الجبني 2011 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 34
| موضوع: سقوط (دمشق).. والاتجاه لإسقاط (الرياض)! السبت يوليو 28, 2012 2:56 am | |
|
قد لا نستبق الأحداث لكن هناك مؤشرات وشواهد على ما يمكن أن تصير إليه تطورات الأحداث في المنطقة العربية في ظل رياح (الربيع العربي) التي هبت على المنطقة العربية وأسقطت العديد من الأنظمة العربية بين عشية وضحاها .
فرياح التغيير لم تتوقف في منطقة المغرب العربي بل أنها طارت بسرعة خاطفة إلى المشرق العربي فوصلت إلي مصر واليمن وسوريا والبحرين وبين الحينة والأخرى تخبو ثم تشتعل في بعض دول المنطقة كما هو الحال في كل من العربية السعودية والأردن .
|
هذه الرياح كشفت ضعف وهشاشة العديد من الأنظمة في المنطقة في الوقت الذي كشفت عن فجوات وثغرات عميقة في النظام العربي جعلته ضعيفا وغير قادر على مواجهة تلك الرياح في الوقت الذي رفعت هذه الرياح الستار عن جماعات كانت تعمل تحت (الرماد)بصمت وديناميكية معقدة مستغلة تلك الثغرات في الأنظمة العربية عملت من خلالها على توسيع تلك الثغرات بما يجعل تلك الأنظمة متكئة على كومة(قش)تسقط مع أول رياح تهب في المنطقة..!
فسقوط النظام في تونس في غضون أيام قليلة رغم قوته البوليسية وعلاقته القوية بالغرب كل ذلك لم يساعده على الصمود لأيام قلائل كان من الممكن خلالها أن يستعيد أنفاسه .
فتح ذلك السقوط الرهيب لنظام (زين العابدين )في تونس وبتلك السهولة (شهية)جماعات مناهضة للأنظمة العربية في المنطقة للانقضاض على أنظمتها مستغلة تلك الرياح التي هبت في تونس وما هي إلا أيام حتى وصلت تلك الرياح إلى مصر وأحدثت زلزالا عميقا في النظام المصري جعله ينهار خلال 18يوما وبشكل غير مسبوق وغير متوقع ..
ومثل سقوط النظام في كل من مصر وتونس (فاجعة) لعدد من أنظمة المنطقة التي رأت أنها صارت قاب قوسين أو أدنى من ذلك المصير فسارعت بعض تلك الأنظمة بعمل بعض الإصلاحات في المجال الاقتصادي كما حدث في العربية السعودية التي ضخت أكثر من 100مليار بين ليلة وضحاها كمساعدات وقروض ودعم مشاريع صغيرة تخفف من أثار تلك الرياح القادمة من المغرب العربي في الوقت الذي بادر فيه النظام في المغرب العربي للقبول بانتخابات نجح فيها الإخوان واستلموا الحكومة ضمن صفقة بين (الملك والإخوان)تمكن خلالها الملك من تخفيف تلك الموجة في حين حصل الإخوان على جزء كبير من مبتغاهم في الوصول للسلطة بأقل (خسائر)..!!
وفي اليمن كان الوضع استثنائيا فحدثت تطورات في الوضع في اليمن كادت تعصف بكيان الدولة خاصة بعد انشقاق الجيش وظهور تحالفات حزبية وقبلية ومتطرفة استهدفت قوات النخبة في اليمن لكنها لم تتمكن من إسقاط النظام على غرار النموذج المصري أو التونسي واستمرت الأزمة في اليمن لأكثر من عام دون أن يتمكن أحد أطراف الأزمة من التغلب على الآخر وظهرت المبادرة الخليجية ثم آليتها وتلاها تدخل مجلس الأمن في الشأن اليمني حتى وصل الجميع الى التوفيق على تلك المبادرة وآليتها ..!ومثلت الحل الأمثل والأسلم على مستوى المنطقة بأسرها!!
وفي ظل كل تلك الرياح كانت ليبيا تعيش حالة من الاقتتال والحرب بين النظام في ليبيا من جهة ومن يسمون الثوار وحلف الناتو من جهة أخرى في حرب أحرقت الأخضر واليابس في ليبيا استمرت لأكثر من سبعة أشهر حتى أنهار نظام القذافي ..بعد سقوط عشرات الآلاف من الليبيين قتلى في قصف الناتو وفي مواجهات النظام مع من يسمون الثوار ..
وبين كل تلك الأوضاع في المنطقة كانت هناك حالات احتقان ونار تحت الرماد تغلي في عدد من دول المنطقة خاصة دول الخليج والأردن ورغم ما ضخته العربية السعودية من أموال في سبيل احتواء تلك الرياح إلا أنها وجدت نفسها في مأزق خاصة بعد تفجر الأوضاع في سوريا وانجرافها في محور أمريكا وفرنسا والغرب ضد النظام في سوريا في الوقت الذي ضغطت عليها الجماعات الدينية أن تقف مع المعارضة السورية وأصدروا العديد من الفتاوى التي تلزم الوقوف ضد النظام في سوريا ..
ومثل اندفاع العربية السعودية بكل ثقلها في دعم المعارضة السورية خطوة انتحارية غير مدروسة العواقب جعلت نظام الرياض يقع تحت (رحمة) الجماعات الدينية وخاصة (جماعة الإخوان)التي تمكنت من جر النظام في الرياض الى هذا المربع الضيق والذي بالفعل سيضعف النظام في الرياض ويصيبه بحالة من فقدان التوازن ويجعله في المستقبل القريب على شفا جرف هار..
البعض أشار إلى أن حكام الرياض عقدوا صفقة مع (الإخوان)تقضي بأن يدعم حكام (الرياض)من يسمون الثوار في سوريا مقابل أن يقف (الإخوان)مع حكام (الرياض)ضد أي تحرك ثوري من طرف (الشيعة)في السعودية ..!
وفي حال صح هذا الاتفاق فان حكام(الرياض) يكونون بذلك قد سلموا أمرهم ورقابهم لــ(الإخوان) وأصبحوا تحت رحمتهم وبات بقاء حكام (الرياض)في الحكم قضية وقت قد ربما يكون مع نجاح ما تمسى بالــ(الثورة)في سوريا
حيث وأن كل الشواهد والتجارب مع الإخوان تثبت دوما عدم (التزامهم)بأي مواثيق أو معاهدات مع (الأنظمة) لأنهم يرون في تلك الاتفاقات والمعاهدات مجرد (استراحة) محارب أو (خديعة)مجاهد تنتهي بانتهاء الظرف أو الواقع الذي تم التوقيع فيه!!
اليوم وبعد تطور الأحداث في سوريا ووصولها إلى هذا الحد من العنف والفوضى في ظل (استماتة) حكام(الرياض) في دعم من يسمون الثوار من جهة و(صمود) نظام (الأسد) ودعم إيران من جهة أخرى والانقسام الدولي بخصوص الوضع في سوريا يجعل الكثير من المتابعين والمراقبين للأوضاع في المنطقة يصلون إلى نتيجة مفادها أنه في حال سقطت (دمشق)بهذه الآلية من العنف والفوضى والاقتتال (الطائفي) الممول من كل من (طهران والرياض) سيمثل الشرارة لانطلاق حرب طائفية في المنطقة ستكون ساحتها الأولى (المنطقة الشرقية) من العربية السعودية والبحرين يكون من الصعب على حكام(الرياض)التحكم بها أو إخمادها لأن إيران لن تسمح للرياض بإسقاط (دمشق) دون أن ترد عليها بقوة في الوقت نفسه (الإخوان)سيعملون على جر كل من (طهران والرياض)إلى حرب بالوكالة في عدد من دول المنطقة خاصة السعودية بما يضعف (قوة وسلطة)حكام(الرياض) ويجعلهم في قبضة (الإخوان)نتيجة الحاجة الماسة التي ستنتجها الصراعات في المنطقة الشرقية والجنوبية من المملكة وفي جارتها البحرين...!
ومن هذه المعطيات ستكون (الرياض)هي المرشحة الأولى للسقوط عقب (سقوط)دمشق ما لم يتفهم حكام الرياض اللعبة ويتداركون الأمور قبل فوات الأوان
|
| |
|