ومع سقوط دولة سلاجقة الروم أخذ يسطع نجم إمارة "عثمان" بشدة و ذلك بحكم موقعها المتميز و قربها من الدولة البيزنطية ، الأمر الذي حدد وجهة سيرها و ضاعف من النتائج التي حصلت عليها ، و هذا ما جعل التوافد إليها كبيراً من الغزاة التركمان من كافة أنحاء الأناضول ، وهذا التوافد جعل الأمير العثماني يتلقب بـ " باديشاه" (السلطان) وهذا إعلان ظاهر عن قيام الدولة ، وعززذلك خليفته " أورخان" عندما اتخذ من مدينة " بورصة" إحدى أهم النقاط الاستراتيجية على بر الأناضول عاصمة له .
حيث تثنى للدولة العثمانية أن تبدأ منذ ذلك الحين بعملية عثمنة المناطق التي كانت تحت يد السلطان في الجانب الأناضولي ، و تتريك و عثمنة المناطق المجاورة على الطرف البلقاني ، وقد طالت العثمنة في البداية مدينتي " أزنيك " و " أزميد" ، و إمارة " قره سي" ، ثم " تزنيب" و " غاليبولي " في الجانب البلقاني حيث طالتها عملية التتريك و العثمنة .
و في عهد السلطان "مراد الأول" توسعت حدود الدولة ، و بالتالي ازداد حجم سكانها ، و في عهد السلطان "بايزيد الأول" كان خط سير الدولة واضحاً كل الوضوح ، وكانت خطة " بايزيد الأول" تنحصر في قضيتين : الأولى : تصفية الأسر الحاكمة في الأناضول و البلقان و تحويل مناطقهم إلى ولايات عثمانية. والثانية: تأسيس دولة مركزية تستوعب هذه الإمارات .
إلا أن القدر عاكسه ليقع أسيراً بيد " تيمورلنك" بعد معركة (أنقرة 1402 م ) .
ولم يتحقق حلم العثمانيين إلا على يد السلطان " محمد الفاتح " ، إذ أنه بفتحه لـ " القسطنطينية" كسر الحاجز التاريخي الذي استعصى على المسلمين، كما حطم الجدار الأوربي ، وسيطر على قلب أوربة ، و نقل العثمنة إلى عمق أوربة الشرقية.
حيث ضم العثمانيون كافة الجماعات و الاثنيات = ( القوميات) _ من أصل " بلغاري" و "صربي"
و" ألباني" التي كانت تسكن على الساحل الادرياتيكي لأوربة الشرقية _ و جماعات " فلاشية" تسكن إقليم " تيوك موروفا" ، كما ضمت الجماعات " البوسنوية" مع "الهرسك" وسكان "مقدونيا الشرقية"
و " تساليا" و " المورة" (اليونان) و"السلاف" ، كما هجر العثمانيين مجموعات من الأتراك المسلمين حيث سكنت في أوربة الشرقية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى حين اعتنق "الألبان" الدين الإسلامي تغير الواقع الديني لسكان وسط البلقان ، وهذا ما جعل البلقان عموماً يقسم إلى قسمين :
الأول :اعتنق الديانة الإسلامية و ساند الدولة في كثير من أزماتها .
والثاني : بقي على الدين المسيحي و شكل جبهة معارضة ضد العثمانيين .
ثم دان البوسنيون بالإسلام بعد الألبان وذلك لأسباب دينية بحتة ، حيث كانوا يتبعون مذهباً وسطاً بين الأرثوذكسي و الكاثوليكي فما كانوا من هؤلاء ولا من هؤلاء .
إما النقلة النوعية للدمغرافية العثمانية فقد تمثلت في عهد السلطان " سليم الأول "(1512-1520م) الذي ضم مصر و بلاد الشام و شمال العراق و اليمن ،إلى دولته ، ثم أتى خليفته السلطان " سليمان القانوني" (1520- 1566م) ليضم معظم العالم العربي، وهذا ما جعل نسبة المسلمين القاطنين في أراضي الدولة العثمانية ترتفع بشكل ملحوظ ، بالإضافة إلى احتواء الدولة العثمانية على العنصر العربي .
هذا وقد كان العثمانيون يدينون بالإسلام على المذهب السني مع تعلقهم بالطرق الصوفية ، وكانوا في العادة ينتظمون ضمن تشكيلات سياسية دينية هي (الغزاة الروم ) و(الأخوة الروم) ، وكانت قد نأت في الأساس من تداخل مجموعات الفتوة التي تعمل في الجهاد في سبيل الله بأرباب الحرف في المدن والقرى
وهذا ما أدى إلى أسلمة قطاع كبير من أراضي الأناضول التي كانت بيزنطية قبل دخول الأتراك إليها .
واليوم نشاهد بامي اعيننا موقف تركيا المشرف وهم يطردون اليهود من اض تركيا ويهددون اولمرت واعوانه الذي هو بالاجدر ان يكون موقف عربي قبلها واقول
قد اسمعت لو نديت حيا.................... ولاكن لاحياة لمن تنادي
تقبلو خالص تحياتي