المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك في المنتدى العربي منتديات كل العرب
شكرا الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل 829894
ادارة المنتدي الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل 103798
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك في المنتدى العربي منتديات كل العرب
شكرا الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل 829894
ادارة المنتدي الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل 103798
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثورات الشعوب ليست ضد الاستعمار فحسب بل ضد الانظمة الفاسدة التي هي امتداد للأستعمار بأيادي داخليه
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

» نـــفـحـــــــــــات رمــــــــضـــــــانــــــــــيـةالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالإثنين يونيو 05, 2017 12:29 am من طرفابوعماد» مناجاة رمضانية الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالإثنين يونيو 05, 2017 12:27 am من طرفابوعماد» الوحده اليمنيهالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالجمعة مايو 23, 2014 6:26 am من طرفابوعماد» الوحده اليمنيه في التاريخالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالجمعة مايو 23, 2014 6:22 am من طرفابوعماد» على كل حال تحياتي لسعادة المدير ابو عمادالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 7:26 am من طرفالمتميز» الشيخ/ظيف اللةمحمدعبدالرحمن الظبيانيالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 4:14 am من طرفاميرباخلاقي» اسمحولي على الغياب الطويلالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 4:00 am من طرفاميرباخلاقي» اجمل ترحيب بالاخ عبدالوهاب عبدالكريمالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالثلاثاء أبريل 23, 2013 12:18 pm من طرفebraheem algobany» تصعيد مسلح في الحصبة يُهدد بحرف مسار مؤتمر الحوار الوطني الشاملالوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالخميس مارس 28, 2013 12:36 pm من طرفالجبني 2011» الرئيس السابق " صالح " يحارب وقت الفراغ بافتتاح صفحة رسمية على موقع ( فيسبوك )الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالخميس مارس 28, 2013 12:31 pm من طرفالجبني 2011

 

 الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الذرحاني
قلم ذهبي
قلم ذهبي
ابراهيم الذرحاني


تاريخ التسجيل : 09/11/2009
العمر : 36

الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Empty
مُساهمةموضوع: الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل   الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالسبت يناير 15, 2011 9:17 am

بسم الله الرحمن الرحيم

عن صحيفة 26سبتمبر
يقول المؤرخون القدامى : الملك كرب إل وتر أول من حمل لقب«ملك سبأ» وقامت في اليمن وحدة وطنية في عهده.
> يؤكد التاريخ اليمني القديم بأن اليمن لم يكن غير شعب واحد يسكنه أبناء أب واحد منذ ما قبل التاريخ، وأن أول وحدة يمنية حققها الملك يعرب بن قحطان أول الملوك المتوجة (5000ق.م)؛ فيما يذكر البعض بأن الملك «سبأ بن يشجب» أول من وحد اليمن الطبيعية.
ويشير الاستاذ محمد سالم شجاب في كتابه «الوحدة والثورات اليمنية عبر العصور» الصادر عن مركز عبادي للدراسات والنشر إلى وصف ابن المجاور في «صفة جزيرة العرب» في القرن السابع الهجري لبلد اليمن حيث قال:
> بأنها تشمل تهامة ونجد اليمن وعمان ومهرة وحضرموت وصنعاء وعدن، وأشار الى أن ما كان من حد السرين التي تقع على ساحل البحر الاحمر على بعد 36 كيلو متراً جنوب مكة، ومتجهاً الى ظهر الطائف، ثم ممتداً الى بحر اليمن جنوباً - أي البحر الاحمر- ثم إلى بحر فارس شرقاً «الخليج العربي» فهذا كله من اليمن، ويكون ذلك نحواً من ثلثي بلاد العرب.
أعد المادة للنشر: محمد علي الشهاري
ويحدد المؤرخون القدامى مساحة اليمن الطبيعية شمالاً وجنوباً من الساحل العماني والخليج العربي حتى شمال المخلاف السليماني كشعب واحد، وليس هناك شمال أو جنوب داخل بلاد اليمن، أو أية حدود داخلية تميز بين شمال اليمن وجنوبه.
ويقول المؤلف: إن اليمن شعب واحد يسكنه أبناء أب واحد منذ ما قبل التاريخ فسكان اليمن هم أبناء قحطان بن هود عليه السلام بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، واتفق كثير من علماء السير على أن أول نبي مرسل بعثه الله تعالى بعد نوح عليه السلام بشيراً ونذيراً هو «هود عليه السلام» وهو أبو العرب العاربة، وهو الذي يقول فيه علقمة ذو جدن الحميري:
أبونا نبي الله هود بن عامرٍ
ونحن بنود هود النبي المطهر
لنا الملك في شرق البلاد وغربها
ومفخرنا يسمو على كل مفخر
فمن مثل كهلان القواضب والقنا
ومن مثل أملاك البرية حمير
وقد تحدث القرآن الكريم عن قوم عاد الذين أرسل اليهم هود عليه السلام، في نحو الألف الثامن قبل الميلاد، ولكن دون تحديد موطنهم، على أنهم كانوا معروفين لدى العرب، وقد أرسل الله اليهم أخاهم هوداً فكذبوه وعصوه فأهلكهم الله تعالى بريح صرصر عاتية أتت عليهم وتركتهم كأعجاز نخل خاوية، وكان زعيمهم عاد.
إن قحطان ليس جداً أسطورياً لليمنيين - بني قحطان - كما يزعم بعض الباحثين المحدثين، وإنما هو جد حقيقي يعود زمنه الى ما قبل ميلاد عيسى عليه السلام بآلاف السنين، وقدّرت بعض الدراسات أن «قحطان من رجال الألف السابع أو الثامن قبل الميلاد».
وقال ابن خلدون في كتاب المبتدأ والخبر «ليس بين الناس خلاف في أن قحطان أبو اليمن كلهم».
وقال ابن منظور: «أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان وهو أبو اليمن كلهم وهم العرب العاربة».
أليس هذا دليلاً قاطعاً على الوحدة الوطنية والعرقية للشعب اليمني شمالاً وجنوباً؟ فهم جميعاً أبناء قحطان بن هود النبي عليه السلام، وبلادهم تمتد من الساحل العماني شرقاً حتى شمال المخلاف السليماني «جازان» وبلاد الأحقاف التي يحيط بها نهر فيشون أحد فروع وادي بيشة على زعم الدكتور كمال الصليبي.
وحدة كاملة
إن اليمن - وهو مهد العرب الأول - قد شهد منذ القدم قيام حضارة إنسانية رفيعة يعترف لها كل الدراسين بالتقدم والازدهار في كل جوانب الحياة الانسانية، وحينما ننظر الى ذلك الكيان الحضاري فإننا لا نحتاج الى كثير من التمعن لكي نلمس وحدته الكاملة، فاللغة التي هي أداة التفكير ووعاء الثقافة كانت لغة واحدة هي اللغة اليمنية القديمة، وقلمها كان موحداً هو قلم المسند الذي تمتد آثاره اليوم على الصخور والتماثيل الآثرية من قرية «فاو» بعالية نجد إلى محافظتي شبوة وأبين في الشطر الجنوبي من اليمن، ومن جبال ظفار العمانية شرقاً الى مشارف تهامة غرباً.
أما في مجال الوحدة القيادية او السياسية في ظل هذا الكيان الحضاري الموحد، فقد ضم إقليم اليمن بسائر أرجائه عدداً من مراكز القوى التي تسعى كل واحدة منها الى مد النفوذ والاستقطاب لبسط السيطرة على سائر أنحاء المجال الحيوي الواحد لهذا الوجود الحضاري، وكانت الدول التي ظهرت في الأزمنة السابقة لظهور الاسلام في اليمن الشمالية هي:



وكانت الدول التي ظهرت في جنوب اليمن هي:



وإلى جانب هذه الدول او الممالك ظهرت إمارات صغيرة شبيهة بالمشيخات منها إمارة «تفيد» حيث تقع في منطقتي أبين ويافع، و«جبأ» في الجنوب الغربي لبيحان وعاصرت مملكة قتبان و «دثينة» المحاذية لأبين، و«سمعي» في غرب صنعاء وعاصرت مملكة سبأ وذي ريدان، و«ربعن» في همدان و«مراثد» في عمران والبون، وعاصرت مملكة سبأ.
وقد اختلف المؤرخون وعلماء الآثار في تحديد تأريخ قيام واندثار هذه الدول - باستثناء دولة سبأ وذي ريدان الحميرية - لأن تنقيباً دقيقاً واسعاً لم يجر حتى الآن في جنوب الجزيرة العربية، وكل ما جرى حتى الآن تنقيب محدد أو سطحي وفردي كشف عن بعض الحقائق التاريخية فحسب.
وليس من شأننا في هذا البحث أن نستغرق كل ما قيل عن تاريخ قيام واندثار تلك الدول، وما حققه من ذلك علماء البحث من المتأخرين الذين استثاروا الدفائن واستنطقوا الآثار واستخرجوا تاريخ الدول وحياة الملوك من نقوش القبور، ولذلك سنقتصر على ما له صلة من ذلك فيما نحن بسبيله من الحديث عن الوحدة اليمنية عبر العصور التاريخية حتى 22مايو 1990م، مكتفين منه بما تمس اليه الحاجة وما تُوفى به فائدة هذا البحث.
فالعصر السبئي لانعرف بداية تأريخه على وجه الدقة، ولكن أقدم النقوش السبئية المعثور عليها حتى الآن تعود الى القرن التاسع قبل الميلاد، فقد عثر على «ختم سبئي من الأحجار الكريمة يعود الى القرن التاسع قبل الميلاد، وعليه صورة رجل على رأسه تاج، ونقش حول الصورة كتابة بالسبئية، وقد تم العثور عليه في تل الخليفة بالعراق بواسطة نيلسون جاك، ونشره البرفيسور البرايت عام 1951م في كتابه: (مختارات من أبحاث المستشرقين الأمريكان) ويوجد هذ الختم حالياً في متحف لندن وهو أقدم ختم في المتحف البريطاني».
وأما بالنسبة لغير النقوش فتوجد آثار سبئية تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد والى العصر البرونزي السبئي منذ الألف الخامس الى الألف الرابع والثالث قبل الميلاد.
وما سجلته النقوش السومرية والبابلية والكشية عن علاقاتها مع سبأ منذ الألف الرابع والثالث قبل الميلاد تؤكد وجود سبأ من تلك الفترة.
وقد أسفرت دراسات «هومل» في الوثائق السومرية عن ثبوت معاصرة مملكة سبأ للسومريين في منتصف الالف الرابع ومنتصف الالف الثالث قبل الميلاد (3500-2500ق.م).
وأما حمير فهو حمير بن سبأ بن قحطان ومنه تناسلت عدة بطون في العصور القديمة، فعندما قامت مملكة سبأ على يدي الملك سبأ بن يشجب تسمى ابنه الذي تولى العرش بعده باسم حمير، وتقررت قاعدة في الحكم مؤداها أن من يتولى عرش سبأ يجب أن يكون من نسل الملك حمير بن سبأ، وبالتالي فجميع ملوك سبأ حميريون نسبة الى جدهم حمير أما كهلان بن سبأ فهو أبو ملوك الأزد وجفنة ولخم ملوك الشام.
قال السلطان عمر بن رسول: فأولد سبأ حمير وكهلان، فكهلان أبو الملوك من الأزد ومن بني جفنة ومن لخم وهم بنو المنذر.. وحمير أبو التبابعة الأذواء والأقيال، والمثامنة، ونظراً لأن الأملاك الثمانية - مثامنة الملوك - كانوا من البيوت الحميرية وكذلك الأقيال الثمانون والأذواء كانوا من البيوت الحميرية، فقد كانت سبأ المملكة وحمير الملوك والدولة.
وقال نشوان: حمير اسم قبيلة من اليمن، منهم كانت الملوك في أول الزمان، واسم حمير «العرنج» بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي عليه السلام، ويقال: إنما سُمّي حمير لأنه كان يلبس الحلل الحمر.
وقد تواصلت عصور مملكة سبأ وملوكها التبابعة - الحميريين- الذين كانوا يحملون جميعاً لقب «ملك سبأ» حتى سيل العرم وسقوط مملكة سبأ العظمى في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، ثم شهدت العصور التالية اختلافاً وانحصاراً في المصطلحات حيث قامت عدة ممالك ودويلات في اليمن، فأصبح مصطلح سبأ وسبئيين محصوراً على رعايا دولة مكارب سبأ التي قامت بخولان ومأرب وهي دولة سبأ الثانية، كما أُطلق على رعايا كل دويلة رسمها، فقيل: معينيون، وقتبانيون، وأوسانيون.. الخ، وانحصر مصطلح حمير على البيوت والقبائل الحميرية النسب.
وفي أوائل القرن الرابع الميلادي بدأ العصر الحميري الثاني، وأصبحت الدولة الحميرية سيدة الموقف في اليمن حتى القرن السادس الميلادي، وذكرتهم المصادر الرومانية باسم «حميريين».
أما دولة معين فقد قامت بعد سقوط مملكة سبأ العظمى وكان ذلك السقوط في أواخر القرن السادس قبل الميلاد نحو عام 535ق.م من جراء سيل العرم وما أعقبه من الهجرات، حيث تفرق أهل اليمن أيادي سبأ فقال الله تعالى: «فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق» (سبأ) ومنذ سقوط مملكة سبأ العظمى بسيل العرم والهجرة الكبرى جاء المثل السائر «تفرقت أيدي سبأ» وجاء في العهد القديم أنه: «من صوت سقوطهم رجفت الأرض، وصرخت صرخة سمع صوتها في بحر سوف».. وقال أحد الشعراء:
أيا نكبة الدهر التي طوحت بنا
أيادي سبأ في شرقها والمغارب
قفي بالتي نهوى فقد طرت بالتي
إليها تناهت راجعات المصائب
بعد ذلك بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد مرحلة تاريخية جديدة تمثلت في قيام ممالك ودويلات يمنية صغيرة، وكان أول تلك الممالك وأهمها مملكة معين، حيث قامت في الجوف وامتد سلطانها ونطاقها الى حضرموت شرقاً وإلى قتبان - بيحان جنوباً، والى ما يلي نجران وساحلها شمالاً، في خط ساحلي يمتد من نجران الى وادي القرى «الددن» بأعالي الحجاز ويشملها - كما امتدت في الشمال الشرقي الى اليمامة - جو - ومنها الى جهة البحرين والى جبل «أجا» و«سلمى» بنجد، وكانت عاصمة معين مدينة براقش.
أما زمن قيام دولة معين فقد بات معروفاً وثابتاً أكاديمياً أنها قامت في القرن الخامس/ والرابع قبل الميلاد، وقد قامت في ذات الفترة دويلة في مارب وما جاورها من خولان الطيال حمل حكامها لقب «مكرب سبأ» وقد تعارضت مع مملكة معين، وكذلك قامت بعدها دولة في حضرموت أصبحت تعرف بمملكة حضرموت، وكانت حضرموت في القرن الأول من هذه المرحلة تحت سلطان ملوك معين، ثم أصبحت حضرموت مملكة مستقلة عن معين، كما قامت أيضاً دولة بيحان وما جاورها وحملت اسم «قتبان» وقامت دولة شملت مناطق واسعة من جنوب ووسط اليمن الى ساحل البحر العربي والأحمر وهي مملكة أوسان - الحميرية - وكان هناك ايضاً عدد من الدويلات والإمارات الصغيرة شبيهة بالمشيخات في اليمن - جنوباً وشمالاً - كما سبق وأن أشرنا الى ذلك أثناء هذا البحث، وكانت مملكة معين أهم وأكبر الممالك التي ذكرنها، وامتد نشاطها التجاري الى أوروبا ومصر وبلاد فارس والشرق.
عصور ذهبية
وكانت عصور هذه الدول ذهبية انتشرت فيها الخيرات ونبغ فيها أهلها في عام الزراعة وري الأراضي وهندسة العمارات والسدود والقنوات وخزانات الماء وشق الطرقات في الجبال والصحاري وفي الشؤون التجارية والتشريعية والعسكرية والإدارية والدينية.
وحياة مثل تلك لم تخل من أطماع كانت نتائجها غزواً وحروباً واحتلالاً وخراباً، وكانت كل واحدة من تلك الدول تسعى جاهدة إلى السيطرة على أكبر رقعة من أراضي جاراتها حتى تستأثر بخيراتها وتسيطر على طرق القوافل التجارية فيها.
واعتاد حكام تلك الدول وقادة جيوشها في الصخور الملساء في الجبال، وعلى لوحات من الحجر والرخام والبرونز أن يسجلوا المعارك والغزوات بالخط المسند العربي الجنوبي المعروف بالحميري.
ومن هذه النقوش ظهر أن حضرموت غزت معين واحتلتها كما أن معين احتلت حضرموت التي بعد ان استقلت دخلت في معارك ومنازعات مع جاراتها قروناً عديدة، وأن سبأ استولت على حضرموت، وحكمتها من عام 660 حتى عام 590 قبل الميلاد.
ومن المهم جداً أن نؤكد هنا أن تلك الدول والمراكز القيادية في الحضارة اليمنية القديمة قد ظل لها على الدوام هدف محدود ومرسوم، وهو تحقيق الوحدة السياسية في ظل الكيان الحضاري الموحد، وقد ظلت تعمل له بكل دأب وبكل الوسائل الممكنة من تحالفات ومعاهدات واندماجات وحروب أيضاً، حتى تم تحقيقه بقيام دولة اليمن الواحدة في تاريخها القديم.
ونكتفي بالإشارة الى أن واحداً من تلك الكيانات السياسية أو المراكز القيادية التي كانت قائمة في الحضارة اليمنية القديمة قد ظل له باستمرار صفة الكيان الخاص الذي يتمتع بمكانة متميزة، ألا وهو كيان «دولة سبأ» الذي كان يمثل نقطة الاستقطاب.
أول وحدة يمنية
قيل: إن أول وحدة يمنية قام بها الملك يعرب بن قحطان «5000 ق.م» وهو أول الملوك المتوجة.
وأشار الاستاذ المحقق محمد حسين الفرح الى وجود وثائق وقرائن ونقوش تثبت بداية عهود حضارة اليمن الزاهرة ومملكتها العظمى «سبأ» وملوكها «حمير» بقيام مملكة سبأ على يد الملك «سبأ بن يشجب» منذ منتصف الألف الرابع قبل الميلاد أي نحو 3500 ق. م حتى انهيار سد مأرب حوالي عام 530 ق. م.
وكان الملك «سبأ بن يشجب» أول من وحد اليمن الطبيعية وكان أول الملوك المتوجة حسب تعبير كتب التاريخ القديم، والتي تذكر أن سبأ بن يشجب بعد توحيده لليمن وإقامته لدولتها قام بغزو أرض الرافدين، واستخلف بها قوماً ممن كانوا معه، وولى عليهم وعليها ابنه «بابليون» وأن ابنه بنى بها مدينة حملت اسمه «بابليون».
وقد أثبتت الدراسات انه في نحو عام 3500 ق. م أول توطن عربي بأرض الرافدين، وأن مصدره اليمن الطبيعية - شمالاً وجنوباً.
أولئك المتوطنون هم الذين عُرفوا باسم البابليين نسبة الى مدينة بابليون «بل» التي شيدوها، كما عرف قسم منهم بالسومريين نسبة الى مدينة «سومر»، واستمرت الوحدة اليمنية قائمة حتى حصل انقسام في اليمن حين وقع تنازع في الملك بين ولد حمير وكهلان، واستمر هذا الانقسام حتى تسلم سدة العرش السبئي الملك سبأ الثاني الأصغر عبد شمس وايل بن وائل بن الغوث في نحو عام 2120 ق.م فأعاد الوحدة اليمنية واستكملت جزيرة العرب من اليمن الى الحجاز، والعروض والبحرين، وأداني الشام، طاعة له وإجابة، واستمرت الوحدة عدة قرون، حتى نهاية عهد الملك ياسر يُهصدق خليفة الملكة بلقيس، الذي حكم في الفترة «924-910ق.م» ثم «وقعت فتنة في اليمن على الملك، وتغلّب كل على ما تحت يده وكانت مدة الفتنة زهاء أربعين سنة ونيفاً، وحتى عهد الملك ياسر يهنعم عام 356 سبئي الموافق عام 864ق.م، الذي أعاد الوحدة اليمنية في نحو السنة الخامسة من عهده.. قال بافقيه: «إن الصراع كان طابع تلك الفترة كلها، حتى تم توحيد سبأ وحمير عن تراضٍ تحت قيادة ياسر يهنعم» وبعد عهد ياسر يهنعم حصل تفكك وانقسام في اليمن الى عهد المكارب والملوك التبابعة.
اتحاد دولتين
وفي النصف الأول من القرن الثامن قبل الميلاد حين قوي نفوذ المكارب وأصبحت بلادهم واسعة الارجاء عظيمة الرخاء، انتقلوا من عاصمتهم صرواح - غرب مأرب - الى عاصمة جديدة هي مأرب، ويظهر أن انتقال مكارب سبأ إى «مأرب» العاصمة الجديدة تم على إثر زوال ملك دولة معين، وضم حكومات المدن التي كانت خاضعة لها الى مملكة مكارب سبأ.
وقد عٍثر على لوحة تاريخية بجبل اللوز المشرف على مدخل الجوف، عُرف منها أنه تم في وقت سابق اتحاد بين دولتي معين ومكارب سبأ قبل أن يأخذ مكارب سبأ دور دولة معين بكامله.
الفترة الثانية: عهد الملوك من عام 650 أو 610 الى عام 115 ق. م في هذا العهد تجرد حكام سبأ من صفتهم الكهنوتية - مكربية سبأ - وحمل كل واحد منهم لقب «ملك» وأول من ترك لقب «مكرب سبأ» الى لقب «ملك سبأ» هو المكرب «كرب آل وتر».
قال حمزة علي لقمان: كان «كرب آل وتر» آخر الحكام الكهنة الثلاثة عشر لدولة سبأ، وأول من استبدل لقب «مكرب» - أي رئيس الكهنة الحاكم - بلقب «ملك» نحو عام 610 ق.م، وقد حمل لقب «ملك» الخمسة وعشرون حاكماً لدولة سبأ الذين جاءوا بعده.
وفي أيام «كرب آل وتر» انتشر نفوذ سبأ وتوسعت مساحتها واشتهر بأعماله العمرانية والعسكرية.
وقال الدكتور عبدالكريم الارياني: ثم تطور هذا اللقب - مكرب سبأ - في القرن الرابع قبل الميلاد فأصبح «ملك سبأ» وكان ذلك في عهد الملك «كريب الوتار».
وانفرد الاستاذ محمد حسين الفرح بالقول: «وفي القرن الثالث الميلادي تحولت «مكربية سبأ» الى «مملكة».
ولعلها زلة قلم، وقال في مكان آخر: ثم في نحو عام 45 ق.م تحولت مكربية سبأ الى مملكة بزعامة «كرب إل وتار» صاحب نقش صرواح المشهور باسم «نقش النصر».
وحدة وطنية
ومهما يكن من أمر فإن الملك «كرب إل وتر» هو أول من حمل لقب «ملك سبأ» وقامت في اليمن وحدة وطنية في عهده، وإن لم تكن وحدة شاملة لأرجاء اليمن شمالاً وجنوباً إلا أنها خطوة أولى إليها، ويصفه المؤرخون بالملك العظيم، حيث سجل انتصارات عظيمة لبلاده بضم الحكومات الصغيرة التي كانت تابعة لدولة معين، وقد خلد انتصاراته في نقوش أهمها نقش صرواح الذي شكر فيه الإله «المقه» - ولا إله إلا الله - ولذلك يعتبره المؤرخون مؤسس الملكية في سبأ، والتي تضم عناصر مختلفة من قبائل المنطقة.. وبدأ مجتمع جديد لا يعتمد على النظرة القبلية، وإنما على نظرة أوسع وأعمق، وهي فكرة المواطنة للدولة السبئية، أي جميع الافراد مهما اختلفت مواطنهم وقبائلهم فهم مواطنون في هذه الدولة، وذكر نقش صرواح احتلال هذا الملك لذبحان وشرجب وجبل عسمت ووادي صير في اليمن الأسفل، وأنه هزم مملكة أوسان الجنوبية، بعد عدة معارك، وقتل ستة عشر ألفاً وأسر أربعين ألفاً من الأوسانيين.
وقد قسم المؤرخون دولة سبأ الحميرية الى فترتين كان ملوكها في الفترة الاولى يلقبون بلقب «ملك سبأ وذي ريدان» وتنتهي هذه الفترة بضم حضرموت الى ألقابهم.
ففي سنة 125م فقدت حضرموت وحدتها وانقسمت الى عدد من الإمارات واستولت دولة سبأ الحميرية على أجزاء منها، وفي سنة 275م أضاف ملوك سبأ وذي ريدان اسم حضرموت الى ألقابهم فصار «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وتهامت» ولفظ «يمنات» لا يشير الى اليمن الحالية بل الى السواحل الجنوبية بينما تشير «تهامت» الى ساحل البحر الأحمر، وكان هؤلاء الملوك المتأخرون يلقبون أنفسهم بالتبابعة ، والفرد «تبع» وبضم اسم حضرموت الى ألقابهم تبتدئ الفترة الثانية.
قام الحميريون التبابعة في الفترة (275-290م) بحملات حربية واسعة بقيادة ملشان أريم ذي يزن لإنهاء حكم «ملوك الطوائف» وتوحيد اليمن، كما أشار ابن خلدون الى ذلك بقوله: «غلب تبع ملوك الطوائف ودوّخ جزيرة العرب» وجاء في نقش عبدان الكبير: «إن ملشان أريم ذا يزن قاد حملات واسعة في كل أنحاء حضرموت وفي أرض مهرة ومشرقن» وترتب على ذلك سقوط ونهاية مملكة حضرموت وعاصمتها شبوة في عهد الملك «يدع أب غيلان» آخر ملك حضرمي، واتخذ ملشان صنعاء عاصمة للدولة الحميرية.
أما اسم «تهامت» فيرى البعض أنه ظهر بعد هذه الفترة حيث كان اسم الملك في هذه الفترة هو «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات» وأول من نال هذا اللقب هو «الملك شمر يهرعش» فهو آخر ملوك الفترة الاولى وأولى ملوك الفترة الثانية لدولة سبأ الحميرية، ثم غلب فيما بعد اسم «يمنات» على المملكة كلها، وأصبح جنوب عسير من جزيرة العرب يسمى يمنات أو اليمن.
وحدة سياسية بين سبأ وحمير
وفي هذه الفترة توحدت اليمن وانضمت عناصر مختلفة من الكيانات القبلية والممالك تحت لواء «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات».
قال الدكتور عبدالكريم الارياني : «وبحلول القرن الثالث للميلاد بلغت الوحدة اليمنية غايتها، فظهر لقب (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة) وأول من حمل هذا اللقب هو شمر يهرعش الثاني» وكان شمر يهرعش ابن ياسر يهنعم هو الاول في قائمة ملوك الفترة الثانية لدولة سبأ الحميرية.
لقد كانت الوحدة السياسية بين سبأ وحمير في ظل حكم بني ذي ريدان قاعدة الانطلاق نحو إضافات جديدة هي التي سهلت لشمر يهرعش أول التبابعة - على رأي الدكتور بافقيه- بعد توليه الحكم منفرداً أن يبدأ خطوة جديدة نحو توحيد اليمن فشرع في العمل على ضم حضرموت المناوئة من قبل لسبأ وحمير معاً، وقد تم في عهده الاستيلاء على شبوة العاصمة الحضرمية، وأدخل شمر يهرعش في النصف الثاني من عهده إضافة جديدة هي: «حضرموت ويمنة» ليصبح لقبه ولقب خلفائه الذين أكملوا المهمة من بعده هو : «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة».
لقد كان شمر يهرعش متوجهاً بكليته الى إخضاع حضرموت التي دامت مقاومتها الى ما بعد عهده، ويلاحظ أن «يمنة» أو «يمنات» أضيفت الى اللقب في الوقت الذي أضيفت فيه «حضرموت» مما يدل على وجود صلة بينهما كما لا يستبعد ان تكون «يمنة» أو «يمنات» في آخر اللقب لا تقتصر على مناطق اليمن الجنوبية فقط، وإنما أريد بها التعميم بعد التخصيص ، بمعنى أن شمّر يهرعش أعلن نفسه الى جانب كونه ملكاً لممالك اليمن الثلاث الكبيرة سبأ وحمير «ذي ريدان» وحضرموت، فهو أيضاً ملك لكما هو أو من هو يماني، إذ لا يستبعد أن تكون هناك كيانات صغيرة أخرى لا تندرج تحت أي من الاسماء المذكورة، ولكنها تعد يمانية بأي مفهوم من المفاهيم.
وواصل خلفاء الملك شمر يهرعش حمل هذا اللقب الملكي مدة لا تقل عن قرن من الزمان حتى جاء «أبو كرب أسعد الكامل» فطوره وطوله ،و أدخل إضافة جديدة كانت الأخيرة وهي عبارة «وأعرابهم طوداً وتهامت» فأصبح اللقب الملكي «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة وإعرابهم طود وتهامة»، لقد ظل التبابعة منذ ايام التبع «شمر يهرعش» يواصلون محاولة إخضاع القبائل البدوية - الاعراب- المشاكسة في مرتفعات السراة - طودا - والأغوار الواقعة بينها وبين البحر الأحمر والتي تعرف عند الجغرافيين العرب باسم «تهامة» كما كانت بعض القبائل الأخرى تنتفض عليهم بين الحين والحين وخاصة مهرة.
وفي عهد الملك «أبي كرب أسعد الكامل» الذي تولى الحكم في بداية القرن الرابع للميلاد انضمت قبائل المرتفعات وتهامة الى مملكته وتوسعت أو اكتملت الوحدة السياسية في اليمن، وأصبح اللقب الملكي الجديد يعني أن الملك الذي يحمله يكون ملكاً لسبأ وذي ريدان - حمير - ولحضرموت، وليمنة ولأعرابه أي التابعين للملك في الطود وتهامة.
وبهذا يكون ما حققه «أبو كرب أسعد الكامل» وعبر عنه بالإضافة المذكورة - الى اللقب الملكي - هو إكمال السيطرة على أعراب المرتفعات بإخضاع من تبقّى من أعراب مشاغبين في السراة ومنحدراتها الغربية وتعقب أمثالهم في تهامة والحجاز، وهذا إذا صح فإنما يؤيد ويفسر ما قيل عن وصول أسعد الكامل الى مكة، ومكة في بعض الآراء تهامية.
إن تطور اللقب الملكي، يعكس الخطوات التي أدت الى المزيد من التقارب بين سكان هذه الجزيرة قاصيهم ودانيهم.
ثم تعرضت اليمن لغزو اكسومي - حبشي - وسيطر الأكسوميون على مناطق من اليمن هي على الارجح مناطق تهامة.. وخاضوا صراعات واسعة مع ملوك هذه المرحلة من عام 350م حتى عام 515م كما ظهر بعد عام 350م كيان مستقل بمنطقة ريدان ومركزها ظفار، حيث انفصلت هذه المنطقة عن الدولة المركزية واعتنقت المسيحية - قبل التغلغل الاكسومي - ثم استمر هذا الكيان اليمني المسيحي بعد ذلك حتى عام 515م معاصراً لملوك هذه المرحلة الذين استمروا في حمل اللقب الملكي، رغم أن دولتهم انحصرت في مناطق محدودة بفقدان «ريدان» و «تهامة» وقيام العديد من الكيانات الأخرى.
ذو نواس يوحد اليمن
وفي أواخر القرن الرابع الميلادي أقام اليزنيون دولتهم واستمرت المسيحية واستمر معها كيان ريدان مستقلاً واستمر اليمن ممزقاً حتى دخل ذو نواس ظفار «مركز ريدان» وأحرق كنيستها ووحد اليمن عام 515م، وقضى على الوجود الأجنبي بتهامة وما إليها،و كان اليزنيون عماد عهده ودولته وقادة جيوشه، فشملت دولته ماكان يشكل مملكة حضرموت وامتدت جنوباً بشموليتها لمناطق جدن، ومنها عدن، كما امتدت شمالاً الى جهات اليمامة ونجد، وشرقاً الى عمان وتلك الجهات وهكذا شهدت اليمن وحدة وطنية عام 515م على يد الملك اليزني الجدني يوسف أسأر الملقب ب«ذي نواس» وقامت دولة حميرية في عهده سلطانها كعصور التبابعة، شملت كل أرجاء اليمن شمالاً حتى اليمامة ونجد جنوباً وشرقاً حتى عمان، ولذلك أطلقت نقوش يزنية لقب «ملك كل الشعوب» أي القبائل على يوسف أسأر أو«يثأر» اليهودي العقيدة والمعروف عند الاخباريين باسم «ذي نواس»، وهو صاحب الأخدود.
الوحدة القاسمية
على أن اليمن توحدت لآخر مرة أثناء حكم الاسرة القاسمية، فقد شهدت آخر حكومة مركزية موحدة امتد سلطانها من ظفار عمان شرقاً حتى المخلاف السليماني غرباً، ومن عدن جنوباً حتى مشارف مكة المكرمة شمالاً، وذلك في عهد المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم الذي حكم اليمن منذ سنة 1054ه - 1644 حتى سنة 1078ه/ 1676م.
وبعد ذلك عادت اليمن الى الاضطراب والتمزق من جديد.. وفي عام 1255ه/1839 احتل البريطانيون ميناء عدن وكان هذا الاحتلال يمثل بداية التجزئة اليمنية، حيث أفضى في النهاية الى توقيع تركيا وبريطانيا سنة 1323ه/1914م على الاتفاقية التركية التي عينت الحدود بين تركيا - في اليمن الشمالي وبين بريطاني في اليمن الجنوبي - ومنذ هذا التاريخ أُقر التقسيم السياسي لأول مرة لليمن الكبير الى شمال وجنوب، وكانت تلك هي الإشارة الاولى الى وجود شطرين منفصلين رسمت الحدود بينهما دولتان دخيلتان على الشعب اليمني الكبير الموحد منذ فجر التاريخ.
لقد حرص الاستعمار بأن يقطع شعبنا اليمني الى أوصال متعددة بإقامة تقسيم مصطنع، وتسميات مزعومة من أجل تثبيت وجوده فوق أرضنا اليمنية ومنطقتنا العربية كلها، التي تعتبر إقليمياً واحداً وشعباً واحداً له دين واحد ولغة واحدة، فقسّم وحدة وادي النيل ووحدة الشام وقسّم وحدة المغرب العربي وبلغت به الأساليب الحاقدة الى تقسيم الوطن اليمني الواحد الى شطرين: شمالي وجنوبي، وقد ساعدته في ذلك طبيعة النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف الذي ما كان يهمه وحدة الأرض اليمنية بقدر ما كان يهمه الاستيلاء على السلطة واستعباد الشعب وظلمه، ولو أدى ذلك الى التنسيق - مع المستعمرين - والتغاضي عن أعمال المستعمر الهادفة الى تعميق الهوة بين أبناء الشعب الواحد وتفتيت قوته بعملية ضرب وحدته الوطنية.
فبعد أن عقد الإمام يحيى اتفاقية 1911 مع الأتراك بعث الرسائل الى المحميات يؤكد فيها إدعاءات أسلافه فيما يتعلق بكل الجنوب العربي، ويدعو أولئك الذين يحملون وثائق من سابقيه أن يجددوا ولاءهم للسلطة المركزية اليمنية، وفي عام 1914م تم التصديق على الاتفاقية التركية الانجليزية التي عينت الحدود بين تركيا وبريطانيا، وقسمت اليمن الى شمال وجنوب، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى وتقسيم الأمبراطورية العثمانية وخروج الاتراك من اليمن، أصبح اليمن الشمالي مستقلاً، وتظاهر الإمام يحيى بالرفض للمعاهدة الانجليزية التركية، متابعاً دعوته التقليدية في امتلاك كل اليمن بما فيها عدن والامحميات، ولم تكن مطالبته بإعادة وحدة اليمن الوطنية جادة.
ويؤيد هذا أن الإمام يحيى لم يستجب للنداء الذي وجهه اليه قائد القوات التركية سعيد باشا بتاريخ 3/11/1918م لاستلام لحج ومناطق الجنوب؛ لأن الإمام يحيى كان قد ارتبط بمعاهدات سرية مع الانجليز لإضاعة أو سلخ هذا الجزء من الوطن وغيره والقصة معروفة مع الأدارسة وإيطاليا.
وفي فبراير عام 1934م/ 1354ه تم توقيع معاهدة صنعاء، حيث عقد الإمام يحيى حميد الدين مع الانجليز معاهدة تعاون واعتراف، اتفق فيها الطرفان على الإبقاء على الوضع القائم للحدود بين الشمال والجنوب لمدة أربعين عاماً قادمة، انتهى الطرفان قبل نهاية مدتها.
إن معاهدة عام 1934 تشبه المعاهدة البريطانية التركية لعام 1914م حيث عززت عملية تدعيم المعارضة للإدعاءات الإمامية في منطقة عدن والمحميات، كما أن الادعاءات الإمامية لمحاولة توحيد اليمن قد بدأت في الظهور، ثم صاحبتها سلسلة من المصالح أدت الى بروز الانفصال في الجنوب العربي أوجنوب اليمن.
إن الإمام يحيى لم يستطع أن يوحد أكثر من الرقعة التي تقوم عليها الجمهورية العربية اليمنية قبل وحدة 22مايو 1990م، وعجز عجزاً تاماً عن مد سلطانه شمالاً وجنوباً على كامل الأرض اليمنية، وقنع بالدعوة لإصلاح وتحسين أوضاع الدولة القائمة في شمال اليمن، بما يسمح له من الاشتراك في إداراتها، وقد أراد الإمام يحيى والإنجليز تعميق تمزيق الوحدة اليمنية، فقد كانا يسميان الجنوب «الجنوب العربي» لتنمحي حقيقة يمنيته التي هي أصل العرب والعروبة من الأساس.
في عهد الاستعمار
لقد قام الاستعمار البريطاني بتقسيم اليمن الى ثلاثة أجزاء: اليمن الشمالي، ومحمية عدن، وعدن، وقد استخدم انجرامز في كتابه «اليمن» الذي نشره في عام 1963م تعبير «اليمن» للدلالة على الأجزاء الثلاثة المذكورة ثم أضاف قوله: «إنني استخدم ذلك التعبير مثلما استخدمه الجغرافيون العرب والمؤرخون، لتمييز تلك المقاطعة المعروفة بهذا الاسم في الجزيرة العربية، وفي الحقيقة فإن الانجليز هم الذين أوجدوا تلك التقسيمات السياسية الثلاثة.
لقد ظلت التجزئة في اليمن لفترة طويلة تعيش حالة من الاستقرار الآمن الذي استمدته من طبيعة الانظمة الاستعمارية البريطانية والأنظمة الاستعبادية الإمامية، فقد وجد كل من الاستعمار البريطاني والاستعباد الإمامي في التجزئة قوة الاستمرار، كما وجدت التجزئة في ظلهما مقومات الأمان في علاقة جدلية مفيدة للطرفين، ولكن عناصر الوحدة اليمنية وجسورها المتلاحمة أقوى وأصلب من الضربات الاستعمارية والاستعبادية ومن كل ما يُدبر في الجهر أوفي الخفاء، وكان الشعور الراسخ بالانتماء الى وحدة وطنية واحدة هو سيد الموقف في الأوقات وعلى امتداد التاريخ اليمني الطويل.
ولهذا ومنذ انتصار ثورة شعبنا اليمني في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م، بدأ شعبنا يفكر بشكل جدي ويعمل جاهداً بدافع من الحنين التاريخي والمشاعر الواحدة المتأصلة في أعماقه الى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وجعل إعادة تحقيقها هدفاً مهماً من الأهداف الستة العظيمة لثورته الخالدة، في الوقت الذي أخذ فيه شعبنا اليمني يناضل دفاعاً عن الثورة اليمنية وتثبيتاً لاركان النظام الجمهوري المؤيد في خط نضالي دفاعاً عن الثورة اليمنية، عمل على تفجير الثورة المسلحة في جبال ردفان في الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م ضد الوجود الاستعماري البريطاني بعد عام واحد من قيام ثورة 26سبتمبر عام 1962م، وصعد شعبنا اليمني من نضاله الوطني التحرري حتى شملت الثورة كل أجزاء الشطر الجنوبي من الوطن، وبذلك استطاع أن يحرز النصر النهائي ويحقق جلاء الاستعمار البريطاني في 28 نوفمبر عام 1967م.
وحينئذٍ صار حلم الجماهير اليمنية العريضة على امتداد الارض اليمنية في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية قريباً، فقد سقطت الإمامة والى الأبد طرد الاستعمار البريطاني والى غير رجعة.. ولم يبق أي مبرر لبقاء التجزئة واستمرار الضعف والتمزق.
وقد تم تحقيق إعادة الوحدة اليمنية طبقاً لأهداف ثورة 26سبتمبر 1962م ودستورها الدائم، وميثاقها الوطني والوثائق الوحدوية المتفق عليها في الاتفاقيات الوحدوية بين الشطرين.. في القاهرة وطرابلس والكويت وقرارات مجلس الجامعة العربية وتوصيات لجان الوحدة. 1 - دوة سبأ وعاصمتها صرواح والثانية مأرب. 2- دولة معين وعاصمتها الأولى قرناو والثانية معين. 3- دولة التبابعة والأذواء والأقيال والمثامنة الحميرية السبئية وعاصمتها الأولى ظفار، والثانية صنعاء. 1- دولة حضرموت وعاصمتها شبوة. 2- دولة قتبان وعاصمتها تمنع. 3- دولة أوسان وعاصمتها غير محددة، وقد تكون «أمعادية» الموجودةالآن بالقرب من مكيراس في منطقة العوذلي، ويحتمل أن تكون «يشبم» في العوالق، وربما أنها كانت في مرخة وقد تكون عدن هي ميناؤها البحري التي انطلقت منه السفن الأوسانية لتحتل جزر وسواحل أفريقيا الشرقية، أما عمان فلم تعرف الدولة أو الدول التي ظهرت فيها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.juban2day.com
عبدالجليل عبدالغني قرطيط
قلم ذهبي
قلم ذهبي
عبدالجليل عبدالغني قرطيط


تاريخ التسجيل : 17/11/2010
العمر : 47

الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل   الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالسبت يناير 15, 2011 11:51 am

الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Bsm

أشكرك أخي الغالي (إبراهيم الذرحاني)
كلمات عذبة تدل على صفاء في النفس وهمة في الروح
وقمة في الضمير وروعة في الاختيار وإبداعات مكنونة
كثيرة هي درره في بعضها كثرت عليه الحشائش .
أبى البعض إلا أن يصرخ بإبداعه ومنهم المبدع
أخونا الغالي ** إبراهيم الذرحاني**
أطلقها كلمات راقية ندية قوية حانية فيها ألم وأمل
وإشراقات كثيرة لامعة صدع بها في أداء مميز
دلنا على توفر درر غالية في بلد حبيب نعشقه .
سوف نبقى هنا كي يزول الألم سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم
موطني موطني موطني ذا الإباء موطني موطني موطني يا أنا
رغم كيد العدا رغم كل النقم سوف نسعى إلى أن تعم النعم
سوف نرنو إلى رفع كل الهمم بالمسير إلى العلأومناجاة القمم
ونعم المسير أيها الأخ ونعم المناجاة
سلمت أئيها الأخ العزيز المحترم


الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل W6w2005041919345643d1e4f8
الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل FM153871
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم الذرحاني
قلم ذهبي
قلم ذهبي
ابراهيم الذرحاني


تاريخ التسجيل : 09/11/2009
العمر : 36

الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل   الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالخميس يناير 20, 2011 9:18 am

عبدالجليل عبدالغني قرطيط كتب:
الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Bsm

أشكرك أخي الغالي (إبراهيم الذرحاني)
كلمات عذبة تدل على صفاء في النفس وهمة في الروح
وقمة في الضمير وروعة في الاختيار وإبداعات مكنونة
كثيرة هي درره في بعضها كثرت عليه الحشائش .
أبى البعض إلا أن يصرخ بإبداعه ومنهم المبدع
أخونا الغالي ** إبراهيم الذرحاني**
أطلقها كلمات راقية ندية قوية حانية فيها ألم وأمل
وإشراقات كثيرة لامعة صدع بها في أداء مميز
دلنا على توفر درر غالية في بلد حبيب نعشقه .
سوف نبقى هنا كي يزول الألم سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم
موطني موطني موطني ذا الإباء موطني موطني موطني يا أنا
رغم كيد العدا رغم كل النقم سوف نسعى إلى أن تعم النعم
سوف نرنو إلى رفع كل الهمم بالمسير إلى العلأومناجاة القمم
ونعم المسير أيها الأخ ونعم المناجاة
سلمت أئيها الأخ العزيز المحترم


الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل W6w2005041919345643d1e4f8
الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل FM153871

مشكور اخي عبدالجليل على مرورك الطيب

وتحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.juban2day.com
صقر
عضو مميز
عضو مميز
صقر


تاريخ التسجيل : 24/11/2010
العمر : 44

الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل   الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالخميس يناير 20, 2011 3:46 pm

تسلم اخي ابراهيم على الموضوع القيم والمفيد والجميل
نسال الله تعالى ان يديم الوحده ويديم الامن والامان لكل ارض اليمن الحبيب والغالي
جزاك الله خير وبارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم الذرحاني
قلم ذهبي
قلم ذهبي
ابراهيم الذرحاني


تاريخ التسجيل : 09/11/2009
العمر : 36

الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل   الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل Emptyالجمعة يناير 21, 2011 8:57 am

صقر كتب:
تسلم اخي ابراهيم على الموضوع القيم والمفيد والجميل
نسال الله تعالى ان يديم الوحده ويديم الامن والامان لكل ارض اليمن الحبيب والغالي
جزاك الله خير وبارك الله فيك

مشكور اخي صقر على مرورك الطيب

وتحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.juban2day.com
 
الوحدة عبر التاريخ اليمني: اليمن بلد واحد وشعب واحد منذ الأزل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برشلونه يسطر التاريخ باحرف من ذهب بفوزه بالبطوله السادسه خلال عام واحد وتهنئه لجماهيره
» التاريخ الناصع لشهداء اليمن يهرول
» نداء علماء ومشائخ اليمن لليمنيين حول الوحدة
» المخلافي: لا يمكن أن يكون اليمن سعيدا وسعوديا في آن واحد
» اخوان اليمن واخوانهم في الدول العربية فكر واحد وسياسة مختلفة !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب  :: واحة المنتدى العام-
انتقل الى: