الجبني 2011 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 34
| موضوع: الحكومة اليمنية الجديدة حكومة شحاتة الأحد يوليو 08, 2012 3:09 am | |
| العجز ان لم يكن الفشل هو سمة الاداء الحكومي حتى اليوم , فبعد سبعة اشهر على تشكيل حكومة الوفاق , لم يتم فعل شيئ من اجل الناس الذين طحنهم الفساد والفقر والبطالة , بل ان الخوف بات اكثر حضورا من عودة النظام السابق وأدواته , ومكوناته بعد ان بدلت الرداء الذي كانت تلبسه فقط ..
الناس الذين كانوا يتطلعون بان تقدم الحكومة ما يقطع صلتها بالماضي الذي كان سببا في اندلاع الثورة , لم يجدوا حتى اللحظة ما يعزز هذا الامل لديهم , لان التبرير بوجود مخطط لا عاقة الحكومة و السعي لا فشالها لا يتسق وجملة القرارات التي تتخذ ولا مع المواقف التي تصدر عن اعضاء الفريق الحكومي الذين لم يقدموا حتى اللحظة نماذج مختلفة لما كان يشكو الناس منه ..
التكالب المخيف عن تقاسم المناصب والمواقع في اجهزة الدولة المختلفة هو الصفة المميزة للقرارات الصادرة عن الحكومة والرئيس , والسعي للظهور الاعلامي بمحتوى فارغ هو ما نلمسه في التصريحات وفي التناولات وحتى في الحرص على ابراز اخبار الانشطة والمشاركات الثانوية لأعضاء الحكومة , وكان اليمن احدى الدول الاسكندنافية, مسئوليها منشغلون بالأعمال الخيرية وبحضور احتفالات الفصول الدراسية ..
هذا الاسبوع استغرق خبر الاجتماع الاسبوعي للحكومة عشرين دقيقة في نشرة الاخبار التلفزيونية مع ان ملخص ما صدر عن المجلس لا يتعدى ثلاثة اسطر لدى صحفي مبتدئ في التعامل مع الاخبار , صور الوزراء ورئيسهم وحتى السكرتاريا , لابد وان تعرض في جميع النشرات التلفزيونية في المحطات الثلاثة ولا بد ان تعاد اللقطة التلفزيونية مرتين او ثلاث , مع ان محصلة الخبر والاجتماع في النهاية هو تكليف وزارة الشئون القانونية باعداد مشروع لانشاء صندوق لاعادة أعمار محافظة ابين ..
في كثير من الاحيان اصاب بحالة من الاستغراب الشديد بسبب تصرفات الكثير من الوزراء خصوصا المحسوبين على الثورة لان الكثيرين يعرفون ان هؤلاء كانوا يتحدثون معنا قبل توليهم هذه المناصب بلغة ورؤية مختلفة , فانتقدوا التضليل والانعزال عن الناس , وغياب الرؤية الوطنية وتغليب معيار الكفاءة في الاختيار ... الخ لكنهم اليوم اصبحوا اما منشغلين بتدشين مشروع توزيع المساعدات الغذائية , او في حفل لمؤسسة خيرية , او في كيفية الاستحواذ على المناصب لصالح هذا الطرف السياسي او ذاك ..
لقد نسيت الحكومة منذ تشكيلها ان مهمتها ليست جمع الصدقات , واللقاء الخطب , والبحث عن الغنائم والحرص على ان تبرز صور اعضائها وتلميعهم في صدر الصحف الحكومية وشاشات التلفزيون , كما هو حاصل اليوم , ولكن تقع علي هذه الحكومة مسئولية توفير حياة كريمة لليمنيين تجنبهم ذل السؤال والصدقات , وتعمل على توفير فرص عمل وتوفر لهم ولابنائهم تعليما جيدا وخدمات صحية معقولة ..
الحكومة ليست جمعية خيرية , ولا منظمة اهلية تصدر بيانات التنديد وتدعو لجمع الصدقات لشعبها بطريقة مهينة كتلك التي حصلت في دولة الامارات العربية المتحدة الاسبوع الماضي , الحكومة جهة مسئولة عن الشعب الذي منحها الثقة عبر احزابه وقواه السياسية والاجتماعية , واذا عجزت عن ان تكون عند مستوى هذه المسئولية فان الأسلم لها هي الاستقالة , واعطاء الفرصة لاخرين قد يكونوا اكثر قدرة على تحمل المسئولية منها ...
طوال حكم النظام السابق خاض الصحفيون معارك متواصلة مع اجهزة القمع ومع الجموح نحو تقييد الحريات بالمزيد من القوانين ونجحوا في كثير من المعارك , واستمرت مواجهاتهم حتى اليوم , لكن ان تأتي حكومة نعلم ان نصف أعضائها على الاقل ورئيسها كانوا شركاء لنا في نقد تلك التوجهات , وتتبنى قانون حماية الحقوق الفكرية الذي يحول وزارة الثقافة الى محكمة تفتيش قراراتها لا تنقض الا بموجب احكام نهايئة وباته فذاك ملا يوجد تفسير مقنع له على الاطلاق سوى ان النظام يعيد انتاج نفسه ...
لا اعرف كيف سيبرر الاستاذ محمد سالم باسندوه رئيس الحكومة ولا الرئيس عبد ربه منصور هادي صدور مثل هذا القانون الذي يمنع كل شيئ , ويجترح سابقة بغيضة في المنطقة من خلال تحويل جهاز اداري الى سلطة قضائية ومنح العاملين فيه الصفة البوليسية في ملاحقة الكتب ومراقبتها وقراءة ما بين اسطرها تحت حجة الحفاظ على الدين والعادات والتقاليد وهما كانا من المساندين لشكوى الوسط الثقافي من اجهزة الرقابة و القمع ..
اتمنى ومازلت ان تقدم هذه الحكومة على فعل شيئ يعيد للناس الثقة في ان الثورة التي كانت سببا في وصول هؤلاء الى الحكم قد حققت ولو جزء بسيط من الاهداف التي قدمت التضحيات من اجلها , لان الغنائم التي يتم اقتسامها في مختلف المواقع الحكومية تشير الى اننا مقدمون على مرحلة اسوء من تلك التي كنا نعاني منها ,, | |
|