القصة ومافيها ان الشعوب عندما تثور على الحاكم ليس ان هذا الحاكم اكل ولم يبقي للأخرين
بل لأنه فتح باب المزاد على مصراعيه لمن سانده وسكت على ما يعمل من تبذير لأموال الشعب ،
ولو قلنا ان هذا الحاكم تولى زمام الأمور في وطن ما وحكم الشعب لمدة عقود من الزمن وكانت
ثروة الوطن والشعب يتصرف بها كيفما يشاء ، سيكون الجواب ان هذا الحاكم يكفيه حق خمس
سنوات الا وهو مرتش يعني مكرش اقصد ملا الممالي ، تخيلوا لو انه اخذ في كل سنة ربع
الميزانية مثلاً بصراحة حق خمس سنوات من فوق العلم يعني يستطيع يعمل فلل وشركات
ومزارع وسيارات يعني حيستكفي والحمد لله ، وبعدما يكتفي ذاتياً يبقى يوزع للشعب على شان
مايحسدوه على ما لهف ، ولكن المشكلة ليس بهذه الطريقة تحسب المعادلات فلابد ان يسمح
لكل حاشيته ان يلهفوا وكل المسؤلين وكل من رد السلام ولو بكف الأشارة ، النائب والوزير
والشيخ والضابط والموظف والبواب والبتول وغيرهم مما ملكت يمينه لهافين حتى قعر الصحن ولم
يبقوا لأحد حتى رشفة قلم ، وهذا مايسمى بالفساد العام ، هذا الحاكم لم ولن يستطيع يعاقب او ينهي
احد على مايقترفوه بحق الوطن والشعب ، كونه لهف قبلهم على مراْء ومسمع من ذكرنا ، فالمثل
يقول اذا رب البيت ضارب للدف فشيمة اهل البيت الرقص والعنسجة والكروشة ، وهذا مايوقع الحكام
في المصيبة الأبدية التي يحاسب عليها في الدنيا والآخرة كون تلك الأموال التي بذرها ليس ملك ابيه بل
ملك الشعب وليس له الا راتبه الذي يقرر له في دستور الدولة ، ولكن المصيبة ان راتبه هذا مش
محسوب ويعتبره بحق حب الدجاج ومش عارف ان الشعب يتمنى بواقي الأكولات التي يكبها خدمه
في الكدافة او الزبالة صانكم الله ، ومهما الشعب سكت الا انه يعرف كل ذلك ولو حتى تحت الأرهاب
والترهيب الذي يمارس عليهم من زبانية الحاكم ، ياكم وكم وصلت الشكاوي الى الحاكم منه ومن حاشيته
وزبانيته ولكن يأتي من يساويها له بقولة جوع كلبك يتبعك ، طيب الى امتى يافخامة الحاكم ؟ بقيوا
أولاءك الحكام على هذا المنوال وسيبقوا حتى يقع الفاس في الرأس مثلما حصل ، وفي هذه الحالة لن
ينفع الندم حتى وان عظيت على انامل يديك وارجيلك ياطفاح لن تغفرك المدام زنبقة ولا زوجها شوتر
كونهم فقراء وسيؤكلوهن بعد عينك وعين الوطن والشعب وسترجع كما خلقك الله فقير مثلنا في ارذل
العمر ياطفاح .
خوتيم مباركة ( في الصميم )