وصل وفدان يمثلان قوى الرابع عشر من اذار في اوروبا وقوى تكتل المعارضة السورية في الخارج الى واشنطن الثلاثاء الماضي لينضما الى اللوبيين السوري واللبناني في الولايات المتحدة واستراليا والبرازيل وكندا في العاصمة الاميركية للبدء بسلسلة من الاجتماعات مع أعضاء الكونغرس الاميركي "من اجل وضع خطة مفصلة وسريعة لاطاحة نظام البعث في سورية" في خضم الانفجارات الشعبية التي انطلقت من تونس ومصر وصولا الى عدد أكبر من الدول العربية والاقليمية وعلى رأسها ايران التي تؤكد معلومات المعارضة فيها وتقارير استخبارية خارجة من طهران انها قد تشهد خلال الاسابيع القليلة المقبلة "انفجار الثورة النهائية ضد نظام خامنئي - نجاد - رجال الدين المتشددين" التي كان هذا النظام تمكن منذ الانتخابات الرئاسية المزورة الأخيرة من الحد من تداعياتها باستخدام العنف والاعتقالات والاعدامات التي طاولت مئات الاحرار من الاصلاحيين.
وكشف أحد قياديي اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯ "السياسة" امس النقاب عن ان وفد المعارضة السورية الذي وصل من بروكسل انضم الى قيادات معارضة سورية اخرى في الولايات المتحدة والى وفد قوى "14 اذار" الاوروبي وقيادات في اللوبي اللبناني في دول الغرب حيث باشروا جميعا في الانخراط باجتماعات في مجلس النواب الاميركي مع رؤساء اللجان الخارجية الاساسية من الحزب الجمهوري المعارض لحكومة باراك اوباما, ومع نواب ديمقراطيين اعرب احدهم امام المجتمعين عن "قناعته بأن لا شيء ينقذ لبنان بعد الان سوى سقوط نظام بشار الاسد وحلول نظام اخر مهما كان لونه في مكانه يوقف شحن السلاح الى حزب الله ثم يسعى الى مساعدة اللبنانيين على تجريده من ترسانته الصاروخية".
ونقل القيادي اللبناني عن ممثلي المعارضة السورية اماطتهم اللثام عن ان "الساحة السورية تشهد منذ اسابيع اضطرابات في دمشق ومختلف المناطق وخصوصا في الشمال والشمال الشرقي حيث الكثافتان الكردية والسنية, وان حلب وحمص شهدتا قبل أيام انفجار اربع سيارات مفخخة قرب مواقع امنية وحكومية, فيما شهدت دير الزور والحسكة في الشرق موجة اضطرابات واعتقالات استخدمت فيها قوى الامن الرصاص الحي".
الجيش لم يتجاوب
وقال قيادي اللوبي اللبناني: ان "الضغط الخارجي للوبيين السوري واللبناني على اصدقائهما داخل الكونغرس والادارة الاميركية بما فيها نيابة الرئاسة الاولى (جوزف بايدن) ومستشارية الامن القومي ووزارة الخارجية, بلغ ذروته منذ اندلاع الثورة المصرية قبل خمسة عشر يوما, وان المعارضة السورية الداخلية بدعم من جناحها الخارجي نجحت في مطلع هذا الاسبوع في اطلاق تحركات ملحوظة في بعض المحافظات جوبهت بعمليات قمع من القوات الخاصة التابعة للنظام البعثي, فيما سجلت هذه المعارضة مواقف مشجعة لبعض قطاعات الجيش التي لم تتجاوب مع نظام الاسد لقمع هذه التحركات بالدبابات والمدافع كما حدث في حماه في مطلع الثمانينات".
وقال ناطق بلسان المجتمعين في الكونغرس ل¯ "السياسة" امس: ان "مستقلين في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية في بيروت" بعثوا باشارات واضحة الى هؤلاء المجتمعين يعلنون فيها تأييدهم المطلق للمساهمة بدور فعال في اطاحة نظام الاسد متى طلب منهم ذلك, وان قادة اللجان النيابية الخارجية في الكونغرس الاميركي تبنوا تخصيص مئة مليون دولار كمرحلة اولى لدعم الثورة الداخلية في سورية فيما اخذ قادة نيابيون اخرون على عاتقهم اقناع حليفتهم اسرائيل بالتراجع عن تمسكها بنظام البعث الحالي الذي تعتقد انه يخدم مصالحها في المنطقة منذ اكثر من ربع قرن ويحمي حدودها الشمالية وامن مواطنيها ومستوطناتها".
وكشف القيادي اللبناني النقاب عن أن "متمولين سوريين ولبنانيين كبارا في الولايات المتحدة والمكسيك والبرازيل والارجنتين ابلغوا المجتمعين في الكونغرس استعدادهم لدعم اي ثورة او تحرك في سورية ولبنان ضد الوجودين البعثي السوري والايراني, فيما تلقى المجتمعون ايضا من دول خليجية وعودا حاسمة بتقديم الدعم المطلوب لبلوغ هذه الاهداف".
ونقل القيادي عن احد رؤساء اللجان النيابية الاميركية تأكيده أن الكونغرس بجناحيه (النواب والشيوخ) "باشر حملة ضغط لم يسبق لها مثيل على ادارة اوباما وعليه هو شخصيا للتخلي عن اي خطط للتفاوض مع النظام السوري ووقف ارسال مبعوثين الى دمشق".