أعلنت جماعة الإخوان المسلمين اليوم السبت رسميا عن اختيار الدكتور محمد بديع (67 عاما) مرشدا عاما للجماعة خلفا لمحمد مهدي عاكف المرشد العام السابع للجماعة الذي انتهت ولايته الأولى في 13 يناير 2010.
وأكد محمد مهدي عاكف المرشد العام السابع للإخوان المسلمين - في كلمته التي ألقاها في المؤتمر - أن للإخوان المسلمين منهاجًا واضحًا للإصلاح ومراجعة مستمرة لمناهجهم ولوائحهم ومواقفِهم لتطويرِ آرائِهم حَسْب الجديدِ الذي يُواجهونه مِن المواقف والأفكارِ، في مرونة لا تُناقِض الثوابت ولا تَنْقُض المبادئَ التي اقتنعوا بها، وهم يدركون أنهم لَنْ يزالوا بخير ما قَبِلُوا النصيحة.
ودعا عاكف الإخوان إلى التَّمَسُّك بدعوتِهم ومبادئِهم، والعضِّ عليها بالنواجذِ، وعدمِ التردُّدِ أو التراجعِ أمامَ هذا الاستهتارِ الظالمِ بحُريَّاتِهم، والحربِ الظالمةِ عليهم، والتضييقِ الباغي على أرزاقِهم، والتشويهِ الظالمِ لدعوتِهم ورموزِهم.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد بديع المرشد العام الثامن للإخوان المسلمين: "أتوجه بالشكر إلى أستاذنا وأخينا الكبير ومرشدنا الكريم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع للجماعة، الذي قاد السفينة وسط العواصف والأنواء، وتجاوز بها العقبات، ثم قدَّم هذا النموذج الفريد لكل القادة والمسئولين في الحكومات والهيئات والأحزاب بالوفاء بعهده، وتسليم القيادة بعد فترة واحدة، فتعجز كل كلمات اللغة عن التعبير عما في صدورنا من حب وتقدير لهذا المرشد، ولا نملك إلا أن نقول: جزاك الله خيرًا، وأثابك بفضله ثواب الصديقين".
وأشار بديع إلى أن الإخوان يؤمنون بالتدرج في الإصلاح، وأن ذلك لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الإقناع والحوار وعدم الإكراه؛ ولذلك فهم يرفضون العنف ويدينونه بكل أشكاله سواء من جانب الحكومات أو من جانب الأفراد، أو الجماعات أو المؤسسات.
وأكد أن الإخوان لم يكونوا في يوم من الأيام خصومًا للأنظمة الحاكمة، وإن كان بعضها دائم التضييق عليهم والمصادرة لأموالهم وأرزاقهم والاعتقال المستمر لأفرادهم، لكن الإخوان لا يترددون أبدًا في الكشف عن الفساد في كل المجالات، ولا يتأخرون في توجيه النصائح وتقديم المقترحات للخروج من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها بلادنا، ويربون أبناء وبنات الأمة على الأخلاق والفضائل والنفع للغير، وهذا كله يصب في مصلحة الوطن والمواطنين ومؤسسات الدولة.
وكان بديع قد تعرف على جماعة الإخوان المسلمين عام 1959 عن طريق أحد أعضاء الإخوان المسلمين السوريين، وهو الدكتور محمد سليمان النجار ثم التقى عبد الفتاح إسماعيل تاجر الغلال الدمياطي الذي ضمه إلى تنظيم 1965 ثم انكشف أمر التنظيم وألقي القبض عليه وصدر حكم ضده بالسجن لمدة 15 عاما قضى منها 9 أعوام ثم سافر إلى اليمن وعاد في منتصف الثمانينيات ليتولى مسئولية المكتب الإداري للجماعة في محافظة بني سويف.
وألقت أجهزة الأمن القبض على بديع عام 1999 وتمت إحالته إلى المحكمة العسكرية في القضية التي عرفت إعلاميا بتنظيم النقابيين حيث صدر ضده حكم بالسجن لمدة 5 سنوات قضى منها حوالي 4 سنوات وخرج عام 2003 وأعيد بعدها اعتقاله لعدة أشهر قبل انتخابات المحليات الأخيرة.