03 /06 / 2009
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]على بســــــــــــــاط الثلاثـــــــــــــاء
55
يكتبها :
حبيب عيسىمع تحيات:
منير سعيد رنوإلى اليمن ... مع التحية ...!!
***
رسالة إلى من يهمهم الأمر ..!
***
الأخوة الأعزاء عرب اليمن
السلام عليكم ، ورحمة الله ، وبركاته ، أما بعد ..!
( 1 )
منذ أن افترق أجدادنا "فتشاءم" بعضهم ، وكانت الشام ، وتيامن آخرون فكانت اليمن ، والأجيال العربية المتعاقبة تنزاح "تيامناً" ، و"تشاوماً" ، وإلى أبعد من ذلك بكثير ...
أقول ذلك ابتداء حتى لا تعتبر هذه الرسالة تدخلاً غير مشروع في ما لا يعنيني ، فاليمن في القلب ، وفي الخريطة الجنينية لكلينا ... وأقوله ثانياً لأنه منذ أيام ، اتصل أحد الأخوة الأعزاء من المغرب العربي يقيم في بلاد أوروبا يحيطني علماً بإصدار بيان من شخصيات عربية تؤيد الوحدة اليمنية ، وتحذرّ من فصم وحدة اليمن ، وأنه قد وضع أسمي بين الموقعين دون حاجة لسؤالي ، لأنه لا يمكن أن أكون إلا مع وحدة اليمن ، وغير اليمن من بلاد العرب الجريحة .. فشكرته ، وقلبي يرتجف خوفاً على يمن نحلم به خلية حية معافاة في قلب وحدة الأمة ، بينما يخططون ، هم ، وأعوذ بالله من " هم " ، هذه ، لتفتيته في شرق أوسطهم الذين يحدثوّن خريطته كلما لزم الأمر ذلك . لكن ، وبما أنني لم أعد ألمس قيمة لبيانات الشجب ، والتأييد ، والاستنكار ، قررت أن أخاطبكم مباشرة من قلب مكلوم راجياً أن تحتملوا أحزاني ، فربما تلتمسون لي العذر ....
( 2 )
أيها الأخوة الأعزاء ...!
أود أن أوضّح ابتداء أن توقيعي على ذلك البيان مع كوكبة عزيزة من المناضلين ، والأصدقاء ، لا يعني أننا مع فريق حاكم ضد فريق معارض في اليمن ..؟ ، معاذ الله ..، ثم ، هل الحكام هم الوحدة ، وهل المعارضون هم الانفصال ..؟ .
نقول بحسم : لا ، وبكل تأكيد ، أين نحن إذن من كل هذا الذي يجري في اليمن الحبيب ؟
أولاً ، ومنذ زمن قررنا أن نستنكر السؤال الاستفزازي ، مع من ..؟ ، لأننا قررنا أن لا نبقى "أمعّات" ، وقررنا أن يكون السؤال الجدير بالجواب ، من نحن ..؟ ، وماذا نريد ..؟ ، ومن معنا .. ؟ ، ومن ضدنا ...؟ ، فالشعب العربي في الأجزاء ، وفي الكل ، نحن جميعاً ، بدون استثناء ، نقع تحت طائلة العدوان ، والقوى التي تتصارع على السطح ، في الساحة العربية ، من المحيط إلى الخليج تتصارع على نصيب كل منها ، من الحصص ، والحصص للأسف الشديد ، هي نحن ..، من لحمنا ، ودمائنا ، وممتلكاتنا ، وحقوقنا ، وبالتالي فنحن لسنا مع من يطالب بحصة صغيرة من حقوقنا ، بمواجهة من يطالب بالنصيب الأكبر .. نحن لسنا مع أحد منهم ، نحن مع أمتنا ، حقوقنا ، مواردنا ، إنساننا مع الـ 12 مليون كيلو متر مربع ، والثلاثمائة مليون عربي ، بمواجهة كل من يعتدي على شعرة إنسان في وطننا ، أو لنهب ذرة واحدة من مواردنا ، أياً كانت ..
( 3 )
بناء على ذلك نقول للسيد علي عبد الله صالح ، كفى يا سيادة الرئيس ، لا تدمّر هذه اليمن العزيز ، لا توّفر الأسباب لتقسيمه مرة أخرى .. ألم تمّل الحكم يا سيادة الرئيس .. ؟ .. أليس تدميراً للوحدة اليمنية ، أن ترتبط تلك الوحدة ، بالحكم الفرد ، وبالتوريث لمن بعده ..؟ .. هل أذكرّك ، يا سيادة الرئيس ، بموقف عمر بن الخطاب ، وبعد سنوات قليلة من حكمه ، عندما قال قولته الشهيرة لعلي بن أبي طالب ..( لقد ملنيّ الناس يا أبا الحسن ) ، تصوّر يا سيادة الرئيس ، الناس ملتّ عمر بن الخطاب ، الحاكم العادل ، الذي جلد ابنه حتى الموت ، لأنه خالف النظام العام في قضية شخصية .. ، ثم ، وقف عمر ابن الخطاب ، في لحظات الانتقال الأخيرة إلى دنيا الحق ، ليقول ، لواحد من المنافقين جاء يقول له ، لماذا لا توصي بالخلافة لأبنك عبد الله يا أمير المؤمنين ..؟ أليس أحق بها ..؟ فأجابه بعد ابتسامة ساخرة هل تريد أن تحملنيّ وذرها حياً ، وميتاً ، يا هذا ..؟
( 4 )
لقد آلينا على أنفسنا أن نخاطب السلطة ، قبل أن نخاطب المعارضة ، لأن السلطة تمسك بزمام الأمور ، حتى الآن على الأقل ، فنقول بوضوح ، أن المواطنين في اليمن ، الذين قدموا التضحيات ، والدماء لبناء دولة الوحدة اليمنية ، إنما كانوا حالمين بدولة تديرها مؤسسات اعتبارية ، يشرف عليها الأكفاءّ من أبناء اليمن ، وفق اختصاصاتهم ، ويخضعون لمعايير تكافؤ الفرص ، لا محسوبيات ، ولا فساد ، ولا اصطفاء ، ولا إقصاء ، ولا معايير متخلفة ، يكونون هم في خدمة المؤسسات التي يضعونها في خدمة الشعب ، لا أن تكون تلك المؤسسات في خدمتهم لابتزاز الناس ، وقمع إراداتهم ، اليمنيون ناضلوا من أجل وحدة اليمن ، لتكون دولة الوحدة ، دولتهم ، لهم ، لا عليهم ، أن تكون مؤسساتها في خدمتهم ، لا أن يكونوا هم وقودها ، يتم تداول السلطة فيها دورياً ، بإرادة حرة من شعب يملك المقدرة على الاختيار الحر ، محرر من القهر المعنوي ، والمادي ، فيكون بدولة الوحدة أكثر مقدرة على حل مشكلاته ، واستخدام موارد البلاد في التنمية المتوازنة ، التي تحقق الكفاية ، والعدل ، والتقدم ، والتطور ، والبناء ..، دولة ، فيها المؤسسات التشريعية التي تشرّع ، وتراقب ، وتحاسب ، وفيها القضاء المستقل العادل ، وفيها السلطة التنفيذية التي تنفذ ، لا التي تسّيطر ، وتهيمن .. دولة فيها رئيس ، وحكومة يأتون إلى مواقعهم ، بإرادة الناس ، بتوكيل محدّد من حيث الزمان ، والصلاحيات ، فالشعوب لا تعطي وكالة مطلقة لأحد ، أياً كان ، ومهما كانت الظروف .. دولة توظف مؤسساتها لمعرفة مشكلات الناس ، وحلولها ، لوضع المخططات للتعليم ، والثقافة ، والاقتصاد ، والاجتماع ، والفنون ، والرياضة ، والبناء ، والزراعة ، والصناعة ، لولادة ذلك اليمن السعيد ، السعيد ..
( 5 )
تلك هي دولة الوحدة ، التي حلم بها اليمنيون ، وضحّوا من أجل تحقيقها ، وتلك هي دولة الوحدة اليمنية التي حلمنا بها نحن العرب بين المحيط والخليج ، حلمنا كان أن تكون دولة الوحدة اليمنية ، الدولة النموذج الذي يحتذى به فتنطلق تلك التجربة من إطار اليمن ، باتجاه حلم الأمة بين المحيط ، والخليج ، لهذا ، فإننا هنا لا ندافع عن وحدة اليمن ، وحسب ، إنما ندافع عن أحلامنا ، بأن أي جزء من الشعب العربي ، يمتلك حريته ، وتتحرر إرادته ، وينجح في حل مشكلاته ، ولو جزئياَ ، فإنه حتماً سيتحول إلى رافعة لمشروع النهوض ، والتنوير في الوطن العربي كله .. ولهذا فإننا عندما نخاف أن نبكي دولة اليمن الموحدة الديمقراطية العادلة ، فإننا نخاف أن نبكي أنفسنا ، وأحلامنا .. فهل تفعلها يا سيادة الرئيس علي عبد الله صالح ، لا من أجل اليمن ، وحسب ، ولكن من أجل الأمة العربية كلها التي تستصرخك هذه الأيام أن تدخل التاريخ من باب مختلف ...... فتقف وقفة الرجال ، الرجال ، تصارح شعبك ، وتتصالح معه ، وتعلن برنامجاً زمنياً محدداً لتسليم مؤسسات دولة الوحدة لمن يختارهم الشعب من المجالس المحلية ، وحتى قمة السلطة ، فيرتقي الشعب بالممارسة الديمقراطية من علاقات ما قبل المواطنة ، إلى المواطنة الحقة ، ويكون بذلك أكثر مقدرة على التقدم ، والتطور ، وحل مشكلاته ، وتكون دولة الوحدة اليمنية ، ليست عصية على التفتيت ، وحسب ، وإنما تكون لبنة صلبة في بناء نحلم به لدولة العرب الواحدة الديمقراطية الاشتراكية ..
( 6 )
تلك كانت رسالتنا إلى السلطة في اليمن ، أما رسالتنا الثانية فموجهة إلى المعارضة ، ونحن هنا نصّنف المعارضة في اليمن ، على تنوعها ، إلى ثلاثة مصنفات رئيسية :
- المصنف الأول : ويضم المعارضة التي تدعو إلى فصل جنوب اليمن عن شماله ، وهي ذات أطياف متنوعة .
- المصنف الثاني : معارضة لتقسيم اليمن إلى أكثر من جنوب ، وشمال ، وهي ذات أطياف متنوعة أيضاً .
- المصنف الثالث : معارضة للسلطة الحاكمة في دولة اليمن في إطار دولة اليمن الواحدة .....
( 7 )
يتبع