[center]
الصراعات على المصالح موجودة من بداية ما خلق الله الكون ،
وقد بداء ذلك الصراع بين ابليس وآدم على المصالح عندما
شعر ابليس ان ادم سيحتل مكانه لدى الخالق والصراع الذي
حصل بينهم ادى بأبليس الى خروجه من عرشه الملآئكي وتسبب
ابليس في خروج آدم من الجنة نكاية مما صار لأبليس بسبب آدم
عليه السلام ،
تبع ذلك صراع الأخوين هابيل وقابيل وحدثت اول جريمة قتل
على وجه الأرض ،
الصراعات القبلية على العشب والماء الى حرب البسوس ،
اتى الأسلام وحدث الصراع الديني والعقائدي بين المسلمين
والكفار حتى وصلنا الى اخطر الصراعات وهي الصراعات المذهبية
والدينية والقبلية واكتسبنا موروث ثقيل جداً وتقسمنا الى
عدة جماعات في نطاق الأسلام وكل جماعة تدعي بأنها على الصح
والأخرى على ظلال وكل جماعة تحمل صفة واسم وتتبع الأسلام
مظلة لها حتى تستطيع تمرير مخططها وكل الجماعات قد تكون
بأنتمائها تحمل نفس الصفة وتنتمي الى الطائفة السنية ،
اضف الى ذلك المذهب الشيعي الذي فيه من الأختلافات ما يفوق
ما نعرفه عنهم والذي اضاف لنا عبء فوق من يجعل الأسلام
واجهة وغطاء لأفعاله ،
ولكن هناك صراع سياسي خطير بين القوى المختلفة والذي بداء
بين القوى الكبرى والذي كان يعرف بالحرب الباردة انذاك
وبعد الحروب العالمية التي حدثت في القرن الماضي ،
ثم تحول الى حرب علنية بينهم على مستوى التهديد بالسلاح
النووي التي تملكه كل دولة منهم ،
وهناك صراع مصاحب لذلك وهذا الصراع بين كيانين عربيين ،
كيان ملكي محافظ وبين كيان جمهوري متفكك ،
الكيانين الذي قصدناهم الملكي والجمهوري مثلتهم ( الملكي )
مثلته كالأسرة المحافظة والتي تجعل من افراد الأسرة ملتزمين
بالعادات والتقاليد والشرف وأي واحد يخالف او يطلع من هذا
الموروث اما ينفى او يصلب او يقتل وبهذا نلاحض افراد الأسرة
تخاف الخروج عن هذا الموروث ،
اما الكيان ( الجمهوري ) مثلته كالأسرة المفككة التي افراد
تلك الأسرة يحمل كل واحد منهم الحرية الكاملة لعمل ما يشاء
ويرتكب ما يشاء ليس لديهم من الموروث التقليدي ما يلزمهم
او يخافونه حتى ينصاعوا لمن سوف يحاسبهم ،
الكيانين مثل الأقطاب المتنافرة والذي يفرقهم اقوى مما يجمعهم ،
هذا الكيانين بداء الصراع بينهم في أواخر القرن الماضي عندما
ظهر في الساحة ما يسموا بالقوميون والضباط الأحرار مدفوعين من قوى
كبرى حتى يثيروا تغيير في المنطقة كي يكون لتلك القوى موطئ قدم ،
وما حصل كان عند دخول المستعمرين الوطن العربي وقام الأحتلال بزرع
من الجماعات من يكون موالي لهم ،
وبداء الصراع بين من يريد ان يكٌون كيان جمهوري ويقضي او يلغي
على الكيان الملكي وقد ظهرت زعامات من الجمهوريين وفي نفس الوقت
نجحوا في القضى على بعض المملكات في الوطن العربي وتحويلها الى
جمهوريات على حساب بعض المملكات ،
واستمر الصراع ولكن بطريقة خفية ولا يغر القارئ الكريم العلاقات
التي سادت بين الجمهوريات الحديثة والمملكات القديمة وليس الا تبادل
مصالح على مضض ولو تلاحضوا على ان المملكات دائماً متقدمة وغنية ،
والجمهوريات دائماً فقيرة وهذا ليس الا بفعل فاعل وهي اليد الملكية
التي تريد ان تبقى تلك الجمهوريات فقيرة حتى تثبت على ان من انقلب
على المماليك لا يستطيع ان يعمل لشعبه ما يعمل الملك لشعبه ،
وبهذا استمرت ايادي المماليك ممدودة بالمال الى من سوف يقوم بعرقلة
اي تنمية في بلاد الجمهوريات ،
وبقي الفساد والتخريب في الجمهوريات دون المملكات حتى يومنا هذا ،
ولكن الصراع تحول من خفي الى صراع ظاهر وبالمفتوح ، الآن صارت المملكات
تحاول القضى على الجمهوريات بأي طريقة اما بالتعاون مع الغرب او بمد
الجماعات الداخلية التي سوف تقوم بذلك نيابة عنها ،
وبهذا سوف يستمر الصراع العلني حتى تدمر الجمهوريات اما بالتفكك الى
اكثر من جزء او بالحرب الأهلية حتى تكون تلك المملكات في مأمن من الديمقراطيات
المستوردة والأحزاب العميلة الفاسدة وبهذا ستحافظ على الأسرة المحافظة
بدلاً مما تحول الى اسرة مفككة وفاسدة بمد جماعات متناحرة وبأكثر من وجه
اما ان تكون جماعة اسلامية ، او جماعة تحريرية ، او بحزب عميل ، او بأي
من المسميات الجديدة حتى تظمن سلامتها وتكتفي بمدهم بالمال والسلاح .
التوقيع .