- صالح الحنيني كتب:
عسب العيد" و"جَعَالة العيد" في اليمــن
تستعد المدن اليمنية استعداداتها للاحتفال بعيد الفطر السعيد، وهناك اختلاف في العادات والتقاليد من مدينة إلى أُخرى.
فتقاليد اليمنيين تبدأ باستقبال العيد قبل عشرة أيام، ومن تلك المظاهر انشغال الصغار والكبار
بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية، ليتم حرقها ليلة العيد تعبيراً عن فرحتهم
بقدوم عيد الفطر السعيد وحزناً على فراق أيام رمضان المباركة ويقتصر ذلك على المناطق الريفية.
ويقوم الرجال بشراء المستلزمات والحاجات الضرورية للعيد من المحلات التي تبقى مفتوحة
حتى ساعات متأخرة من الليل بينما تسهر النساء ليلة العيد حتى الصباح ليهيئن بعض المأكولات
التي ستقدم في صباح العيد للضيوف مثل الكعك، وهو غير الكعك الذي يتكون من الطحين والبيض والسكر
وبعض المواد الأخرى. ويقمن بإعداد "جعالة العيد" وهي المخلط- الخلطة-
التي تتكون من الفستق والكشمش والزبيب والفول السوداني وبعض المكسرات التي تقدم للضيوف خلال أيام العيد.
وليست صلة الرحم وحدها التي تغري اليمنيين لزيارة أقاربهم أيام العيد، هناك أيضاً جائزة يجعلها المجتمع اليمني
عن صيام رمضان تعرف محلياً باسم "جَعَالة العيد"، وهي رغم المنافسة الشديدة للحلويات والشوكولاتة المستوردة؛
مازالت علامة لازمة للمنازل في اليمن وبها وحدها يُقابل الزائر أول ما يقابل هذه الأيام.
ويكاد لا يخلو بيت سواً في الريف أو المدينة من الأكلات اليمنية الخاصة بمناسبة العيد مثل: "السلتة "
وتتألف من الحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص النسوة اليمنيات
على تقديم أصناف من الطعام للضيوف في العيد ومنها : "بنت الصحن" وتعملها النساء
من الطحين والعسل والبيض والدهن، أو"السباية" وهي رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها بعضاً ومخلوطة
بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي وفي محافظة عدن وما جاورها تحرص النساء على اعداد الطبق ارئيسي في وجبة الغداء وهو طبق (الزربيان )
والذي يحتوي على الأرز واللحم بالإضافة إلى (الشتني )وهو السحاوق والعوشار العدني والحلويات العدنية.
ونجد أهل القرى في اليمن ينحرون الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والأصدقاء والجلوس
في مجالس طيلة أيام العيد لتبادل الحكايات المختلفة.
ويقوم الناس خلال أيام العيد بتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدم للأولاد العيدية
وعندما يعود ربّ الأسرة بعد أداء الصلاة في المسجد، تستقبله الزوجة والأبناء
وهم في أجمل زينة وهيئة، فالزوجة تبدأ بتهنئة زوجها، ثم يأتي دور الأبناء للتهنئة واحداً بعد الآخر، ليقبلوا أباهُم -
وعادة الصنعانيين أن يقبلوا رُكبَة أبيهم- ويقدم الوالد هدية العيد لأبنائه وتعرف بـ "عسب العيد"،
ويتناولون الفطور ويخرجون لمعايدة الأقارب والجيران. وغالباً ما يذهب الأطفال إلى الملاعب القريبة
من بيوتهم ليركبوا" المدارة" ومفردها" مدرهه" أو يؤجرون الدراجات لركبوها أو الذهب إلى التنزة
في شواطى البحر لليلاً بنسبة لسكان المناطق الساحلية (عدن _الحديدة _المكلا _الخ)
وتنشغل النساء بالتزاور فيما بينهنّ ويسمى ذلك بـ" التفرطة" أو ما يسمى (بشوها)
اي تبدل الحديث في أوساط النساء كما هو الحال في مدينة عدن وتقوم البنات الصغيرات بالاجتماع
في أكبر بيت في المنطقة لينشد نّ جميعاً بعض الأناشيد ويلعبنّ بعض الألعاب الشعبية
كل عام وانت بخير ابو محمد
هذالسنة العيد ناقص
اغيابك وكنت متوقع وصولك في العيد
لك مني جزيل الشكر والتقدير
ويسلمو عليك الشيخ محمد البرطي وموسى نا صر
وقسم وجبران وجابر وربيد السغير
وجميع الاخوان
كنا مخزنين امس في بيت
قاسم الاشول