كما أننا - نحن اليمنيين - أصل العرب ، فمن الطبيعي أن تكون لغتنا القديمة هي :
أصل اللغة ، وإذا كان هناك من لايزال يتوهم أن لغة ( المسند ) ليست سوى لهجة أو لغة خاصة باليمنيين القدامى ، فقد جاء لنا اليوم كتاب يدحض هذا القول بالدليل المادي والبرهان العملي ، ويثبت بما لايدع مجالاً للشك أن ( لغتنا الأم ) هي الأم الحقيقية للغة الفصحى ، بل أنها هي لغة الضاد الأصلية التي تطورت بفعل احتكاكها مع اللغات السامية الأخرى ، دون أن تفقد شيئاً من ألفاظها ، ومعانيها ، واشتقاقاتها.. الخ .
قبل أن يصدر هذا الكتاب كان الاهتمام ( بلغتنا الأم ) مقتصراً على المستشرقين الذين بذلوا جهوداً مشكورة في البحث عن النقوش القديمة واستخراجها من باطن الأرض ، وما عثرنا عليه من دراسات متفرقة للباحثين اليمنيين والعرب ليس إلا انعكاساً لاخطاء بعض المستشرقين الذين تسرعوا في الجزم بأن لغة المسند لاتمت إلى اللغة الفصحى بأية صلة ، فجاء هذا الكتاب ليضع الأمور في نصابها ، ويثبت أن" صاحب البيت أدرى بالذي فيه " .
وقبل صدور هذا الكتاب لم نكن نعرف أن المفردات اللغوية للنقوش هي المفردات القاموسية للفصحى في اللفظ والدلالة والنحو والصرف والإعراب ، ولاتختلف عنها إلا في الشكل القديم للأبجدية المسندية ، وقبل هذا الكتاب لم نكن نعرف شيئاً عن وجود شعر عربي مقفى وموزون في ( النقوش المسندية ) فأصبحنا اليوم نقرأ قصيدة كاملة تضمنها نقش قديم بعنوان ( ترنيمة الشمس ) اكتشفه الدكتور يوسف محمد عبدالله في" قانة " بالسوادية ، وأورده ( هذا الكتاب ) بلغة قاموسية فصيحة .
إن الجهد الكبير الذي بذله القاضي محمد علي الحجري في انجاز كتابه ( هذه لغة الضاد ونقوشها المسندية ) قد فتح لنا باباً واسعاً للتعرف على ( لغتنا الأم ) والرد على الباحثين الذين لم يبذلوا جهداً كافياً للوصول إلى الحقيقة ، والحقيقة هي أن الهجرات اليمنية القديمة قد حملت معها ( لغة الضاد ) إلى حيث ذهبت ، ثم طورت ( أبجديتها ) من حيث الشكل لسهولة التدوين وسهولة الاستعمال حتى أصبحت كما هي عليه اليوم ، وبإمكان أي منا قراءة النقوش المسندية بسهولة إذا عرفنا ( شكل ) أبجديتها وهذه مناسبة اغتنمها للمطالبة بإدخال ( أبجدية المسند ) ضمن المنهج الدراسي للتعليم الأساسي لكي تعرف الأجيال القادمة أن اليمنيين هم ( أصل العرب ) وأن لغتهم هي ( أصل اللغة