9/3/2011 - الصحوة نت – ناجي قدام:
دعا سياسيون وباحثون يمنيون النظام الحاكم إلى اللحاق بشرف التسمي برئيس سابق لا مخلوع لأنه لم يعد يملك من خيار إلا المغادرة، واعتبروا في تصريحات لـ"الصحوة نت" المهرجانات والمؤتمرات التي ينظمها الحزب الحاكم تأييداً للرئيس الذي يواجه حركة احتجاجية متصاعدة للمطالبة برحيله، نوعاً من التخبط، داعيين الشباب المحتجين إلى أن يظل باب الخروج للحاكم مفتوحا حقنا للدماء.
وقال الدكتور عبد الله الفقيه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، إن المعطيات السياسية كلها ترجح كفة الشارع وأن الحكم انتهى وهو في حالة موت سريري، ولا بد أن يقتنع ويرحل وهذه هي قناعة الناس.
وأضاف الفقيه في تصريح لـ"الصحوة نت" لا يوجد أي عوائق سياسية تمنع الرئيس صالح من التخلي عن السلطة، ولكن هو نفسه لا يرغب، فالتشبث بالسلطة وامتلاك الثروة إضافة إلى مواقع السلطة التي في يد أقربائه وأنسابه هي العوائق، فمن الواضح أن بقاءه في السلطة لفترة طويلة تدفعه إلى أن ينظر إلى اليمن على أنها مزرعة يمتلكها.
وأكد أستاذ العلوم الساسية بجامعة صنعاء إن دروس تونس ومصر وليبيا كانت واضحة، سواء أدركها الرئيس أم لم يدركها، فما يدور في الساحة نفس الأسطوانة وسيستمر بنفس ما مر به الآخر ولا أعتقد أنه سيظل يحكم حتى لو كان اليمنيون قطيعا من الغنم فكيف وهم شباب قادرون على رسم ملامح المستقبل.
من جهته قال الباحث والمحلل السياسي عبد الغني الإرياني إن الرئيس علي عبد الله صالح جاهز للاستجابة لمطالب الشارع لأن ثورة الشباب قد انتصرت ولم يبق إلا تفاصيل، وذلك لا يعني الدعوة للاسترخاء وعلى الشباب الحشد بشكل أكبر لعدم انقضاض أية فئة على ذلك الانتصار وعلينا جميعا العمل لضمان أن يكون ما بعد رحيل النظام ديمقراطيا برلمانيا لا مركزيا وممثلا لجميع فئات المجتمع.
وأضاف الإرياني- في تصريح لـ"الصحوة نت" لم يعد للنظام أية فرصة في التراجع عن تسليم السلطة إلا الخضوع لإرادة الشعب لأنه لم يبق إلا تفاصيل، لأن الشباب طلبوا رحيل النظام ولا بد من ترتيبات لانتقال سلمي ومنظم للسلطة يؤدي إلى تصحيح فوضى النظام الذي خلق الدولة المسخ قبل مغادرته وأن يضع الأسس لهذا الانتقال، لأن الأمر ليس بيد النظام أو غيره وإنما بيد الشباب.
وأكد أن الحاكم فقد القدرة على ضمان الساحة لأنها بيد غيره وليس لديه إلا أن يضع السيناريو الذي يسمح لممثليه بالخروج بطريقة كريمة ليعيشوا في وطنهم بسلام، وأعتقد أن رئيس سابق أشرف من رئيس مخلوع. ودعا الإرياني شباب الثورة أن يتركوا باب الخروج للحاكم مفتوحا حقنا للدماء.
الكاتب والمحلل السياسي محمد الغابري هو الآخر يؤكد أن الثورة اليمنية ستكون أقل خسائر بين نظيراتها، لأن الحاكم يفقد كل يوم كثيرا من الأوراق التي كان يتلاعب بها وهذا مؤشر على أن هذا النظام هش وأن سقوطه حتمي.
وأضاف الغابري- في تصريح لـ"الصحوة نت" إن تخويف الناس بالحوثيين أو الحراك وشعاراته والحديث عن الصوملة لم يعد له أثر، وأن ورقة إقامة مؤتمر عام هو تخبط لأنه لا يمكن أن يقتنع بضرورة المغادرة وقد يكون لديه يقين بالسقوط ولكنه يكابر، وقد قال من قبل أنه « لا يقمر ولم يقمر» ولكننا نقول إنه اليوم يقمر.
وأشار إلى تشابه بين أنظمة الحكم مع تفاوت إلا أنه في الأخير لا يريد أن يحظى الحاكم بشرف المغادرة، لان المدرسة واحدة تتكرر يريد الحاكم أن يخلق عالما افتراضيا مخالفا للواقع ولا يريد أن يصدق أن هذا هو الواقع وهو الحقيقة.