لليوم الثاني على التوالي انتشرت مجاميع الهمج المنضوية تحت مسمى "الحراك الانفصالي" في الضالع، لتعيث في الأرض فساداً وعدواناً، ضمن سلسلة أعمال تخريبية واسعة، قطعت بها الطرق، وحاصرت المسافرين، وأخضعت الرجال والنساء وحتى الأطفال لعمليات تفتيش دقيقة، انتهكت بها حرمات العوائل المسافرة تحت تهديد السلاح.
كما نفذت مجاميع الهمج اعتداءات مسلحة على جميع السيارات المارة على طريق (الضالع- عدن)، وواصلت إطلاق الرصاص على الشارع العام من فوق المرتفعات القريبة، وقد استهدفت اليوم الجمعة قائد كتيبة في اللواء (35) ميكا، خلال تنقله بسيارته، غير أنه نجا بأعجوبة، فيما أصيب سائقه بثلاث طلقات نارية في مواضع مختلفة من جسمه.. كما هاجمت شاحنة تابعة لمكتب الاشغال بالمحافظة، وانهالت على السائق ضرباً بالهراوات وأعقاب البنادق وسط الشارع حتى خرّ إلى الأرض مضرجاً بدمائه، لينهبوا الشاحنة وتوجهوا بها إلى مكان مجهول.
وقد فاجأت عناصر همجية سيارة "بيجوت" قادمة من عدن ومتوجهة إلى صنعاء، بإطلاق الرصاص عليها من مكان مجهول، الأمر الذي أربك السائق وأدى الى تقلبها وسط الشارع، وإصابة خمسة طلاب جامعيين كانوا يستقلونها- وجميعهم من أبناء محافظة عدن- بجانب السائق بإصابات مختلفة، نقلوا على أثرها إلى مستشفى الضالع.
وبحسب مصادر "نبأ نيوز" في الضالع، فإن ما يزيد عن (18) مواطناً أصيبوا بطلقات نارية خلال الـ(48) ساعة الماضية، بينهم امرأتين وطفل من أبناء محافظة شبوة، فيما يعتقد أن أحد المصابين فارق الحياة بعد إسعافه الى إحدى مستشفيات عدن.
وتؤكد مراسلة "نبأ نيوز" بالضالع: أن هلعاً كبيراً أصاب الأهالي في مختلف مديريات المحافظة، وأن شللاً شبه كامل أصاب الحياة، لدرجة أن أحجم كثيرون عن الخروج إلى الجوامع لصلاة الجمعة، نظراً لانتشار مجاميع الهمج، وتجوالها في الشوارع والأحياء الشعبية، وهي مدججة بالأسلحة والذخائر.
وأشارت إلى أن تحركات أمنية "محدودة" شهدتها مراكز المدن نجحت في إعادة الأمن لها، إلاّ أن المسلحين ظلوا يبسطون سيطرتهم على جزء كبير من الطريق المؤدي الى عدن، حيث أن الدوريات الأمنية كلما توجهت مكان وطاردت المسلحين فيه، حتى عادت مجموعة أخرى للظهور من مكان آخر، أو اطلاق الرصاص على الشارع من فوق بعض المرتفعات القريبة للشارع.
ونقلت مراسلة "نبأ نيوز" عن مصادرها الخاصة أن وحدات من الأمن والجيش تحركت بعد عصر اليوم من محافظات مجاورة، وهي في طريقها إلى المنطقة لردع عصابات الهمج الدموية، في إطار حملة أمنية واسعة، ومن المتوقع أن تشهد الساعات القادمة، أو ساعات الصباح الأولى من يوم غدٍ السبت مطاردات واسعة، ومداهمات لمعاقل التخريب، قد تستمر عدة أيام.
وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن أحداث الضالع تحركها قيادات في اللقاء المشترك- ضمن حزبي الاشتراكي والاصلاح حصرياً- والتي تدعم عدة أجنحة في "مجلس قيادة الثورة" بالدرجة الأولى ثم "المجلس الوطني" ثانياً، حيث أن كثيراً من قيادات الحراك في الضالع هي من قيادات المشترك، بمن فيهم "محمد مسعد العقلة" رئيس المجلس الوطني بالضالع، الذي تم اختطافه أمس الأول، فهو أحد أبرز قيادات التجمع اليمني للاصلاح بالضالع.. وقد ردّ الاصلاح على حادث اختطافه بشن هجوم إعلامي عنيف على السلطة في الموقع الرسمي الناطق بلسانه، بالتزامن مع تحريك شارع الضالع بأعمال العنف والتخريب.
وتتهم المصادر اللقاء المشترك في الضالع، بأنه "يُصبح وحدوياً ويمسي انفصالياً"، وأنه دعم "همج الحراك" لتفجير الأوضاع الأمنية بالمحافظة، نظراً لموقفه من التمرد الحوثي، وبعد أن أدرك أنه خسر الرهان على الحوثي وأن عمر التمرد أصبح معدوداً بالساعات والأيام.. علاوة على محاولة خلق أجواء مأزومة ومتفجرة تدفع جميع الأطراف نحو مؤتمره للحوار الوطني الذي من المزمع أن يبدأ تحركاته نهاية أكتوبر الجاري في العاصمة المصرية القاهرة.
وفي الوقت الذي يلجأ الحراك والمشترك على حد سواء لاستخدام الورقة الامنية كبطاقة مرور لأهدافهما السياسية، فإن أبناء المحافظة سيواصلون دفع الثمن بمزيد من المعاناة اليومية حتى يشاء الله لهم أمراً للخلاص.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]