3
هم ابن صنعاء همنا
ودم التعزي دمُنا
ومتاعب العدني بنا
لأن اليمن هي أمنا
وهي الحنون المشفقة
هذا هو صوت الشعب اليمني الذي صدح في الستينيات –
ونراه صوت اليمنيين اليوم في كل مكان، فحينما يكون الموت في تعز تنوح صنعاء،
وحينما تبكي صنعاء من ضيق حالها تئن لها عدن، لا فرق بين المدن اليمنية
في الهم والحزن والعذاب الذي تلقاه على أيدي عصابات القتلة وقطاع الطرق
والمرجفين في الأرض وبخاصة هذه الأيام ، ولا اختلاف بين اليمنيين
حول إدانة جرائم الأنذال التي تُرتكب ضد الأبرياء..
لم نعد نجد لما يحدث في هذه الأرض تسمية مناسبة، كل الجرائم التي
يرتكبها المجرمون صغيرة أمام جريمة قتل النساء والشيوخ والأطفال،
حينما يقتل الرجل امرأة أو طفلاً أو شيخاً مسناً فهذا معناه أن القاتل
قد فقد رجولته، لأن الرجولة تعني القوة المحكومة بالأخلاق، والقوة
هي أن ينازل الرجل خصماً يساويه في القوة وينافسه في المكانة،
لكن الأنذال لا ينازلون خصومهم، بل يتجهون إلى قتل المستضعفين في الأرض
(النساء والشيوخ والأطفال)...
كنا نحكم بالنذالة على الرجل حينما يتنكر لصديقه، أو يسلك سلوكاً معيبا معه،
لكن قتلة النساء والأطفال والشيوخ علمونا معنى جديداً للنذالة،
وبهم عرفنا أن النذالة درجات، وأن أحقر درجاتها حينما يستهدف
القتلة أدمغة النساء والأطفال والشيوخ بقناصاتهم؛ فهم بفعلتهم هذه
يثبتون للإنسانية أنهم قد تجاوزوا كل مفاهيم العداء للإنسانية،
ولم نعد نجد صفة خسيسة يمكن أن تعبر عن نذالتهم..
إنهم يتكسَّبون بالتقتيل ويبيعون نفوسهم وعقولهم وأيديهم لشياطين
الإنس، فيقتلون الشهامة ويقتلون الرحمة ويقتلون الإخاء ويقتلون
كل القيم الجميلة التي عرفها الناس في الرجل اليمني حينما يوجهون
أسلحتهم لقتل النساء والأطفال والشيوخ...
ماذا يا ترى يقول القتلة لأنفسهم حينما يقدمون على تناول طعام يعرفون
أنهم صنعوه من جثث الأبرياء؟!! وحينما يحتسون مشروباتهم بلون دم الأبرياء
الذي سفحوه على هذه التربة؟!! وبم يشعرون حينما يتذكرون
أنهم قتلوا النساء وهن مصدر الحياة والعطاء المتجدد؟!!
واغتالوا الشيوخ وهم البركة والحكمة التي يلوذ بها الصغار؟!!
واجتثوا الأطفال وهم بقايا الفرحة التي ينتظرها الوطن
بعد الخروج من مستنقع الفتنة التي وضعنا فيه الأنذال
ويستميتون لإبقائنا فيه خدمة لمصالحهم الشيطانية !!
لم تعد لدى القتلة أية رائحة للقيم الإنسانية التي تشعرهم بصراخ
الأيتام، وآهات الثكالى، وأنين الأرامل ، ولذلك فقد أصبحوا يتباهون
بعدد القتلى الذين يسقطون بأسلحتهم كل يوم...
وتزيد متعة القتلة الأغبياء حينما يصوبون فوهات أسلحتهم
بدم بارد نحو جماجم النساء والأطفال والشيوخ في كل
مكان، يمارسون هواياتهم في قنص رؤوس البشر وقلوبهم ،
وهكذا هم الجبناء يرتجفون من المواجهة فيندسون
وراء الجدران متخفين ليمارسوا جرائمهم الدموية حتى ضجرت
منهم الأمكنة؛ فسئمتهم صنعاء، وأنكرتهم تعز، وصرخت منهم
عدن، ولفظتهم صعدة، وأصبحت بقية المدن اليمنية خائفة
منهم إذا لم يتعامل الشعب اليمني معهم بما يستحقونه..
إن الخطورة الكبرى تكمن في أن هويات هؤلاء القتلة
لم تنكشف حقيقتها بعد، وكل الأطراف المتصارعة تتنكر
لهم وتستنكر القتل الذي يمارسونه ، وتلقي بالتهم على
الجهة التي تسيطر على المكان الذي يقع فيه القتل،
لكن الحقيقة الغائبة عن الجميع أن القتلة يتسللون إلى
كل مكان يسمح فيه بتواجد مسلحين مدنيين، وبالتالي يمارسون
القتل تحت حمايتنا نحن الشعب والجيش...لذلك فإن إيقاف
عمليات القنص لن تتوقف إلا إذا أعلنا حالة الحذر الجماعي
من كل مدني يحمل السلاح، وتم منع كل المسلحين من اعتلاء
أي مكان في الأحياء السكنية مهما كان هدف الاعتلاء ،
فالذي يريد أن يحمي مكانا يحرسه في بوابته أو بجواره،
أما أن نسمح بصعود المسلحين إلى سطوح المنازل والمنشآت
الخاصة والمؤسسات العامة فهذا معناه تصريح بممارسة القنص
على رؤوس الأبرياء...
فإلى كل من وراء جرائم قنص البشر وقتل النساء والأطفال والشيوخ:
لا تظنوا أن الله سيمهلكم حتى تستمتعوا بثمن الدماء التي تريقونها كل يوم !
! لأن الله يرى ملايين الأيدي اليمنية ترتفع كل يوم في جوف الليل المظلم
تسأله الإنصاف، ويسمع مناجاتها متضرعة إلى الله أن يشل أيدي القتلة
ومموليهم ومرشديهم ويجعل تدبيرهم لتدميرهم بعيداً عن الأبرياء
في كل مكان، وبطش الله أشد وأقوى مهما طال الزمن...
وما من يد إلا يد الله فوقها
ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم