ذكر مصدر سياسي رفيع لــصحيفة 'القدس العربي' أن نفوذ الرئيس السابق علي عبد الله صالح لا يزال الاقوى في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان صالح لا زال يتمتع بشعبية كبيرة وله انصار وموالين له في مختلف مرافق الدولة.
وقالت المصدر ان صالح لا زال يسيّر الأمور في البلاد بـ'الريموت كونترول' على حد تعبيره، عبر أنصاره والموالين له في مختلف مرافق الدولة وأن نفوذه لا زال الأقوى في اليمن '.
* نبذة تاريخية عن الزعيم علي عبدالله صالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- من مواليد 1942 م في قرية بيت الأحمر(مديرية سنحان) محافظة صنعاء .
- متزوج وله عدة أبناء، أكبرهم: (أحمد) .
- تلقى دراسته الأولية في (كُتَّاب قريته) .
- التحق بالقوات المسلحة عام 1958 م – وواصل دراسته وتنمية معلوماته العامة وهو في سلك الجندية.
-التحق بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة عام 1960 م .
_ كان ضمن صف ضباط الجيش الذين ساهموا في الإعداد للثورة وتفجيرها – وكانت رتبته آنذاك (رقيب).
- في الأشهر الأولى للثورة وتقديراً لجهوده – ولما أظهره من بسالة في الدفاع عن الثورة والجمهورية في مختلف المناطق- رُقي إلى رتبة (مساعد).
- شارك في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في أكثر من منطقة من مناطق اليمن الغالية .
- في عام 1963 م رُقِّيَ إلى رتبة (مُلازم ثاني).
- في نهاية العام نفسه أصيب بجراح أثناء إحدى معارك الدفاع عن الثورة في المنطقة الشرقية لمدينة صنعاء.
- في عام 1964 م التحق بمدرسة المدرعات لأخذ فرقة تخصص (دروع).
- بعد تخرجه عاد من جديد للمشاركة في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في أكثر من منطقة من مناطق اليمن وتعرض لشظايا النيران، وأصيب بجراح أكثر من مرة، وأبدى في المعارك التي خاضها شجاعةً نادرة، ومهارةً في القيادة، ووعياً وإدراكاً للقضايا الوطنية.
- كان من أبطال حرب السبعين يوماً أثناء تعرض العاصمة صنعاء للحصار.
- شغل مناصب قيادية عسكرية كثيرة منها:
- قائد فصيلة دروع.
- قائد سرية دروع.
- أركان حرب كتيبة دروع.
- مدير تسليح المدرعات.
- قائد كتيبة مدرعات وقائد قطاع المندب.
- قائداً للواء تعز، وقائداً لمعسكر خالد بن الوليد (1975-1978م).
- مثُّل البلاد منفرداً ومشتركاً مع غيره في الكثير من المحادثات والزيارات الرسمية لكثير من البلدان الشقيقة والصديقة.
- شغل منصب عضو لمجلس رئاسة الجمهورية المؤقت، ونائب القائد العام، ورئيس هيئة الأركان العامة عقب اغتيال الرئيس أحمد الغشمي في 24 يونيو 1978م.
- انتخب يوم 17 يوليو 1978م رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة من قبل مجلس الشعب التأسيسي .
- في 17 سبتمبر 1979م رُقي إلى رتبة (عقيد) بناءً على إجماع تام من كافة قيادات وأفراد القوات المسلحة؛ عرفاناً ووفاءً لما بذله من جهود عظيمة في بناء وتطوير القوات المسلحة والأمن على أسس حديثة .
- مُنَح من قبل مجلس الشعب التأسيسي وسام الجمهورية؛ تقديراً لجهوده، وتفانيه في خدمة الوطن في 22 سبتمبر 1979 م .
- انتخب أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام في 30 أغسطس 1982م .
- أُعيد انتخابه في 23 مايو1983 م رئيساُ للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة من قِبل مجلس الشعب التأسيسي .
- أُعيد انتخابه في 17 يوليو 1988م رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة من قبل مجلس الشورى المنتخب .
- مُنِح درجة الماجستير الفخرية في العلوم العسكرية في عام 1989م من قبل كلية القيادة والأركان .
- في 21مايو 1990م أجمع مجلس الشورى على إعطائه رتبة (فريق)؛ عرفاناً ووفاءً لما بذله من جهود عظيمة لتوحيد الوطن وقيام الجمهورية اليمنية .
- في 22 مايو 1990م قام برفع علم الجمهورية اليمنية بمدينة عدن، وإعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وإنهاء التشطير وإلى الأبد، وفي نفس اليوم اُختير رئيساً لمجلس الرئاسة للجمهورية اليمنية .
- اُنتخب رئيساً لمجلس الرئاسة من قبل مجلس النواب المنتخب، وذلك بتاريخ 16 أكتوبر 1993 م .
- تصدى لكل محاولات تمزيق الوطن ومؤامرة الانفصال، وقاد معارك الدفاع عن الوحدة وحماية الديمقراطية والشرعية الدستورية أثناء فترة الحرب وإعلان الانفصال التي أشعلها الانفصاليون في صيف 1994م حتى تحقق النصر العظيم للوحدة اليمنية، ولإرادة الشعب اليمني في يوم السابع من يوليو 1994 م .
- اُنتخبَ رئيساً للجمهورية من قبل مجلس النواب، وذلك بتاريخ 1 أكتوبر 1994م، بعد إجراء التعديلات الدستورية التي أقرها المجلس بتاريخ 28 سبتمبر 1994 م .
- في 24 ديسمبر 1997م أقر مجلس النواب منحه رتبة مشير؛ تقديراً لدوره الوطني والتاريخي في بناء اليمن الجديد.
- في 23 سبتمبر عام 1999م تمَّ انتخابه رئيساً للجمهورية في أول انتخابات رئاسية تجرى في اليمن عبر الاقتراع الحر والمباشر من قبل الشعب.
الطريق إلى السلطة
بعد توليه مسئولية قائد لواء تعز عاصمة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وثاني أكبر محافظات الجمهورية العربية اليمنية، أصبح علي عبد الله صالح معروفاً لدى القادة والمشائخ في اليمن الشمالي، وارتبط بعلاقة قوية مع شيوخ القبائل أصحاب النفوذ القوي في الدولة كالشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني السابق.
في 1974 وصل إبراهيم الحمدي إلى السلطة بأجندة ثورية جديدة رافعاً مبادئ مختلفة تنحو منحى قوياً نحو التصالح مع النظام الحاكم في جنوب اليمن، وتبني رؤى اشتراكية للتنمية في اليمن الشمالي، والدفع في اتجاه الوحدة اليمنية، مما أدى إلى تقارب كبير مع النظام الجنوبي، والمد القومي العربي، كما أدى إلى ارتفاع شعبية الحمدي في الشارع اليمني الذي شعر بأن الحمدي يدفع اليمن نحو تنمية حقيقية تنعكس على المواطن العادي. وقد ساعده في ذلك طفرة النفط وارتفاع عائدات المغتربين في السعودية والخليج. وقد كان نظام الحمدي ضربة حقيقية لنظام المشائخ القبلي في اليمن هددت باقتلاعة في فترة قياسية.
في 11 أكتوبر 1977 حدثت جريمة اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عشية سفره إلى الجنوب لأجل توقيع اتفاقية بشأن الوحدة اليمنية، وسُجلت القضية ضد مجهول.
خلف أحمد الغشمي الراحل إبراهيم الحمدي في رئاسة الجمهورية العربية اليمنية لأقل من سنة واحدة، ومن ثُم قُتل هو بدوره في مؤامرة غير واضحة الأبعاد بانفجار حقيبة مفخخة أوصلها له مبعوث الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي،
والذي أعدم بعد عدة أشهر في الجنوب. وبعد أقل من شهر من مقتل الغشمي، أصبح علي عبد الله صالح عضو مجلس الرئاسة رئيس الجمهورية العربية اليمنية بعد أن انتخبه مجلس الرئاسة بالإجماع ليكون الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية في 17 يوليو1978م.
الوحدة اليمنية
كانت الوحدة اليمنية، ويُفضل الإعلام اليمني الإشارة إليها على أنها (إعادة تحقيق للوحدة)، الشغل الشاغل للثوار في شطري اليمن، وكانت من ضمن أهداف ثورتي الشمال والجنوب
خلال الأعوام التي تفصل الثورتين عن الوحدة لم يتوقف قادة الشطرين عن اللقاء وجدولة استراتيجيات الوحدة، وكان توقيع الاتفاق النهائي قريباً غير مرة، إلا أن مخططات معينة أوقفته بسبب الخلافات بين النظام الشمالي القبلي، والجنوبي الاشتراكي، ومعارضة السعودية.
بعد مقتل سالم ربيع علي، عانى النظام في الجنوب مشاكل واضطرابات عنيفة، هدأت نسبياً في سنوات الإنفراج بين الشمال والجنوب بعد أن تولى علي ناصر محمد الرئاسة في الجنوب، واستمر الطرفان في التقارب،
غير أن الحسابات بين الشيوخ في الشمال، والجهات الخارجية، والقادة الجنوبيين أنفسهم بسبب تقلقل النظام السياسي قادت إلى انفجار الوضع في الجنوب في حرب 13 يناير 1986 الشهيرة،
والتي نتج عنها اختفاء عبد الفتاح إسماعيل، وفرار علي ناصر محمد إلى الشمال، ومقتل علي عنتر وزير الدفاع، وتولي علي سالم البيض الحكم في الجنوب. أدت التصفيات بين الرفاق إلى انهيار الأحلام الاشتراكية في الجنوب، وصدمت بشاعة الحرب ودمويتها الجنوبيين.
زار علي عبد الله صالح الجنوب بعد الحرب فاستقبله الشعب بالبشرى ما أعطاه الثقة بأن الوقت قد آن لقطف ثمار الجهد الوحدوي الطويل لكل القادة الذين سبقوه، فبدأت خطوات وحدة اندماجية متعجلة،
واتفاقات حل نهائي، ولعبة توازنات دقيقة أدت إلى خروج علي ناصر محمد من اليمن نهائياً، حتى وقع في 22 مايو 1990 على إعلان الوحدة اليمنية مع علي سالم البيض رئيس الشطر الجنوبي،
وبموجب اتفاقية الوحدة أصبح الشطران يمناً واحدة، وأصبح علي عبد الله صالح رئيساً لليمن الموحد، وعلي سالم البيض نائباً له، وأصبح لكل من حزبي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني نصيب متوازن في السلطة.
الديموقراطية والتعددية وحقوق الإنسان
اعتمد الرئيس علي عبد الله صالح خيار الديموقراطية واحترام الرأي الاخر منذ تحقيق الوحدة عام 1990 وأصبح أول رئيس يمني ينتخبه الشعب مباشرة في انتخابات 1999، حيث تم تأسيس العديد من الاحزاب على اسس فكرية كحزب المؤتمر والحزب الاشتراكي وحزبي البعث، وأخرى إسلامية تنظيمية كالتجمع اليمني للإصلاح وهو أكبر أحزاب المعارضة وأقواها وأخرى على اسس طائفية كحزب الحق وغيرها. ولالقاء الضوء على خارطة الاحزاب اليمنية في ادناه تسلسل الاحزاب حسب أهميتها:
دخل علي عبد الله صالح انتخابات 22 سبتمبر 1999 يواجه مرشحاً وحيداً، ا، بعد أن رفض البرلمان كل المرشحين الآخرين، قبل بنجيب قحطان الشعبي نجل الرئيس الجنوبي الأول قحطان الشعبي،
والذي كان عضواً في المؤتمر الشعبي العام، ليؤمر ثم أنشق وترشح ضد صالح. ومع تعيين صالح وزيرة لحقوق الإنسان، فإن حقوق الإنسان في اليمن في انخفاض مستمر،
بسبب تسلط العسكر والشيوخ على المواطنين، وأحكام السجن الإعتباطية، كما إهدار أرواح المواطنين بشكل لا آدمي، وبرغم من حملة صالح للتخلص من السجون الخاصة بالشيوخ في أواخر التسعينات إلا أن ذلك لم يؤد إلى ردع شيوخ القبائل في اليمن،
فلا تزال العاصمة صنعاء تشهد من حين لآخر مواجهة بين شيخ وآخر، أو مع قوات الأمن، ومن أشهرها معركة أبناء الأحمر مع قوات الأمن اليمنية قرب السفارة الفرنسية، وقيامهم بقطع الطريق.
سجلت اليمن بعض التجاوزات في اعتقال الصحفيين على خلفية تجاوزهم لقانون الصحافة والنشر وضوابط نقابة الصحفيين واستخدام الصحافة ورقة بيد الاحزاب بعيداً عن المهنية، وتم على اثر ذلك إغلاق بعض الصحف ومصادرتها.