..
..
العناية بالطفل جنيناً ـ لا توجد الا في الأسلام ، فقد اعتنى منهج الاسلام بالجنين عناية فائقة ،
لأنه ان صح التعبير ، مشروع انسان فله الحق في الحياة اذا نفخ فيه الروح .
من هذا المنطلق اباح الأسلام الفطر للحامل في شهر رمضان اذا كان اصيام يؤثر على طفلها
، على ان تقضي ما فطرته بعد ذلك : فروى احمد واهل السنن عن مالك الكعبي رضي الله عنه
عن النبي (ص) ، قال : ان الله وضع عن المسافر الصوم وشطر من الصلاة ، وعن الحامل
أو المرضع الصوم .
فمن الأدب مع الطفل أن ترعى أمه الحامل به حقه وهو جنين ، فلا تفعل شيئاً - وان كان طاعة ،
يمكن أن يؤثر سلباً على جنينها .
فلأسلام يعد العتداء على الجنبن جناية ، ومن هنا حرم اجهاض الجنين حفاظاً لحقه في الحياة :
فلا يجوز لأمه أن تتعاطى ما يسبب الأجهاض من عمل شاق أو شرب دواء أو نحو ذلك ،
يقول الغزالي رحمه الله : الأجهاض والوأد جناية على موجود حاصل ، وله مراتب : وأول الوجود
ان تقع النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة ، وأفساد ذلك جناية :
فأن صار مضغة وعلقة كانت الجناية افحش ، وان نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية
تفاحشاً : ومنتهى التفاحش في الجناية بعد الأنفصال حياً .
بل جعل السلام دية للجنين على من يتسبب في اسقاطه : ففي الصحيحين ، عن ابى هريرة رضي
الله عنه قال ، اقتتلت امرأتين من هذيل ، فرمت احاهما الأخرى بحجر فقتلتها وما في بطنها
فأختصموا الى رسول الله (ص) فقضى بينهم ان دية جنينها غُرة عبد أو وليدةٌ ، وقضى بدية
المرأة على عاتقها ، وورثها ولدها ومن معهم .
ويدل ذلك على عظمعناية السلام بالجنين ان النبي (ص) أخر رجم الغامدية التي اقرت بالزنا
حتى تضع ولدها ، ثم أخرها حتى تفطمه وذلك حفظ حق الجنين في الميراث اذا مات
ابوه وهو في بطن امه ، فتتأخر توزيع التركة حتى يأتي المولود فينظر اذكراً ام انثى ثم
يقسم الميراث على اهله .
وفي الحلقة القادمة سوف نكمل ما تبقا من ( الآداب مع الوليد )