أيام صعبة ، بقلم الأستاذ / عبدالفتاح حيدرة

عضو مميز تاريخ التسجيل : 22/04/2009 العمر : 76

عبدالفتاح حيدرة
ثمة شعور يتغذى من الوقائع والأحداث بأن شيئاً ما، جباراً وقاهراً، يجذب الرئيس صالح نحو الأزمات على نحو مخيف. السنوات الطويلة لبقائه في الحكم لم ترتبط بالاستقرار أبداً، وكأن السنوات الأخيرة في عقد الثمانينات الماضي كانت مرحلة استثنائية فقط تهيئ لما سيأتي بعدها من عواصف وأزمات.

لدى الرجل ميل عنيف ومخيف تجاه الوقوع في الأزمات وإدارتها بشكل يتعذر معه توقع سعي هذا الرجل للاستقرار، جزء في طبعه أو في شخصيته أو من طفولته كما يقول النفسيون يرفض الاستقرار. والقريبون منه يتحدثون عن شغف هذا الرجل بـ«الفتن»، واستمتاعه بخلق العداوات، وإذكاء الخلافات بين مناوئيه وأنصاره على السواء، وهو لا يتردد أحياناً أن يظهر على العكس من ذلك تماماً، في أوقات معينة وتحت الأضواء والكاميرات كرجل «المهمات المستحيلة» القادر على اجتراح المعجزات، وبما يرغب في أن يسمعه من الناس عنه، وأنه لا يليق بهم أن يوصفوه بأقل من «رجل الحكمة والتسامح»، أو القوي الأمين كما ردد البركاني في إحدى جمع السبعين.

تناقضات الرجل وحماقاته وعداواته الشخصية مع أولاد الشيخ عبد الله أو من تخلوا عنه وذهبوا إلى ساحة التغيير تكاد تقتلنا جميعاً، إنه يتصرف على نحو شخصي وأناني بحت، ويرفض أن يتحمل مسؤوليته كرئيس دولة من واجبه قبل كل شيء تجنيب هذا البلد الفقير والبائس جولات جديدة من العنف والاستنزاف.

سلوك الرئيس في الأيام الماضية جعل شخصيته عارية تماماً، وهدفاً لـ«النصع» من الداخل والخارج، والذين فقدوا في القذافي شخصية الرئيس الذي يثير الضحك - وأحياناً البكاء - بتناقضاته ومنطقه غير المنطقي، وجدوا في الرئيس اليمني البديل المثالي، والسؤال الذي يتكرر دائماً ليس عن التوقيت الذي سيوقع فيه الرئيس المبادرة أو أين، وإنما عن العذر الجديد، وبعض الأصدقاء أصبحوا يفكرون بالنيابة عنه، وكل يوم يقترحون عذراً جديداً مضحكاً.

بالنسبة لي ولأغلب اليمنيين لا شيء يبعث على الضحك أو الاطمئنان أبداً، اليوم وأكثر من أي وقت مضى يحتاج اليمنيون إلى استدرار ما تبقى من مخزون الحكمة لديهم وإلقائها بسرعة فوق فتيل النار الذي يقترب لحظة بعد أخرى من برميل بارود قابل للانفجار من أول طلقة، صوت الحرب المخيف أصبح مسموعاً وواضحاً من فم الرئيس، ويطرق أبواب العنف بشدة.

تشبه اللحظة الحرجة التي تخنق اليمنيين وترعبهم في الوقت الحالي اللحظة نفسها التي سبقت حرب 94، الرئيس يطلب من البيض العودة إلى بيت الطاعة في صنعاء كما يطالب الآن المعارضة الحضور إلى البيت نفسه للتوقيع.
غير أن الوضع الآن يختلف على نحو ينذر بأن استخدام أدوات العنف لن يكون محصوراً في حرب جبهات، وبضع صواريخ تسقط هنا وهناك، الخوف الآن من فتح عدة جبهات صغيرة في أكثر من مكان، تجعل الوضع عصياً جداً على التحكم، وبالتالي فإن ما كنا نعتقد بتفاؤل كبير عدم وقوعه ربما يحدث أو أنه صار قريباً.

الخطاب القصير الذي تلاه الرئيس غير الصالح أبداً بدا على نحو ما بيان حرب، وتحولت الكلمات التهديدية التي رددها بمزاج عنيف وغاضب على وقع خطوات الزياني وهو يغادر صنعاء مفتتح مرحلة جديدة يريد لها أن تكون دامية ومؤلمة.

أنا قلق فعلاً، ولا أستطيع الجزم تماماً بقدرة الأطراف العاقلة في الجانبين على تخفيف حدة الاحتقان بما يترك فرصة أو مساحة مناسبة- وإن صغرت- بين غرف التشاور والمفاوضات ومتارس الحرب وآلياتها.

أشعر بالخوف فعلاً وأنا أتحدث بهدوء في لقاءات تلفزيونية عن القدرة المذهلة لليمنيين على ضبط النفس والتخلي عن السلاح، وأن خيارات الحرب التي يريدنا صالح أن نذهب إليها، لم تعد واردة، وأن الرجل لن يجد الكثير من الوقود ليشعل حرائق جديدة، لكني أقول ذلك وطبول الحرب تقرع فوق قلبي تماماً.

الأيام الصعبة المقبلة، ستضع اليمنيين مرة أخرى أمام امتحان صعب، وصعب للغاية أمام قدرتهم على كبح جماح الرئيس في الذهاب إلى الحرب، ومدى قدرتهم على إخراجه من قصر الرئاسة بأقل الخسائر والتكاليف، وهذا السؤال يجب أن يكون عنوان الساعات المقبلة. أما بالنسبة للرئيس فيبدو أنه لم يعد يعي فعلاً ما الذي يحدث من حوله سوى الاحتفاظ بالكرسي بأي طريقة، وترديد الكلام الممل والسخيف نفسه، المهم أن لا يقال أن المشترك وأولاد الأحمر «ضحكوا عليه» وهو في سبيل ذلك قد يلجأ إلى أي شيء.

تلك هي خيارات الرجل، وهي حتماً لا تسر أحداً سوى قلة المقامرين السيئين جداً من حوله، لكن ما هي الخيارات المتاحة أمام الشباب في الساحات وأمام المشترك في غرف المشاورات والاجتماعات.
الجواب على السؤال الأخير وكيفية التعامل معه ستحدد مستقبل هذا البلد، وأي نتيجة مهما بدت مؤلمة أو مبشرة ستكون نتاجاً طبيعياً للسلوك الذي يختاره الشباب في الساحات وبقية الرجال والنساء اليمنيين.

التعويل على المبادرة الخليجية مجرد أمل للخروج بالثورة إلى تحقيق أهدافها في حدها الأدنى، لكنها ليست كل شيء، وأحداث الأحد الماضي في صنعاء تقول أن لا شيء أبداً يمكن التعويل عليه أو الوثوق به وخصوصاً من جانب الرئيس، أما الخليجيون، وإن أعلنوا تعليق مبادرتهم؛ فإنهم لا يملكون ترف إيقافها والانتظار لما سيأتي، سيظلون في مسعاهم حتى اللحظة الأخيرة ومعهم الأمريكيون، ولن تتوقف الاتصالات والضغوط على الرئيس، لكن الشيء المؤكد والملموس أن النخب في هذا البلد تتعرض لامتحان عسير في أيام صعبة، والرئيس الذي يستطيع إحداث انفراج حقيقي وملموس لا تتوفر لديه الإرادة لفعل ذلك، ولا ينوي التعبير في آخر لحظات بقائه على الكرسي عن شيء من الاحترام لشعبه والتنازل من أجله، لا استجابة للضغوط الخارجية. إنه غاضب وأناني ولا ينظر إلى الأمر سوى أنه في مواجهة شخصية مع «قليل قطاع طرق متآمرين»، و«طز» في بقية الشعب.

عضو مميز تاريخ التسجيل : 14/03/2010 العمر : 62

وهذا ما اردنا ان نقوله لأخوتنا الذين كادوا ان ينجرفوا خلف طبول الحرب التي يقرعها مجنون اليمن المهووس بالكرسي حتى الثمالة وفي سبيل ذلك وكما جاء في هذا التحليل الصادق ، في سبيل ذلك لا يهم سيادته ان تدخل العربية السعيدة الى نادي التعساء وتشحذ خناجرها لتطعن بعضها في سبيل بقائه وآل بيته على قمة الهرم .. شكرا لأبراهيم نقلك الرائع والى المزيد لأجلاء الصورة فهناك الكثير من المتعطشين للمعرفة بمغامرات رب القصر الممتنع على ارادة شعبه عامتهم والخاصة ..!

عضو مميز تاريخ التسجيل : 25/04/2009 العمر : 74

وشكراً لك والدي البشير ، نرحب بالشيخ في الصميم ، تحية للكاتب ولتوجهه وما نتابع له من خلال مشاركاته عبر الفضائيات وبالذكر العربية إلا موفق في الكثير من المصداقية
والوقوف الى جانب الوطن ، وهذه امانة وهذا حق من حقوق الناس على بعضها
ولو اننا نقف كلنا ونتأمل في الوطن بعيداً عن الحسابات ،، لكان الوطن ينعم بالخيرات ، ولا قولي مصادر لمختلف الروأأ بالعكس اننا في حال الأختلاف نصحح مسار الطريق المنشود للوطن ، ولكن نقول بكل تأكيد بعيداً عن الحاكم بعيداً عن إفلاس النظام فهو اليوم في التفكير يمر بضروف صعبة مهلوسة ( بجنّي ) شرير قد طاش بصرع شديد وكأننا نتخيل ( عري أمين ) وهو يلقيه بعد حبسه في زنزانته في ( بيسنة ) رابط عليه وحين اللقاه على القوم كانت نهايته .... والعيب ليس في القصة بقدر ما تشير الى نهاية ( العري البلطجي علي صالح )
نعم كلنا نريد أن نعيش بأمن واستقرار ولن يكون إلا بزوال الشرور وذلك الشر في علي صالح وطيلة (حكمه ) وقد اقترب دفنه والى الأبد بفضل الله .
شكراً لناقل الموضوع إبراهيم

» المهمة الأخيرة للقاتل ؟ بقلم الاستاذ/ عبدالفتاح حيدرة
» نعترف قبـــــــــل رحيــــــلك (بقلم الأستاذ محمد الحجاجي)
» الكذب وحده يكفي (بقلم الأستاذ محمد سيف الدولة)
» السابق عبدالفتاح اسماعيل
» لمن يحب الأستاذ عبدالباري السيد ( أبو علي ) رحمه الله