قالت مصادر مطلعة لـ"المصدر أونلاين" إن الرئيس علي عبدالله صالح تراجع مساء أمس الخميس عن قرار تنحيه عن السلطة بعدما كان قد أبدى موافقته على ذلك وتسليم مهامه لنائبه عبدربه منصور هادي أثناء لقاء له مع اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة أولى مدرع عقد في منزل النائب هادي".
وأضافت المصادر لـ"المصدر أونلاين" إن مفاوضات جرت في منزل النائب هادي برعاية أمريكية أمس الخميس وأن صالح وافق على خطة لتنحيه عن السلطة، لكنه اشترط في بادئ الأمر أن يستقيل اللواء علي محسن الأحمر معه وأن الأخير وافق واقترح على الرئيس صالح التوجه فوراً لقناة الفضائية اليمنية وإعلان استقالتهما معاً، إلا أن صالح تراجع".
وأشارت المصادر إلى إن موافقة اللواء علي محسن على شرط الرئيس صالح ربما لم يكن متوقعاً للأخير، ما جعله يتراجع عن موافقته على التنحي، وأنه كان يتوقع أن اللواء علي محسن سيرفض الشرط".
وعقب تراجع صالح مساء أمس توجه إلى عقد اجتماع بقادة في وزارة الدفاع وألقى ذلك الخطاب الذي تعهد خلاله بـالدفاع عما أسماها بـ"الشرعية".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إعلامي رئاسي يوم الجمعة تأكيدات بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عقد اجتماعات خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية مع اللواء علي محسن الأحمر الذي أيد المطالب بتنحي الرئيس فورا دون ذكر أية تفاصيل أخرى.
وتعليقاً على خطاب صالح مساء الخميس وانقلابه على خطه تنحيه، قال القيادي المعارض الشيخ حسين العجي العواضي "إن كلمة صالح والحشود التي يحشدها إلى ميدان السبعين هي بمثابة إعلان حرب، وأن كلمته أمام قادة وزارة الدفاع لا تختلف عن كلمته في ميدان السبعين عام 1994 قبل تفجر الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب".
وأضاف "هو الآن (الرئيس) يحشد ترسانته العسكرية حول القصر والحرس ويحشد المسلحين من كل المحافظات لتسييج الرئاسة بسياج بشري مسلح وكأنه يخطف البلد أو يقول يا تأجلوا رحيلي أو أجعلكم تقتلون بعض". لكن الشيخ العجي العواضي الذي يتخذ من دمشق منفى له استدرك قائلاً "هو بهذه الطريقة يحدد أن مصيره ومصير أولاده المشنقة".
ووجه العواضي دعوة للجميـع الأطياف في الساحة إلى تجنب أي احتكاك عسكري أو مسلح مع صالح لأن ذلك هو ما يريده. حسبما قال.
وأضاف "يجب أن نترك المهمة للشباب بصدورهم العارية وإرادتهم الصلبة وهم قادرين على إنجاز المهمة بأقل التكاليف".
وأوضح الشيخ العجي العواضي أن صالح يحاول تنفيذ خطة يعتقد أنها ستجنبه الرحيل، وتتضمن هذه الخطة انسحاب الجيش والأمن من المعسكرات والمراكز الأمنية في المحافظات الجنوبية والتمترس في القصر الرئاسي بصنعاء بالسلاح وتعبئة ميدان السبعين بالمرتزقـــة، وهو يراهن بذلك على أن طول الوقت وحالة الفراغ سيؤديان إلى حالة من الفوضى في البلاد قد تجعل من الداخل والخارج أن يعيد حساباته بشأن رحيله.
وفي هذا الصدد، دعا العواضي كل القوى إلى ضرورة التنبه لهذا الأمر وتفادي وقوع أي فوضى من خلال تشكيل اللجان الشعبية في جميع المحافظات والمديريات لحفظ الأمن مما يخطط له صالح ونظامه.