الوسطى برس - خاص
شوقي على اسعد
لعل موضوع الفساد هو من المواضيع التي تجتمع عليها السلطة والمعارضة نبذا وعدوانا .. وجميل ان نجد صحفنا المحلية بكافة ألوانها تتفق على أن اللون الأسود هو اللون المتفق عليه للفساد .. لكنني أحيانا اشعر بان ماأراه من لون اسود يظلل الفساد ما هو إلا تعويم لموضوع طويل عريض لا يقول من هو المفسد المتسبب لهذه المصيبة او تلك الكارثة ... وبصراحة أصبحت مواضيع الفساد التي نقرئها ونسمع عنها ما هي إلا مواضيع مطاطة تثير النعاس الفلسفي .. واحيانا قضايا ساخرة .. تستطيع سرقة ابتسامة تختفي خلفها اهاة طويلة مكبوتة لتتوه في بحر يغور بآهات المسحوقين الذين ينعتون أسباب سوء حالهم على ذمة الفساد ...
لا تنتظروا مني قراء هذا الموضوع أن أتحدث عن اسم فاسد في هذا البلد او حتى المح من بعيد .. لأني مثل حكومتنا التي تعاني من الفساد وتحاربه بدون تهاون وتخشى أن تتهم فاسد بعينه ... خوفا على ان تمس كرامات بدون ذنب .. وهو ما تخشى هيئة مكافحة الفساد ان تقع فيه .. كما اني اخاف من سخرية الناس على جهلي بموضوع تطرقت لكتابته... وانا واثق باني لن استرشد حقيقة من اكتب عنهم لاني قد ادوخ وسط دوامة من من اللف والدوران بين جهات تتهم .. وجهات تدافع عن نفسها .. وفي الاول والاخير نرى الجميع يتكلم سواء المهاجم او المدافع بصورة قانونية .. فالمطبات التي تملاء الشوارع .. سيقع فيها الباحث عن اسبابها وهو يدور بين المقاولين وامهندسي ومسؤلي الانشاءات ليجد نفسه اما حقيقة تسخر منه قائلة بان الطريق هي نفسها المفسدة ... وان كل المستفيدين من ميزانيتها ماهم الا ضحايا .. نفس الشيء في التعليم الذي قد يصل نهاية البحث في اسباب اختلالته قضايا الصحة الانجابية .. وربما طلاب الصف الاول الابتدائي يكونون هم انفسهم المفسدون وسط زحمتهم التي جعلتهم داخل علبة ساردين لان اهاليهم لم يستطيعو دفع تكاليف مدارس خاصة ولانهم لايستمعون كلام استاذتهم التي لاتميز اصواتهم .. ويمكن قياس الحال بنفس الطريقة على الصحة والاقتصاد والتجارة الى اخره .. وامام هذا التعقيد لايبقى لنا الا ان نستبعث زرقاء اليمامة من غياهب التاريخ .. لتستطيع ان ترى بعينيها البعيدة المدى .. مالم تستطع ان تراه هيئة مكافحة الفساد ونيابات الاموال العامة .. وموظفي الرقابة والمحاسبة ... ولجان الرقابة بمجلس النواب .. وبقية اجهزة الرقابة التي ارجو ان تعذرني لانها سقطت من الذاكرة ... اما لانها موسمية الذكر .. او لذكرها الذي انتهى .. وعلى العموم اخاف ان لاتوافق زرقاء اليمامة بعد ان خذلها قومها .. وفقئوا عينيها .. فحلت بهم مصيبة عدم استجابتهم لتحذيرها .. او لانها قد تستغرب .. فمادمنا نلامس الفساد يوميا في حياتنا .. ونراه بعنينا المجردتتين ... فكيف لها ان تعرفه .. اذ قرأت القوانين بعيونها .. وقالت ان الخلل في الضمائرالتي اصبحت معدومة وتستطيع ان تترجم المعاني باجتهادات مختلفة ... الستم معي بان زرقاء اليمامة قد تتهم بالجنون مرة اخرى .. لانها رأت ما لايمكن رؤيته .. ليس لانه شيئا بعيدا هذه المرة .. ولكن لأنه قريبا جدا من إحساسنا الرسالة