..
..
( الحلقة الثالثة نختم بها الآداب مع الوليد )
اذا أذن الله تعالى بميلاد الولد ، فهنا آداب اسلامية جليلة يلزم الأبوان
القيام بها أداء لحق الله أولاً ثم لحق الولد الذي هو هبة من الله تعالى .
....... 1شكر نعمة الولد
ان النعم واجبها الشكر ، والولد يطلق على كل مولود ذكراً كان أو انثى ، قال الله تعالى
( يُوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) النساء اية 11
فالذكر هبة والأنثى هبة ، قال تعالى ( لله مُلك السموات والأرض يخلق ما يشاءُ يهب
لمن يشاءُ اناثاً ويهب لمن يشاءُ الذكور ) ، اية 49 أو يزوجهم ذكراناً واناثا ويجعل
من يشاءُ عقيما انه عليم قدير ) الشورى 49-50
فبينت الآيتان ان الله جلت قدرته سلطان السموات السبع والأرضين ، يفعل في سلطانه ما
يشاء ، ويخلق ما يحب ، ويحكم ما يريد ، قسم الله الخلق من لدن آدم والى ان تقوم الساعة
على هذا التقدير المحدد بحكمته البالغة ومشيئته النافذة ، ليبقى النسل ، ويتمادى الخلق
ويفند الوعد ، ويحق الأمر ، وتعمر الدنيا حتى يأذن الله بفنائها .
وفي تقديم الأناث على الذكور في الآية كما قالوا العلماء هو جبراً لهن وقيل : انما قدمهن
لأن سياق الكلام انه فاعل ما يشاء لا ما يشاءُ الأبوين - فأن الأبوين لا يريدان الا ذكراً
غالباً ، أن على المخلوق شكر نعمة الخالق الوهاب عز وجل وأول شكر ذلك ان يرضى بهبة
الله له ذكراً كان ام انثى ، وهذا من الأدب مع الهبة ايضا ، وحسن استقبال الولد مع السعي
في تربيته وتأديبه من شكر نعمة الله ، فمن الأدب مع الله الرضاء بقسمه ، والصبر على تربية
ما وهب الله ذكراً او انثى ، وفي الصبر على تربية البنات والأحسان اليهن فضلاً عظيم ،
وهو دخول الجنة .
وعند ولادة الولد يستحب ان يؤذن في اذن المولود بعد ولادته ، فهذا من الآداب الذي ينبغي
ان يحافظ عليها الأبوان تجاه ابنائهم عند ولادتهم ، ومن الأدب مع الأبناء اختيار اسماء حسنه لهم ،
هذا وبالله التوفيق للجميع ،