أتذكر وما اجمل الذكرى وانا في ساحة معهد صنعاء العلمي بحارة وبره من حي سعوان الكائن في المدينة السياحية المحاطة بالسفارة الامريكية جنوبا وبنادي اليرموك الاصلاحي شمالاً وبـــ سفارة قطر شرقاً وبـــ فندق شيرتون غرباً.... اتذكر ونحن في ساحة المعهد نردد .... مؤامرة تدور على الشباب .. ليعزف عن معانقة الحراب ... مؤامرة تدور بكل بيت ... لتجعله ركاماً من تراب... اتذكر ونحن نستمع للقاضي الفسيل رحمه الله وهو يحثنا على دعم إخواننا في افغانستان وفي البوسنة والهرسك ولو بنشيد ... سيرو في حمى الله المعين .... اتذكر الشهيد المخلافي وهو يسقينا من ماء البئر التي كنا نسميها زمزم اليمن... لحظات وذكريات مرت بحلوها ومرها.... مخيمات تقام على ساحة المعهد ودعايات تبث من اروقة ذلك المعهد الذي صار الان مركز للتربية والتعليم بقدرة قادر.... لاتزال كلامات الفسيل رحمه الله وهو يخاطبنا في ساحة المعد بعد قرائة القران ... وقد بدات تاشيرات الاغلاق تلوح في الافق وهو يقول والله لن يستطيعو ان يغلقو المعاهد ومازال لي عرق بالدم ينبظ ... وقال كلمته رحمه الله فصدق .... ما اغلقت المعاهد الا بعد رحيلك ايها القاضي... بعد ان ولى زمن الرجال سيدي القاضي.... سيدي الفسيل عندما اقسمت وقلت فقد صدقت عجزت الخفافيش ووطاويط الليل ان تلمع المعهد بالشموع الحمراء... اتدري لماذا لانها كانت تلبي رغبة الطلاب وءآبائهم .... تعلمنا كيف نقراء القران ... تذوقنا حلاوة سبل المرام .... عشنا مع الفقه ومع جميع المنهج.... فبعد رحيلك ياسيدي صرنا نحفظ كلمات النشيد اكثر من القران... بل اننا صرنا نقتطع بعد وقت الحصص الدراسية من اجل الاعداد للقاء الاسبوعي... غابت القابة فغاب المنهج.... وهاهي مدراس التحفيظ تغلق ياسيد القاضي للسبب ذاته... فشلنا في الادارة وفشلنا في توضيف الدين في مكانه الصحيح.... وجعلنا من المنابر ابواق للانتخابات وتوزيع اسهم الجنة.... سيدي القاضي لقد اصبحت دور العبادة اداة لتحقيق مقاصداً شخصية بعيدة عن مقاصد ومصالح الناس فسرعان ماتتلاشى ....
لعلك سيدي تذكر جامع الانصار كيف كان منبراً للدعوة في مدينة معين فكان خير معين للناس... لكنه الان غابت الفكرة والمنطق وكذلك مسجد السلام او كما يحلو للبعض بتسميته بمسجد الاصلاح .... وغيرها من المساجد ... فمعذرة سيدي القاضي ... غابت الرجال فلم يبرو بقسمك ... بل احنثو فيه ... فصارت اهدافهم سياسية ... فسقطو وليتهم سقطو في تلك البئر لعلها تنظفهم من درن السياسة العميا.... معذرة سيدي القاضي