هاضني هاجسي عندما تذكرت الفاسدين والمفسدين في الأرض والقصة التي تحكي عن بنت او امرأة في غاية الجمال طبعاً حسب ما يقولوا لأني ما شفتها والشهادة لله ، وهذه البنت اعتادت الطرارة اي الشحوته او أي اسم يركب على مثل تلك العينة من الناس ، في يوم من الأيام مرت تلك البنت على تاجر فبهر من جمالها وقال في نفسه ياعجبي ماذا دفع بتلك الفتاة للمرور على حلق الله للمسألة وهي بهذا الجمال ، طبعاً الطرارة غير محببة في كل زمان ومكان ، فسألها ذلك التاجر عن ذلك ومن الذي دفعها لهذه المنهنة المذلة ، فردت الظروف التي دفعتني ، فقال لها ايش رأيش باللهجة اليمنية ان تكوني زوجة لي وسوف اغنيش عن المسألة ! فوافقت على الفور وتم ذلك ، ولكن ظلت المسكنة وجهفة النفس موجودة لديها ، فأخترعت طريقة لتذكرها مهنتها التي ربيت عليها ، فكانت تخذ غداها بعدما تغلق عليها باب حجرتها وتوزعه على الطيق اي ابواب النوافذ الداخلية للحجرة فتمر من جديد تمد يدها وكانها مسكينة وتتخيل انها تناشد الناس ان يعطفوا عليها ، فضلت على ذلك المنوال حتى اكتشفها زوجها ، وسألها لماذا تعملي هكذا فقالت له انها لا تستطيع الأقلاع عن مهنتها وان ما لاينفعها الغدا الا اذا عملت بهذه الطريقة ، فطلقها زوجها ورجعت الى مهنتها السابقة بعد العز الذي كانت عليه عند التاجر ، وهذه القصة تجرني لطرح تساؤل عن الفسدة والمفسدين في الأرض ! واتساءل هل هؤلاء سوف يجي يوم من الأيام ويتوبوا توبتاً نصوحا عن السرقات والرشاوي ؟ ام ان السرقة والرشوة صارت بدايتها فكرة ونهايتها مهنة ولن يستطيعوا العيش بدونها بالحلال وحتى لو لزم الأمر يرجعوا ينصبوا على نسوانهم واولادهم في يوماً من الأيام ، وهل سوف بايستحوا يوماً من الأيام والا سوف يستمروا مثل الطرارة التي جعلت لنفسها المهانة من دون العزة ، وهل ستبقاء قلوبهم منكسرة تحت مذلة السرقات والرشاوي حتى لا تنكسر جيوبهم والى متى ؟ هذا السؤال الذي سيجعلهم يوماً من الأيام تحت اقدام الشعب الشريف الذي لن يقبل بتلك المهنة المذلة ، والى الله مرجع الأمور .
( في الصميم ) كاتب سياسي حر