بعد أن نخر غلاء الأسعار جسد المواطن الهزيل بفقر الدم وسوء التغذية هاهو اليوم يصل لينخر عظامه التي تقيمه ليقوض أركانه بعد أن عصفت به عواصف التضخم العالمي تارة وعواصف التضخم "الارتفاع المستمر في الأسعار" اليمني تارات وتورات لتحطم اليوم ما يزيد عن 50-60% ليتحولوا تحت خط الفقر، الذي يلاحق كل مواطن قد تعب من الهرب منه، ولكنه مدركه لا محالة ليرمي به إلى مصير مظلم نهايته الشحاتة أو السرقة أو الموت جوعاً.
وقد تساءل المواطن ويتساءل أين الدعم الحكومي للسلع الضرورية مقارنة بدول أخرى قد تكون أقل منا، وأحياناً يقول هل أهاجر لأصير مهاجر الخبز، ولكنه يعود فالوطن عزيز، ليقول لنفسه الميتة بالحسرات:
بلادي وإن جارت عليا عزيزة
وأهلي وإن جاروووا عليا كرام
ومشاكل اللهيب المستعر تحرق جسده وتسلبه راحته ونومه، الذي حتى وإن نام فالكوابيس تلاحقه في منامه حتى مرض بالأرق + أمراضه السابقة ليسقط على الأرض مغشياً عليه، وعندما سكبوا عليه الماء لم يفق أرادوا بصلة ليشمها ولكن أحدهم قال قيمتها غالية، لذلك صفع على وجهه صفعة قوية فاستيقظ وهو يهذي الخبز .. الخبز، فترك يهذي حتى انتقل إلى رحمة الله.
وأخاف أن يأتي يوم لا يروا (هم) فيه الشعب اليمني، وعندما يمر عابر سبيل ويسأل أين الشعب النحيل سترد عليه الرياح الصرصر أنهم قد ماتوا من الجوع وسوء التغذية، ولم يبق سوى آخرين من اصحاب القطاعات والقطاااعات الذين تحكموا بأقوات الشعب ولم يجدوا من يحاسبهم بل وجدوا من يشد على أيديهم، حيث صارت وزارات الدولة تتكل وترمي بالمسئولية كل واحدة على الأخرى جراء أخطائها، وغير المخطئ يذهب للخطأ ويتبع المثل اليمني الذي يصله كل فلان (بين أخوتك مخطي ولا وحدك مصيب)، فيما يزيد التضخم على 35% فيما يقارب العامين فقط وهذا طبعاً على السلع الضرورية الأساسية للحياة.
فياأيها المرحوم الذي يمشي على الأرض، اليوم اقرأ الفاتحة على روحك لأنك لن تجد من يقرأها عليك بعد رحيلك غداً، فمن لم يرحمك وأنت حي لن يرحمك وأنت ميت، ومن لم يكلف نفسه بك وهو مسئول عنك أتظن أنه سيكلف نفسه زيارتك في (مقبرتك).
وأنت الآن حر تقدمها لروحك أو تذهب بدونها ولكن لا تنتظرها.
* ملاحظة: قبل أن ترحل اشتر لك كفناً لأنك يامواطن لن تجد من يتصدق عليك بثمنه ولا عتب على شعب الكرم إن صار بخيلاً.
ولا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان وعليه التوكل.