البديل بقلم عمر الضبياني 2/10/
2009 تطل علينا الذكرى الخالدة لقيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م، وتحمل في طياتها عبق الماضي وعظمتة معطرة بروائح الشهداء وحلم الشعب وتضحياتة ، ومعززة بإيمان الشعب اليمني بحقه في الحياة الحرة الكريمة مثل سائر شعوب الارض , وكم كانت الملاحم البطولية رائعة مسجلة سيمفونية جميلة في لوحة عربية وحدوية عظيمة . وبدون ادنى شك فان شعبنا اليمني يكن كل الحب والوفاء لمصر الناصرية ولشعبها العظيم خير جنود الارض البواسل الذين سطروا اروع واصدق الملاحم العربية النضالية المشتركة لتمتزج دماء جنود البلدين على ارض اليمن الطاهرة لتثمر تلك الدماء الزكية بثورة عظيمة جسدت حلم الشعب في غد اكثر اشراقا بعد قرون طويلة من الجهل والتخلف عن ركب التطور الحضاري . لقد كانت ثورة بماتعنيه الكلمة من معان سامية وصادقة,فهي ثورة عروبية اولا واخيرا ، حيث لاننسى قائد الامة وزعيمها الرئيس الراحل الحاضر دائما جمال عبد الناصر زعيم الثورات العربية ومضيئ دروبها ونور شعلتها وعنوان تقدمها واستقلالها ،فلا ننسى دوره في دعم الثورة اليمنية ومساعدته لها كعنوان يكفي لشحذ الهمم والعمل بإخلاص لإشعال الثورات العربية . ومع ذالك لم تحقق الثورة ماقامت من اجلة ولم تحترم التضحيات الجسام بل سرقت الثورة من وقت مبكر ..واصبح السؤال الكبير لماذا قامت الثورات اليمنية؟ وماذا حققت؟ ولن نستطيع الاجابة عليه كون الثورة افرغت من محتواها الحقيقي بعد تسلق القوى الرجعية المدعومة من السعودية بواسطة عملائها المرتزقة لينقضوا على الثورة في وقت كان فيه انصارها مشغولين في تأسيس الدولة الجديدة وتضميد الجراح ومعالجة كل رواسب الماضي البغيض ، دون الاهتمام بالسلطة او الانشغال بالحفاظ على مواقعهم على حساب الوطن! بل كان همهم المشروع اليماني الكبير في بناء دولة موحدة رافعة الهامة بين شعوب الارض ،ومتجاوزة لكل قرون الظلم متجهة بثبات نحوا المستقبل المشرق ,لكن اعداء الثورة والوطن من قوى الارتزاق انقضوا على الثورة وبعد فشلهم في حصار السبعين وصمود الشعب الباسل وكل القوى اليمنية وفي مقدمتها العمال والفلاحين - رجال اليمن الميامين - وانهزام الرجعية اطمئن الثوار لنهاية الرجعية ولم يعرفوا انهم تقمصوا بقمصان جمهورية وعدوا العدة لعهد جديد وجولات قادمة حتى تم اغتيال القائد الشهيد ابراهيم الحمدي مجدد الثورة الذي اعاد لها وهجها المسروق ،وكما قال شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني ان اجمل ايام الثورة هي فترة الحمدي وهذا سر اغتيالة لانهم اغتالوا مشروع وثورة وحولوا الوطن لسجن كبير والثورة لشركة خاصة بأسرة الحكم الحالي , والتي تمثل ذروة الرجعية والاسرية الاقطاعية مستغلة آلتها العسكرية والدعم السعودي الغربي الشيطاني ليعيد عقارب الساعة للخلف قرون من الزمن ، ويتنكر لكل ماقدمه شعبنا من غالي ونفيس لهذه الثورة وهذا الحلم الجميل وكأن لسان حال الحاكم يقول لقد بعت دم الشهداء للرجعية وورثكم التخلف فما انتم فاعلون؟ .. انها جريمة التفريط في الحكم الجمهوري والتنكر لكل رجال اليمن وتحويل الوطن لساحة حروب اهلية يغذيها ويشعلها الحاكم بالهاتف!. ان علينا التصدي للمتاجرين باهدافنا الكبرى لصوص الثورة والتاريخ الذين لم يكتفوا بذلك بل سطو على مشروع الوحدة الجميل ونقضوا كل العهود ونكثوا بكل الاتفاقيات المبرمة ليتحمل شعبنا حرب ظالمة ضد الشريك التاريخي والصانع الحقيقي للوحدة لتكون في ارصدتة ثورتين ووحدة ! لذلك يتوجب على القوى الحية والمؤثرة في الساحة ان وجدت اصلا الانتصار لشعبنا وثورتة التاريخية واعادة الامور إلى نصابها الطبيعي وهذا يتطلب مواقف وطنية حقيقية صادقة لله والوطن ولشهداء الثورات ومنها الوقوف ضد العبث في محافظة صعدة الذي يخدم اجندة خارجية على حساب اليمن والدم اليمني . فهذه الحرب العبثية تدور ضمن اجندة خارجية كما ذكرت وداخلية تهدف لترتيب توريث الحكم والدلائل كثيرة منها سيطرت الاسرة الحاكمة على كل مفاصل الدولة ، ونهبها الثروات ، ناهيك عن المصطلح الجديد المتمثل بتحويل اليمن إلى الدولة الصالحية ! وهذا على حساب الشعب اذا اين الثورات.؟ ولماذا ننحر الوحدة؟