قالت صحيفة الجارديان البريطانية بأن اليمن تأخذ بشكل سريع مواصفات الدولة الفاشلة بشكل تام بعد أن كانت تعتبر منذ وقت طويل دولة (هشة) ففي الأفق تلوح عاصفة متكاملة لفشل الدولة في الوقت الراهن ابتداء بالتناقص الكبير في احتياطات النفط والمياه الجوفية وانتهاء بأسراب المسافرين الذين يتدفقون إلى اليمن من الصومال ولهم علاقات بتنظيم القاعدة.
وتحدثت الجارديان البريطانية عن حروب صعدة وأحداث المحافظات الجنوبية مستبعدة أن يستطيع النظام اليمني حل المشكلتين مرجعة ذلك إلى أن المظالم الحقيقية التي تعد وقوداً لتأييد التمرد في صعدة والأحداث في المحافظات الجنوبية.
تقرير الجارديان الذي حمل عنوان: هل اليمن الدولة الفاشلة القادمة؟ بانغماسها في التمرد والفقر الجريمة والفساد وتبدو اليمن بشكل متزايد وكأنها دولة فاشلة أكثر من كونها دولة هشة أكد أن الحكومة اليمنية تنظر إلى الاضطرابات في الشمال والجنوب على أنها قضية أمنية لكنها في الحقيقة أبعد من ذلك فأسباب الاضطرابات في اليمن اجتماعية وسياسية بشكل أساسي وحل المشكلة ليس سهلاً خاصة في بلاد ذات موارد محدودة.
وأكدت الجارديان بأن الحل ينبغي أن ينطلق من تبني نهج حكومي أكثر شمولاً يستطيع فيه الناس أن يشعروا بأن الدولة تحاول على الأقل البحث عن مصالحهم وليس اكتساب المال بطرق غير مشروعة للنخبة.
وأضافت الجارديان: ومع ذلك من المشكوك كثيراً ما إذا كان ذلك سيحدث في الوقت الذي ما يزال على عبدالله صالح رئيساً.
وقالت الجارديان من المدهش أن الديمقراطية اليمنية التي تعد الأعرق في شبه الجزيرة العربية حيث أجريت أول انتخابات حرة فيها عام 1993م قد تحولت إلى ديمقراطية على غرار (الديمقراطية العربية) حيث يسيطر حزب واحد على المشهد السياسي ويحافظ على هيمنته عبر التعيينات في المناصب الرسمية والمحسوبية, واصفة الدولة اليمنية بالدولة التي تعمل على إلغاء ذاتها، فبدلاً من كونها الجهة التي توفر النظام والقانون والأمن ورفاهية الشعب أصبحت الدولة مصدر نخبوي لتقديم الامتيازات والثروة والسلطة لجماعة صغيرة من الناس وأضاف تقرير الجارديان أن رد الفعل لأولئك الذين يشعرون بالاقصاء والتهميش هو تجاهلهم ببساطة للدولة والسير في طريقهم الخاص المتمثل في خلق نظام بديل للسلطة المركزية واستبدال قنوات التواصل الرسمية والقانونية بين الدولة والمجتمع بأنظمتهم الخاصة.
مدللة على ذلك بالتواجد المستمر للميليشيات المسلحة واللجوء إلى أنظمة بديلة.
واختتمت الجارديان تقريرها الذي نشر مطلع الأسبوع الحالي وكتبه (براين ويتكر) بالقول إن الرئيس صالح -الذي وصل إلى السلطة عام 1978م- أمضى عدة أيام في المستشفى الأسبوع المنصرم ويقال أنه تلقى علاجاً للرضوض التي تعرض لها بينما كان «يمارس رياضته المفضلة» لو اتسم صالح بالحكمة وأراد تجنب مزيد من الرضوض فإنه سيقدم استقالته على الفور لكني لا أظن أنه سيفعل ذلك.
تعد صحيفة الجارديان من أبرز الصحف البريطانية وهي صحيفة يسارية يومية تأسست1821 في مدينة مانشستر،وكان اسمها (مانشستر جارديان) ثم صدرت باسمها الحالي الجارديان ابتداء من 1959، وانتقلت إلى لندن عام 1961. وتوزع في كافة أنحاء بريطانيا وفي الخارج حيث توزع 400 الف نسخة. و الصحيفة مملوكة من قبل أسرة»سكوت تراست»