجزيرة)
وحدها هي التي ليست راضية عن الانجاز الذي حققه اليمنيون طرفا التسوية” .
وبالفعل فإن هذه القناة أظهرت أنها مستاءة من ظهور الحكمة اليمانية، ولذلك عملت في حملة
مسعورة على التمهيد لمعارك لا وجود لها إلا في أذهان القائمين عليها، وبدلاً من أن يكون
الاعلام مراعياً على الأقل لأبسط مبادئ المهنية ومحترماً لذهن المتابعين، اذا بقناة “الجزيرة”
- كعادتها- لا يعجبها العجب، فلا التوقيع على المبادرة أرضاها ولا شيء غيره..
ذلك ان لها هدفاً واحداً ولا شيء سواه، وهو أن يصبح اليمن نموذجاً للعنف
على شاكلة ما يحدث في الصومال.
لن تهدأ لأصحاب “الجزيرة” عين إلا اذا أوصلوا وطننا الى هذا المنزلق الخطير..
ولذلك فإنني أعجب كل العجب من الذين لا يزالون يرون في “الجزيرة”
قناة إعلامية، مع انها لا صلة لها بالاعلام على الاطلاق، ولقد كان في اليمن
امتحانها العسير الذي اثبت فشلها، وكشف سوءاتها وفضائحها، وأظهرها للعالم
عارية ومجردة من كل القيم المهنية والأخلاقية، بل وفي وقت مبكر عندما ابتدأت
بإذاعة مقاطع من دول وبلدان أخرى، وادعت أنها في اليمن، ثم ما لبثت ان انكشف المستور،
وبانت على حقيقتها، وبعد ان استطاعت ان تخدع الكثيرين في مصر وليبيا، ولكنها في اليمن
غرقت في الوحل وتمرغت في مستنقع الكذب والدجل والتزوير، وشاء الله ان يكون بلد الايمان
والحكمة هو الذي يفضحها ويكشف زيفها ونفاقها وعمالتها وأجندة الذين يقفون خلفها..
وبعد كل ذلك لم تزل “الجزيرة” على غيها وضلالها، ولن نجانب الصواب إذا قلنا
إن الحكمة اليمانية صفعت القائمين على “الجزيرة” بحذاء سيظل الناس يذكرونه، وكيف
أن هذه القناة اكفهرت وغضبت لما لاحت أنوار التسوية على سماء اليمن السعيد، ولذلك فلا
عجب ان تعمل “الجزيرة” على صب الزيت على النار، واستغلال بعض ضعاف النفوس
لإنجاح مشروعها التدميري في اليمن، ولكن هيهات فإن الايمان يمان والحكمة يمانية،
وظاهرة “الجزيرة” الاعلامية المخادعة أحقر من أن تطال شموخ اليمن ووحدته وحكمة أبنائه..