الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
وأول ما نقول أن عزاأنا إلى الله في مصيبتنا بكم فقد التحمت كل هذه القوى التي تتربص الشر بأمتنا العربية
ومن خلفها الإستعمار لإجهاض المشروع الحضاري العربي الإسلامي
عمل التيار الإسلامي والذي كان صنيعة الغرب لمواجهة التيار القومي الناصري وأستخدم النفط العربي لدعم هذا الإتجاه
وقد نجحوا نجاحا باهرا في إعاقة مشروع النهضة والوحدة والتحرير عن تحقيق أهدافه
حولوا أنظار الشعوب العربية عن قضيتهم الحقيقية ( فلسطين ) إلى معركة وهمية نيابة عن الغرب ضد السوفيت
وضاعت طاقات الأمة وأموالها وخيرة شبابها وكانت كل هذه التضحيات كفيلة بتحرير فلسطين
عبد الناصر يخوض معركة التحرير نيابة عن الأمة وهم يشغلونه بقضايا أخرى
لمصلحة من يسعون إلى تعطيل جهود الشباب العربي
أداروا ظهورهم لقضايا الأمة الجوهرية وهي العدل الإجتماعي والحرية والوحدة
وراحوا يشغلواشبابنا بقضية إطالة الإزار وحف الشارب وإطلاق اللحية وكم مقدارها وأخيرا فتوى رضاعة الكبير وهدم المسجد الحرام لأن
فيه يقع الإختلاط وغير ذلك كثير هذا كله والعدو في الأبواب ينتهك العرض ويحتل الأرض ويدنس المقدسات وينهب الثروات
لماذ نسعى جاهدين لخدمة المستعمرين في الإساءة إلى هاماتنا العالية وتاريخنا المشرف
وبذلك تتحقق الفرقة والإختلاف فيما بيننا وهذا مايسعد الأعداء
الناصرية هي الإجابة الصحيحة لمشكلات الواقع العربي وهي لم تكن محض صدفة وإنما هي خلاصة للمشروع الحضاري العربي الإسلامي
ما العيب إن قلنا إن الحل لحالة الضعف والتجزئة هو الوحدة والله قد أمرنا بذلك حينما قال (واعتصموابحبل الله جميعا ولاتفرقوا؛
ثم إن العرب هم طاقة الإسلام ومادته ووحدتهم هي عامل قوة للإسلام وإضافة للمسلمين
بربكم أليس الحل لمشكلة الإستعمار هي التحرير
ما العيب في ذلك ؟ ثم أين التناقض بين كل هذه القيم النبيلة وبين الإسلام
الناصريون لايهمهم ولايعنيهم الدفاع عن غير أمتهم ودينهم وثقافتهم حتى لو كانت أحزابهم
فبرغم هذا العداء الشديد لهم ومشاركة البعض في التآمر عليهم جنبا إلى جنب مع العدو إلا أنهم الآن هم الذين يتصدون وبكل شجاعة واقتدار في كل وسائل الإعلام ومنها الجزيرة للموآمرة التي تحاك ضد أهل غزة ورافظين للقهر السياسي الذي يتعرض له الإسلاميين
ثم إن العجز الذي يتصف به النظام الرسمي العربي ممثلا بالجامعة العربية أو السادات أومبارك أوغيرهم هي دلائل تقدمها بعفوية على صحة الطريق الذي نسير عليه وسلامة الدعوة التي ننادي بها إذ كيف تستدل بفشل أعداء الناصريين على بطلان نظريتهم
وماأريد أن الفت الإنتباه إليه الى أن الناصرية هي نظرية علمية تقدم الحلول لمشكلات الواقع العربي وكل هذه الحلول نابعة من الفهم الصحيح للإسلام ورسالته الخالدة في العدل والحرية
ولا أدري كم من الوقت سنقضي حتى يفهم البعض أننا ابناء هذه الأرض التي أنجبت خيرة الرجال
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغر الميامين
وأننا إستلمنا راية الإسلام منهم ولن نسقطها حتى تحز الرقاب وتشدخ الرؤوس فنحن العرب طليعة الإسلام ومادته
صار لنا أربعين سنة منذ وفاة بطل العروبة والإسلام ونحن نخوض في جدل حول أولوية الوحدة العربية أو زواج الصغيرات
تحرير الأرض أو رضاعة الكبير
العدال الإجتماعي أوإطالة اللحية
وهذا ليس بغريب علينا فقد اشتدت الحرب الضروس بين بكر وتغلب فيما يسمى بحرب البسوس وسببها ناقة كانت ترعى وجاوزت الحمى
ومن بعدها حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان وسببها أن داحس وهي فرس تابعة لعبس سبقت الغبراء واستمرت الحرب حتى كادت أن تفني العرب
وللتنبيه فقد كانت إحدى حرائر العرب هي سببا في السلام مابين العرب وقد وثق لنا الشاعر زهير بن أبي سلمى هذا الصلح في معلقته الشهيرة
كان الأحرى با لصحاف لو كان صالحا لبحث عن نقاط الإلتقاء والتوافق وهي كثيرة بدلا من البحث في نقاط الإختلاف وتغذيتها لأن من مصلحة الأمة هو توحيد الجهود وحشد الطاقات
هل تعلم ما يجري في الساحة العربية من محاولات حثيثة وعظيمة لتوحيد الحركتين القومية والإسلامية فيما يسمى باالحوار القومي الإسلامي
أرجو أخي العزيز أن تكون عامل ألفة ومحبة وإلتقا وتوافق
لك مني كل الحب وهاك تحياتي بلا إنتهاء
إطلالة
من عرشها هبطت
تتناول شغاريف القلب بكلتا يديها
أأنت طبيبة حرفي
فلماذا تسقيني حبرا ممجوجا من فم الشعراء
تتكون بحنايا صدري تنتزع المضغة السوداء
مضغة عرب الصحراء
تركتها حوافر داحس والغبراء
ياهذا القادم من رحم الوجع الأبدي تمهل
فأنا قدرك المحتوم
سافر في كل بقاع الأرض فأنا قدرك
وافترش الجسد المكتوب بعاهات بكر وتغلب
مادمت تحتلب البسوس وناقتها
مادمت تجتر دمية عرب الصحراء وخنجرها
جساس يشدخ رأس الصحراء
والصحراء تفني مرابط خيل الفرسان
ياصاحبة العرش هل هذا قدري
هل هذا مكتوب في اللوح الأزلي
هل قدري أن ينفصل حبي من قلبي
هل قدري أن تشرد كلماتي من شعري
هل قدري أن تتنكر ذاتي من ذاتي
ماأقسى أن يتشظى الجسد الواحد أضدادا