عندما نقول المفكرين ، او المحللين السياسيين ، أو اي شريحة من هذا القبيل تقوم
بقراءة ما ورى الخبر السياسي ، وطرح المفهوم لما سوف يحصل مابعد حدث
تاريخي يحصل في اي رقعة كونية سياسيية او اقتصادية او صحية وغير ذلك مما يهم
الشعوب ، ولا اخفيكم على اني كنت معجب بصراحة المفكر الدكتور عزمي بشارة في
حديث عن الثورات بقيادة المذيع / علي الظفيري على قناة الجزيرة ، برغم اني كنت
متأكد على ان هناك ضغوط على الدكتور بعدم قول الحقيقة كلها ، ولكنه كان منصف
نوعاً ما بتحليله عن الثورات العربية عندما تطرق الى شرح فكرته عن كل دولة على حده ،
فكان متعاطف مع الشعب الليبي وكان يميل الى قولة ان الشعب الليبي يستحق الحرية
رغم حمله للسلاح من اول يوم وان العقيد كان قاسي في حكمه لشعبه ، كذلك تطرق
الى ان البيعة العربية لليبيا وما صاحبها من مصالح اجنبية والطمع في ثروة ليبيا وليس
في ثورته هو ما ساعد على مايحصل هناك ، كذلك تطرق الى ثورة مصر وقالها
صراحة بأنه لايميل الى الأنتقام السياسي الذي حاصل في مصر ضد حسني مبارك
كون الشعب وصل الى مبتغاه وهي الحرية والديمقراطية وليس الى ما يحصل الآن
من انتقام من القوى السياسية مثل الأخوان المسلمين وغيرهم ضد نظام حسني مبارك ،
وانتقل الى الوضع في اليمن وقال رؤيته رغم مقاطعة المذيع له وكان المذيع يقدم اسألة
عن الرئيس صالح وكأنه منتظر ان يقول غير ماقاله فيما بعد السؤال ،
قول في اعتقادي والكلام لبشارة ان الرئيس لن يعود الى سدة الحكم وهو بهذه الحالة ،
ولكنه لن يرحل كما يشاؤن اعداءه ، ويقصد هنا المعارضة ، كون المعارضة رغم
استلامها مزاولة مهامها التعارضي من عقدين من الزمن الا انها كانت لاترقى الى ان
تسمى بمعارضة ، كما انها كانت تساير الرئيس ، وكانت لها علاقة بأمريكا والسعودية
كما كانت للرئيس ، وبرغم ان صالح كان في المعسكر المضاد لأمريكا ابان حرب
الخليج الا ان صالح تحول بعد الضغوط الأمريكية والاوروبية والخليجية الى معسكر
امريكا وكان التعاون بينهم الى ابعد العدود ، وكذلك سيكون هناك اتفاق برعاية
امريكية وخليجية لنقل السلطة سلمية ويكون هناك تحول جذري للحكم في اليمن ،
اقربا صالح لن يزاحوا من مناصبهم كما يطلبوه الشباب المنضويين تحت امرت المعارضة ،
ولكن سيبقوا على مهامهم كونهم مهمين لأمريكا والسعودية لمكافحة الأرهاب كونهم
هم من يمسك بزمام القوة ولهم خلفية عن ذلك ، اذن هذا مانقراء في الواقع وهذا اراه
المرجح بأن صالح لن يكون في الصورة في المستقبل بل هناك اتفاق على نقل السلطة
كما تضمنتها المبادرة ، وأولاد صالح سيبقوا مابقيت امريكا ، وبهذه الطريقة قد تحققت
مطالب الثوار والشعب اليمني في رحيل صالح وتغيير استراتيجية الحكم الى حكم يكون
مقبول نوعاً ما ، ولم ينسى دور القبيلة التي لها النصيب الأوفر في مسك بثلث العصى
الأخير كونها متغلغلة في اعماق الجيش والسياسة بشكل عام ،