الزبادي مقابل الولاء الوطني

الزبادي مقابل الولاء الوطني
في مذهب السياسة الكثير والكثير ولا يختلف السياسي اليمني عن بقية الساسة في العالم فكلهم يستخدمون السياسة البعض منهم أصاب والبعض الأخر خاب البعض يقايض ويفي بعهده والبعض الاخر يدخل نفسه في خانت الكذابين وهكذا هي علم وعالم السياسة لهذا لم أستغرب حين سمعت خبرا تتداوله مجموعة المخزنين في مقايل القات وفحواه أن أحد الساسة المسئولين اليمنيين قد قام بالإ تصال بشركات الألبان الرئيسية في البلد يحثهم ويترجاهم بعدم رفع سعر الزبادي كون رفعه يحرم الطفل اليمني من هذه المادة الرئيسية في غذاءه مما يشكل خطرا على صحته وفي نفس الوقت سوف ينتاب الطفل البري شعورا بأنه حرم من الزبادي لذاء ينعكس هذاعلى ولاءه الوطني وهنا يصبح الخطرمحدق وحقيقي على الوطن والجيل القادم لهذا السياسي اليمني جزاه الله خيرا تنبه لهذه المشكله فبادر بالأتصال بشركات الالبان لللحيلوله دون رفع مشتقات الالبان وهذا ما حصل بالفعل لم تقوم أي شركة برفع الأسعار علما بأن كل شيء ارتفع سعره قبيل رمضان بأسبوع دون الزبادي لم يرتفع سعره
فتدخل المسئولين الكبار في مواضيع مثل هذه الامور يبعث على السعادة والسرور في نفس الأطفال والآباء والمواطن على حد السواء
فمن منكم يتذكرأيها القراء قبل كم سنة موضوع تناقلته وسائل الأعلام المحلية والعالمية بأن هناك مسؤول يمني وقف وحال بين رفع اسعار السمك في الأسواق اليمنية من قبل جمعية الصيادين لهذا اتفق معهم هذا المسؤول على حل وسط لا ضرر ولا ضرار اي ان الصيادين يقومون ببيع سمك الكنعد والشروخ والسهوة والهامور والزبيدي والجحش الى الخارج مقابل توفيرسمك العومة والسردين والحمشجه للاسواق المحلية وبقي هذا الاتفاق ساري المفعول الى يومنا هذا
لهذا لم يوجد أي أختراق للقرار والاتفاق بين المسئول وجمعية الصيادين اليمنيين فلا يوجد سمك في الاسواق اليمنية من الصنف الذي خصصه المسؤول للتجاره الخارجيه وإذا وجد في السوق بطريقة التهريب يكون سمك الجحش في مطعم الشيباني كونه يدخل في الضايفة اليمنية للأخوة السياح والزوار من خارج البلد لهذا سعره أكثر من سعر الحم ،وبهذا القرار وهذا الاتفاق وفر هذا المسؤول لخزانة الدوله العمله الصعبه فتجد الناتج القومي من الأسماك المصدره الى الخارج في ميزانية الدولة تفوق الناتج القومي من الثروة الحيوانية وهذا يبعث في نفوسنا الحب والولاء لهذا المسؤول ولهذا الوطن الغالي
أشكرك اخي القارىء لحسن متابعتك وقراءتك لموضوعي مع طمعي في ان تدلي برأيك في هذا الموضوع الوطني

لماذا لم ينادي المسؤول المحب للوطن بعودة البقرة الحلوب الى كل بيت وخصوصا البيوت الريفيه وتعزيز ثقافة الاكتفاء الذاتي من المصادر التي يمكن اعادتها من حيث تم تغييبها الى الصداره .. سيدي المارشال يبدو ان الكثير لا يعلم ان التجارة شطارة وان الكثير من الصناعات التي تغزو اليمن سوقا هي صناعات غازية رصدت لها عيون على صورة سواح يدرسون اساليب حياتنا ومهاراتنا ليتم لهم لاحقا اغراق اسواقنا بمنتجاتهم التي نشتريها باسعار تغرينا بترك مهاراتنا المكلفة وإقتناء المعروض في الأسواق حتى نسينا كثير من المهارات ومنها مهارات الزارعة والرَّي ورعي الأغنام والأبقار وتربية الجمال والخيول العربية الأصيلة واحترام البيئة وصيانتها والحفاظ على الخضرة والثروة الحيوانية .. أولم تكن تلك المهارات المختلفة والمتنوعة قد قضت على البطالة فلم يكن في اليمن عاطل عن العمل يبحث عن مصدر رزقه في الأصقاع ويبيع عمره وشبابه وحياته لسوق العرض والطلب؟
أخي العزيز الا تعلم ان اليمن كانت المهندس الأول للسدود التي تحفظ مياه الأمطار وتخزنها لأوقات الجفاف لاغراض شتى وان اليمن كانت تشدَّ الجزيرة اليها الرحال في واحدة من رحلتين ذكرهما الحق جلَّ في علاه في القرآن الكريم وان اليمن منذ فجر الثورة قد تعرضت لابشع مؤامرة تضافرت فيها الرأسمالية الأنتهازية في اليمن والرأسمالية العالمية (الأستعمار الجديد) على تحويل اليمن المنتج الى يمن مستهلك فقد اغرقت اليمن في السبعينات ببواخر تحمل المساعدات من الحبوب والطابونية هدية من الدول الصديقة ، تحمل بالخط العريض توزع مجانا ولا تباع ، ورغم انها بيعت الا ان اسعارها الزهيده كانت كافية لإغراء المزارعين البسطاء الذين لا يملكون رصيداً علمياً يمكنهم ادراك ابعاد المخطط وليس لديهم نقابات تتبنى عنهم هذا الدور فانطلت عليهم الحيلة وصار الناس يَعفِّون عن زراعة اراضيهم الَّا من باب اسقاط واجب والحفاظ على الأرض من الضياع .. ولك ان تقيس على ذلك كل الصناعات الآخرى من اجبان وزبدة وعسل والبان و(زبادي) وفواكه وملابس .. الخ
الا تراهم اليوم يصنعوا حتى حرفنا اليدوية التي مثلت على مدى التاريخ صناعة اصيلة يفاخر بها " الخنجر اليماني السيف " الفضة وسائر الصياغات وصناعة حلي النساء
هؤلاء المسؤلين الظاهرين والمستترين يملكون السوق وهم يهدرون الخزينة في مصالح يفتحونها قطاع خاص ليس بالضرورة ان يكون تحت اسمائهم وهم في الأخير الذين يملكون لهذا فلهم النفوذ ولهم السمع والطاعة لكنها ليست من اجل عيون اليمن ، فاليمن عيونها باكية ..
الحديث طويل وذو شجون خصوصا ورأسماليينا لا يتورعوا عن الأستيراد من كل من هبَّ ودبَّ فهم يستوردون من الكيان الصهيوني الكيماويات والمبيدات التي لا تخضع للدراسة لمعرفة اثارها على الأرض والأنسان كما انهم ينتقون حين يجوبوا الأرض لغرض الأستيراد البضائع والأطعمة التي صارت اقرب الى المحرقة منها الى المستهلك حين لا يكون المستهلك هذا من (العربية السعيدة)

في الصميم كتب:

رغم ان الزبادي والسمك اذا اجتمع على مائدة واحدة قد يسبب التسمم الغذائي وخاصة عندما يكون السمك غير محفوظ في ثلاجات خاصة به ، وكما هو المعروف في بلادنا ، في نظري بأن اي مسئول يقوم بتلك الخطوة انما اذا كانت له مصلحة خاصة يعني له مردود من مثل تلك الخطوة ، ولكن المسئول الذي تكلم عليه المارشال انما توفق لضرب عصفورين بحجر واحدة ، المردود الخاص والمردود العام ، وفي اعتقادي على ان السئولية يجب ان تكون في مستوى واحد وخاصة اذا كانوا المسئولين ينتموا الى كتلة واحدة وان يدرسوا مثل تلك الخطوة ويطبقوها على كل السياسات حتى تعم منفعتها على الجميع ، ولكن المشكلة ان المواطن اليمني لاتوجد لديه اي ثقة في المسئولين وحتى وان قاموا بمثل تلك الخطوات المصطنعة مهما كان ، تقبل التحية ايه المارشال العزيز .

جميل أخي في الصميم في تدقيقك ومعلوماتك فقد تنبهت الى أن بعض مشتقات الالبان إذا أجتمعت على مائدة مع السمك يحصل تسمم لمتناول هذه الخلطة وخاصة الحليب فأن اجتمع مع السمك فأنه السم بعينه
أما المسؤول الكبيرطال عمرك الذي أرتبط أسمه بالاسماك والالبان فالموضوع لا يخلو من الدعاية لهذا المسؤول وفكره أنه بهذا الصنيع سوف يحقق للبلد الولى الوطني من الطفل الذي يقصده نسي بأن والدي الطفل كل يوم يسمعوه تذمرهم من الدولة ومن المسائيل ويعبونه تعبية هيا كافية لأن يطلع هذا الطفل متعقد من اليمن وأهل اليمن ولا يمكن أن يغرس فيه الولى الوطني مرة أخر حتى ولو شربوه عسلا بدلا من لبن اشكرك ياصاحبي

لا اخفيكم ان لدي عقدة من الأسماء العسكرية وتخيفني جزمات العسكر على عكس ايام طفولتي حين كان لوقع خطى فرق الصاعقة والمضلات في شارع الضباب في سفح المدينة الحالمة وهي تجوب شوارعها في غبش الفجر وتدق الأرض بقوة ثورية وهي تشهق الولاء للوطن وتزفر التربص بالخونة والمرتدين والعابثين والمفسدين في الأرض ..
وتوقضنا من احلام آخر الليل لنقم مبكرين نستعد ليوم مدرسي جديد يبدأ في السادسة صباحاً وينتهي في الثانية بعد الظهر ، حين كان للوطن الولاء بقيم الثورة ومبادئ الجمهورية ، حين كان المعلم لا شغل له الا التعليم ورعاية اجيال الغد براعم الثورة ورجال المستقبل ..
كانت تختلط تلك الخطى القوية بصوت عبدالباسط عبدالصمد يبثه المذياع في اول البث الأذاعي لصنعاء يرسله مذياع مخبازة العديني ويقابله كافتريا العم نعمان لخبز الطاوه والشاي الملبَّن وسادويتش الجبن ، والفاصوليا البيضاء والفول المدمس ..
ويستمر وقع الأقدام القوية واصوات العسكر المدوية بشعارات حماية وطن يخرج من قمقم ليدخل في متسع وفرجه من الحياة كفرجة الأمل يشرق من محيَّا طفل يسير في الشارع الطويل الى مدرسة الثورة فيدخلها من بوابة مدرسة عبدالناصر ..
يخيفني العسكر جزمات العسكر وبنادقهم بعد عمر امتد على مدى خسة عقود حين سرقوا الوطن حين سرقوا الثورة وسكتت اصوات الفجر لقوات تجوب البلاد تدق التراب لتعلن له انها للتراب حرس اوفياء وعيون ساهرة لا تنام
كانت مبعث طمأنينة لنفسي الطفلة وانشودة الاحقها لسماعها وسط الضباب الكثيف والطل والندى واصوات العصافير وعلم الجمهورية ينتصب في وسط الساحة و .. الله الوطن الثورة يرددها الاف البلابل والفراشات على وقع تلك الأقدام وفرق الكشافة تجوب الساحة على ايقاع الطبول
لماذا صرت اخاف من طمأنينة طفولتي وانشودتي ودفء صباحي الجميل ؟
سؤال كبير
لا يستطيع المارشال ان يستوعبه وليس في مقدوره ان يفهمه وهو الفطن الا في هذه !! سرقوا الثورة يا مرشال وصرنا نحن الى ايلول جديد يعيد لنا الحق الضائع لكي يمضي صغارنا الى مصانع بناء المستقبل وهم يلاحقون ايقاع محبب يشعرون معه بالطمأنينة ويرون فيه حارسا امينا لهم لانهم المستقبل ، لانهم الأمل
اما قصة نانا يماني
اقصد السمك و.. الزبادي
فيكفيني جواب طارق لا اسكت الله له فم ولا قلم
اما ابو عبدالناصر فرغم علمي انه يحب السمك الَّا ان مسؤولي (اليوم) لم يبقوا لنا في بحارنا وشواطئنا الممتده على طول البحر الأحمر وبحر العرب لم يبقوا لنا من السمك الا اسماك القرش تأكل الوطن وتلتهم الثروات وتبيع الشواطئ والشعاب المرجانية فما ابقت على شيء ، لا ابقاها الله فوق ظهورنا

طارق كتب:

لماذا لم ينادي المسؤول المحب للوطن بعودة البقرة الحلوب الى كل بيت وخصوصا البيوت الريفيه وتعزيز ثقافة الاكتفاء الذاتي من المصادر التي يمكن اعادتها من حيث تم تغييبها الى الصداره .. سيدي المارشال يبدو ان الكثير لا يعلم ان التجارة شطارة وان الكثير من الصناعات التي تغزو اليمن سوقا هي صناعات غازية رصدت لها عيون على صورة سواح يدرسون اساليب حياتنا ومهاراتنا ليتم لهم لاحقا اغراق اسواقنا بمنتجاتهم التي نشتريها باسعار تغرينا بترك مهاراتنا المكلفة وإقتناء المعروض في الأسواق حتى نسينا كثير من المهارات ومنها مهارات الزارعة والرَّي ورعي الأغنام والأبقار وتربية الجمال والخيول العربية الأصيلة واحترام البيئة وصيانتها والحفاظ على الخضرة والثروة الحيوانية .. أولم تكن تلك المهارات المختلفة والمتنوعة قد قضت على البطالة فلم يكن في اليمن عاطل عن العمل يبحث عن مصدر رزقه في الأصقاع ويبيع عمره وشبابه وحياته لسوق العرض والطلب؟
أخي العزيز الا تعلم ان اليمن كانت المهندس الأول للسدود التي تحفظ مياه الأمطار وتخزنها لأوقات الجفاف لاغراض شتى وان اليمن كانت تشدَّ الجزيرة اليها الرحال في واحدة من رحلتين ذكرهما الحق جلَّ في علاه في القرآن الكريم وان اليمن منذ فجر الثورة قد تعرضت لابشع مؤامرة تضافرت فيها الرأسمالية الأنتهازية في اليمن والرأسمالية العالمية (الأستعمار الجديد) على تحويل اليمن المنتج الى يمن مستهلك فقد اغرقت اليمن في السبعينات ببواخر تحمل المساعدات من الحبوب والطابونية هدية من الدول الصديقة ، تحمل بالخط العريض توزع مجانا ولا تباع ، ورغم انها بيعت الا ان اسعارها الزهيده كانت كافية لإغراء المزارعين البسطاء الذين لا يملكون رصيداً علمياً يمكنهم ادراك ابعاد المخطط وليس لديهم نقابات تتبنى عنهم هذا الدور فانطلت عليهم الحيلة وصار الناس يَعفِّون عن زراعة اراضيهم الَّا من باب اسقاط واجب والحفاظ على الأرض من الضياع .. ولك ان تقيس على ذلك كل الصناعات الآخرى من اجبان وزبدة وعسل والبان و(زبادي) وفواكه وملابس .. الخ
الا تراهم اليوم يصنعوا حتى حرفنا اليدوية التي مثلت على مدى التاريخ صناعة اصيلة يفاخر بها " الخنجر اليماني السيف " الفضة وسائر الصياغات وصناعة حلي النساء
هؤلاء المسؤلين الظاهرين والمستترين يملكون السوق وهم يهدرون الخزينة في مصالح يفتحونها قطاع خاص ليس بالضرورة ان يكون تحت اسمائهم وهم في الأخير الذين يملكون لهذا فلهم النفوذ ولهم السمع والطاعة لكنها ليست من اجل عيون اليمن ، فاليمن عيونها باكية ..
الحديث طويل وذو شجون خصوصا ورأسماليينا لا يتورعوا عن الأستيراد من كل من هبَّ ودبَّ فهم يستوردون من الكيان الصهيوني الكيماويات والمبيدات التي لا تخضع للدراسة لمعرفة اثارها على الأرض والأنسان كما انهم ينتقون حين يجوبوا الأرض لغرض الأستيراد البضائع والأطعمة التي صارت اقرب الى المحرقة منها الى المستهلك حين لا يكون المستهلك هذا من (العربية السعيدة)

الأستاذ طارق لقد أشتقت لك شخصيا ولقلمك النابض بالحياة في هذا الليل السرمدي الخافت بالظلام نترقب وأياك
الصبح على أمل بزوغ الشمس بألوانها الأولى عند ظهورها على قمم جبال السعيدة كي ندفىء ونرسم حلم
اليقضة .... في حياة... أفضل لشعبا أنهكته السنين الطويلة من النضال والتضحية كي يعيش عزيزا كما كان يتطلع في كل ثورة يثور بها على الطغاة ومصاصي الدماء .............. أخي طارق لقد ذهبت الثروة الحيوانية وذهبت المياه الجوفية والزراعة كمقدمة لذهاب الإنسان اليمني وكل هذا بفعل الإنسان اليمني كما تفضلت فكل يمني مسؤول مسولية مباشرة وغير مباشرة عن الثروة الحيوانية والمياه والزراعة مع تحميلي المسئولية الأولى الدولة والنظام برمته ............... سلام لك مني يوازي حيد مالى ... وزنة تنحم والقلعة ودامن .............. أشكرك وردك المستفيض وانا معك فيما قلته وخطه قلمك الجميل

اعتذر عن التأخير والتعليق في آنً واحد كوني تأخرت ولكن من باب المرور ونرحب بالمارشال
قرأت الموضوع لكن لايوجد لديا وقت للمتابعة للردود
تقبل مروري

م
أستئذنك اخي محمد الفاتح بهذه المقدمة من تاريخ سميك السلطان محمد الفاتح كي يتعرف الأخوة على سميك وكيف كنت محق بهذا التسمية على أن أرد عليك فيما بعد فيما ذهبت اليه في تعليقك






حمد الفاتح.. صاحب البشارة




(في ذكرى وفاته: 4 ربيع الأول 886هـ)

أحمد تمام




محمد الفاتح أراد فتح روما

شاءت الأقدار أن يكون السلطان العثماني محمد الفاتح هو صاحب البشارة التي بشّر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه: "لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" [مسند أحمد: 4/335].

وانتظر المسلمون ثمانية قرون ونصف قرن حتى تحققت البشارة، وفُتحت القسطنطينية بعد محاولات جادة بدأت منذ عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه (32هـ=652م)، وازدادت إصرارًا في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في مرتين: الأولى سنة (49هـ = 666م) والثانية بين سنتي (54-60=673-679م)، واشتعلت رغبة وأملاً طموحًا في عهد سليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي سنة (99هـ=719م).. لكن هذه المحاولات لم يُكتب لها النجاح والتوفيق.

نشأة محمد الفاتح

ولد السلطان محمد الفاتح في (27 من رجب 835 هـ = 30 من مارس 1432م)، ونشأ في كنف أبيه السلطان "مراد الثاني" سابع سلاطين الدولة العثمانية، الذي تعهّده بالرعاية والتعليم؛ ليكون جديرًا بالسلطنة والنهوض بمسئولياتها؛ فأتم حفظ القرآن، وقرأ الحديث، وتعلم الفقه، ودرس الرياضيات والفلك وأمور الحرب، وإلى جانب ذلك تعلم العربية والفارسية واللاتينية واليونانية، واشترك مع أبيه السلطان مراد في حروبه وغزواته.

ثم عهد إليه أبوه بإمارة "مغنيسيا"، وهو صغير السن، ليتدرب على إدارة شئون الدولة وتدبير أمورها، تحت إشراف مجموعة من كبار علماء عصره، مثل: الشيخ "آق شمس الدين"، و"المُلا الكوراني"؛ وهو ما أثر في تكوين شخصية الأمير الصغير، وبناء اتجاهاته الفكرية والثقافية بناءً إسلاميًا صحيحًا.

وقد نجح الشيخ "آق شمس الدين" في أن يبث في روح الأمير حب الجهاد والتطلع إلى معالي الأمور، وأن يُلمّح له بأنه المقصود ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، فشبَّ طامح النفس، عالي الهمة، موفور الثقافة، رهيف الحس والشعور، أديبًا شاعرًا، فضلاً عن إلمامه بشئون الحرب والسياسة.

تولى محمد الفاتح السلطنة بعد وفاة أبيه في (5 من المحرم 855 هـ=7من فبراير 1451م)، وبدأ في التجهيز لفتح القسطنطينية، ليحقق الحلم الذي يراوده، وليكون هو محل البشارة النبوية، وفي الوقت نفسه يسهل لدولته الفتية الفتوحات في منطقة البلقان، ويجعل بلاده متصلة لا يفصلها عدو يتربص بها.

ومن أبرز ما استعد له لهذا الفتح المبارك أن صبَّ مدافع عملاقة لم تشهدها أوروبا من قبل، وقام ببناء سفن جديدة في بحر مرمرة لكي تسد طريق "الدردنيل"، وشيّد على الجانب الأوروبي من "البوسفور" قلعة كبيرة عُرفت باسم قلعة "روملي حصار" لتتحكم في مضيق البوسفور.

فتح القسطنطينية

وبعد أن أتم السلطان كل الوسائل التي تعينه على تحقيق النصر، زحف بجيشه البالغ 265 ألف مقاتل من المشاة والفرسان، تصحبهم المدافع الضخمة، واتجهوا إلى القسطنطينية، وفي فجر يوم الثلاثاء الموافق (20 من جمادى الأولى 857هـ= 29 من مايو 1453م) نجحت قوات محمد الفاتح في اقتحام أسوار القسطنطينية، في واحدة من العمليات العسكرية النادرة في التاريخ، وسيأتي تفاصيلها في يوم فتحها.. وقد لُقب السلطان "محمد الثاني" من وقتها بـ"محمد الفاتح" وغلب عليه، فصار لا يُعرف إلا به.

ولما دخل المدينة ترجّل عن فرسه، وسجد لله شكرًا، ثم توجه إلى كنيسة "آيا صوفيا"، وأمر بتحويلها مسجدًا، وأمر بإقامة مسجد في موضع قبر الصحابي الجليل "أبي أيوب الأنصاري" الذي كان ضمن صفوف المحاولة الأولى لفتح المدينة العريقة، وقرر اتخاذ القسطنطينية عاصمة لدولته، وأطلق عليها اسم "إسلام بول" أي دار الإسلام، ثم حُرفت بعد ذلك واشتهرت بإستانبول، وانتهج سياسة متسامحة مع سكان المدينة، وكفل لهم ممارسة عباداتهم في حرية كاملة، وسمح بعودة الذين غادروا المدينة في أثناء الحصار إلى منازلهم.

ما بعد الفتح

بعد إتمام هذا الفتح الذي حققه محمد الثاني وهو لا يزال شابًا لم يتجاوز الخامسة والعشرين -وكان هذا من آيات نبوغه العسكري المبكر – اتجه إلى استكمال الفتوحات في بلاد البلقان، ففتح بلاد الصرب سنة (863هـ=1459م)، وبلاد المورة (865هـ= 1460م)، وبلاد الأفلاق والبغدان (رومانيا) سنة (866هـ=1462م)، وألبانيا بين عامي (867-884م=1463-1479م)، وبلاد البوسنة والهرسك بين عامي (867-870هـ=1463-1465م)، ودخل في حرب مع المجر سنة (881هـ=1476م)، كما اتجهت أنظاره إلى آسيا الصغرى ففتح طرابزون سنة (866هـ=1461م).

كان من بين أهداف محمد الفاتح أن يكون إمبراطورًا على روما، وأن يجمع فخارًا جديدًا إلى جانب فتحة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، ولكي يحقق هذا الأمل الطموح كان عليه أن يفتح إيطاليا، فأعدَّ لذلك عدته، وجهّز أسطولاً عظيمًا، تمكّن من إنزال قواته وعدد كبير من مدافعه بالقرب من مدينة "أوترانت"، ونجحت تلك القوات في الاستيلاء على قلعتها، وذلك في (جمادى الأولى 885هـ= يوليو 1480م).

وعزم محمد الفاتح على أن يتخذ من تلك المدينة قاعدة يزحف منها شمالاً في شبه جزيرة إيطاليا، حتى يصل إلى روما، لكن المنيّة وافته في (4 من ربيع الأول 886هـ=3 من مايو 1481م)، واُتهم أحد أطبائه بدس السم له في الطعام، وكان لموته دوي هائل في أوروبا، التي تنفست الصعداء حين علمت بوفاته، وأمر البابا أن تقام صلاة الشكر ثلاثة أيام ابتهاجًا بهذا النبأ.

محمد الفاتح رجل الدولة وراعي الحضارة

لم تكن ميادين الجهاد والحرب التي خاضها محمد الفاتح خلال مدة حكمه التي بلغت ثلاثين عامًا هي أبرز إنجازات محمد الفاتح؛ حيث اتسعت الدولة العثمانية اتساعًا عظيمًا لم تشهده من قبل -وإنما كان رجل دولة من طراز رفيع، فقد استطاع بالتعاون مع الصدر الأعظم "قرة مانلي محمد باشا"، وكاتبه "ليث زاده محمد جلبي" وضع الدستور المسمى باسمه، وقد بقيت مبادئه الأساسية سارية المفعول في الدولة العثمانية حتى عام (1255هـ=1839م).

واشتهر محمد الفاتح بأنه راع للحضارة والأدب، وكان شاعرًا مجيدًا له ديوان شعر، وقد نشر المستشرق الألماني "ج. جاكوب" أشعاره في برلين سنة (1322هـ=1904م)، وكان الفاتح يداوم على المطالعة وقراءة الأدب والشعر، ويصاحب العلماء والشعراء، ويصطفي بعضهم ويُوليهم مناصب الوزارة.

ومن شغفه بالشعر عهد إلى الشاعر "شهدي" أن ينظم ملحمة شعرية تصور التاريخ العثماني على غرار "الشاهنامة" التي نظمها الفردوسي. وكان إذا سمع بعالم كبير في فن من الفنون قدّم له يد العون والمساعدة بالمال، أو باستقدامه إلى دولته للاستفادة من علمه، مثلما فعل مع العالم الفلكي الكبير "علي قوشجي السمرقندي"، وكان يرسل كل عام مالاً كثيرًا إلى الشاعر الهندي "خواجه جيهان"، والشاعر الفارسي "عبد الرحمن جابي".

واستقدم محمد الفاتح رسامين من إيطاليا إلى القصر السلطاني، لإنجاز بعض اللوحات الفنية، وتدريب بعض العثمانيين على هذا الفن.

وعلى الرغم من انشغال الفاتح بالجهاد فإنه عُني بالإعمار وتشييد المباني الراقية، فعلى عهده أنشئ أكثر من ثلاثمائة مسجد، منها في العاصمة "إستانبول" وحدها (192) مسجدًا وجامعًا، بالإضافة إلى (57) مدرسة ومعهدًا، و(59) حمامًا.

ومن أشهر آثاره المعمارية مسجد السلطان محمد، وجامع أبي أيوب الأنصاري، وقصر "سراي طوب قبو".

لقد كان الفاتح مسلمًا ملتزمًا بأحكام الشريعة الإسلامية، تقيًا ورعًا بفضل النشأة التي نشأها وأثرت فيه تأثيرًا عظيمًا، أما سلوكه العسكري فكان سلوكًا متحضرًا، لم تشهده أوروبا في عصورها الوسطى