المعارضة ترضخ لشروط الرئيس والحاكم يغرق شوارع اليمن باعتصامات تاريخية
كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى عن عودة مرتقبة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إلى صنعاء خلال الـ48 ساعة القادمة على خلفية اتصالات أجراها قادة اللقاء المشترك مع الزياني مساء أمس أكدوا فيها انصياعهم لمطلب الرئيس صالح بتوقيع الاتفاق بصورة علنية أمام وكالات الأنباء وممثلي البعثات الدبلوماسية..
وعزا المصدر رضوخ المعارضة لما اشترطه الرئيس صالح في تصريحاته أمس إلى ما وصفه بـ"المفاجأة" التي فجرتها جماهير الشعب اليمني المناصرة للشرعية الدستورية حين خرجت أمس عن بكرة أبيها في جميع محافظات الجمهورية، ونفذت اعتصامات مليونية "تأريخية"- على حد تعبيره- خنقت شوارع العاصمة والمدن اليمنية لدرجة ان الوفود الخليجية والبعثات الدبلوماسية حوصروا في مقرات عملهم لساعات طويلة ولم يجدوا طريقاً في صنعاء يسلكونه إلى مقرات اقامتهم..
وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، والسفير الأمريكي، والسعودي، والعماني، والإماراتي، والكويتي، والبريطاني، وسفير الاتحاد الأوروبي تم انتشالهم من مقر السفارة الإماراتية بطائرة مروحية هبطت في باحة السفارة السعودية الملاصقة للسفارة الاماراتية، وذلك بعد أن عجزوا عن ايجاد طريق للمرور، جراء قيام مئات آلاف المواطنين بنصب خيام وتنفيذ اعتصامات على امتداد شارع وميدان السبعين وشارع الزبيري وشارع القيادة ومنطقة الحصبة بشارع اللجنة الدائمة للمؤتمر ووصولاً الى شارع مطار صنعاء الدولي الذي أغلق تماماً بمخيمات المعتصمين، وأصيبت العاصمة صنعاء ومعظم مراكز المحافظات بشلل شبه كامل بالحركة.
وأكد المصدر: أن حشود المعتصمين سلمياً أرعبت المشترك والمجاميع القبلية التابعة لمشائخ الفساد والتآمر الذين تقوقعوا في ساحة جامعة صنعاء، وأصيبوا بحرج كبير بعد أن تبين للعالم اجمع زيف ادعاءاتهم، وأنهم ليسوا إلاّ ثلة من النفعيين المتمردين على الديمقراطية والدستور وأن الغلبية الساحقة من أبناء الشعب اليمني تقف خلف القيادة الشرعية الدستورية.
ويبدو أن نجاح الحزب الحاكم في قلب الطاولة في الوقت المناسب أثر كثيراً جداً على قناعات القادة الأوربيين والخليجيين، حيث اتخذ مجلس التعاون الخليجي مساء أمس قراراً بتعليق المبادرة ووقف ضغوطه على الرئيس صالح في تقديم المزيد من التنازلات، الأمر الذي فجر فزع القوى الانقلابية ودفعها لإجراء اتصالات محمومة طول مساء أمس مع الأطراف الخليجية لاقناعها باستئناف جهودها، وتأكيد رضوخها لمطلب الرئيس صالح في توقيع الاتفاق بصورة علنية خارج جدران الغرف المغلقة التي أثارت ارتياب الجميع من حقيقة النوايا الخفية التي تضمرها المعارضة جراء إصرارها على توقيع الاتفاق سراً دون السماح للإعلام بنقل الحدث عبر الفضائيات..
جدير بالذكر أن أنصار الشرعية الدستورية يواصلون اليوم اعتصاماتهم في معظم الشوارع الرئيسية بصنعاء ومراكز المحافظات، وسط تأكيدات بأنهم سيواصلون اعتصاماتهم السلمية حتى يتأكد العالم بأم عينيه بأن القوى الانقلابية ليسوا إلاّ ثلة من المشائخ الفاسدين المتسولين على الأزمات السياسية والجماعات المتشددة والانفصاليين العائدين من مقابر الماركسية.