أحزاب النفاق المشترك ..
نبأ نيوز- فريد باعباد -
بداية لا بد أن أشير إلى أنني لست عضواً في المؤتمر الشعبي العام ولا أعرف أين يقع مكتبه في أي مدينة في اليمن، ولا أعرف ماهي مقرراته وماهي برامجه، ولا تربطني به ولا بغيره من الأحزاب أية صلة، لكنني عضو فعال في المكتب السياسي وفي الهيئة الدائمة وهيئاته العليا والسفلى والدونية والعلوية والوسطية لحزب أحببته منذ ولادتي وأحببته أكثر بعد توحده ألا وهو حزب اليمن الموحد والذي بمسماه السياسي الجمهورية اليمنية.
إلى هنا وبعد كل ذلك لا يحق لأي كان في اليمن وفي خارج اليمن أن يتهمني أنني عضو هنا أو عضو هناك أو أعمل لهذا أو لذاك، وإن كنت كتبت ونشرت في وسيلة هذا الحزب أو ذاك فهي ليست إلا وجهة نظر.
ولن أطبل لهذا أو ذاك، فالطبلة التي أحملها و"الدمبك" و"المرواس" وغير ذلك من أدوات الشرح والزفين الحضرمي استعملها فقط من اجل اليمن ووحدته وليس من أجل حزب أو شخص، ولكنني فعلا أعمل وأقول وأخط بكل ما أملك من كلمات وموهبة كتابة مادامت لمصلحة اليمن ووحدته فقط لا غير.
أقول تلك المقدمة ساخراً ممن يعتقد أنني في هذا الاتجاه أمتدح هذا الحزب أو ذاك أو عضو في هذا الحزب أو ذاك، فحزبي هو اليمن الموحد وكل من يسعى لتعمير اليمن أنا معه ومن يسعى للإضرار باليمن أنا ضده.
كل ذلك وأنا أتأمل كم من الغباء تحمله الأحزاب المعارضة وكم من المصلحة الشخصية يسعى وراءها قادة تلك الأحزاب على حساب مستقبل اليمن وشعبه، كنا نود أن ترتقي أحزاب المعارضة وقادتها المحنطون إلى مستوى مصلحة البلاد والعباد وألايلعبوا بالنار لأنها ستحرقهم وتحرقنا بعد ذلك (هذا إن كانت لهم شعبية حقيقية على أرض الواقع ) وأشك في ذلك . وشكي مرجعه أنهم لا يقدمون ولا يؤخرون ولا يستطيعون فعل شيء ويبدو أن الحزب الحاكم أراد أن يتعلم الناس أصول الديمقراطية والتعددية فأعطاهم أكثر من حجمهم واعتقد إخواننا أنهم يمثلون رقماً مهماً والأيام ستثبت أنهم كسبوا من الهالة الاعلامية أكثر من حجمهم.
يتألم المتابع للشأن اليمني عندما يعلم أن أحزاب المعارضة وهنا أعني أحزاب اللقاء المشترك، أقول يتألم عندما يستمع إلى آراء بعض قادتها وهو (رجل أعمال) ينطق بما هو أكثر من تطرف اليمين واليسار وهو أعلم من غيره أن استقرار اليمن ووحدته سيضيف ملايين الدولارات فوق الملايين التي ربحها وأن عدم الاستقرار سيضيع ما جمعه من ملايين في ساعات وأيام، وهذا دليل الغباء حتى في المجال التجاري فكيف السياسي!؟
ويتألم المتابع عندما يستمع لفلسفة رجال الماركسية والأممية ومطالبتهم وتأييدهم الواضح للتجزئة والتفكك فأين الأممية هنا التي أشبعونا خطباً عنها في الأيام الخوالي!؟
ويتألم من كان يعتقد أن هناك رجالاً كانوا يؤمنون بالقومية والناصرية والاشتراكية وإذا بهم يغمزون لصناع الفوضى والتخريب والتفكك بالاستمرار في أعمالهم المشينة معتقدين أنهم سيحققون ما لم يستطع حلفاؤهم تحقيقه.
والألم الأكبر يأتينا من (الإخوان المسلمون) من يدعون رفع راية الإسلام ووحدة المسلمين والخطب الرنانة في المساجد والمحاضرات في الجامعات وينسون قوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" صدق الله العظيم.
هل هناك عاقل يصدق أن تلك الأحزاب فعلاً تسعى وتخطط لمصلحة اليمن أولاً وأخيراً؟ وان لديها ثوابت لا تقبل المساس بها وتجاوزها من أي كان ومهما كانت المبررات؟
تلك هي الأحزاب بتناقضاتها واختلافاتها وإشكال قادتها وتاريخهم اجتمعوا على ألا يتفقوا مع الوطن في شيء، اجتمعوا على أن يكونوا ضد الحزب الحاكم والدولة في كل شيء والعبث في الوطن وتعطيل مسيرته بأعذار ومبررات ليست لها نهاية فكل يوم يصنعون مشكلة.
اتفقوا فيما بينهم على ألا يتفقوا مع الدولة مهما لبّت لهم الدولة من مطالب، واتفقوا فيما بينهم على ألا يختلفون فيما بينهم مهما كانت النتائج ومهما كان الضرر على البلد.
صدقوني لقد وصل المواطن العادي والبسيط، وهم السواد الأعظم للشعب اليمني، إلى قناعة بعدم جدوى وجود أحزاب مادام وجودها سبباً أولياً ورئيسياً للفتنة وصناعة القلاقل والفوضى. فهل هذه الديمقراطية التي يريدون تأسيسها ؟ وإن كانت هذه الفتنة والفوضى هي نتاج سلوكهم فأقول إنه حتى أنا المؤمن بوجود الأحزاب والديمقراطية سأكفر بها وسأرفضها مادامت تهدد مستقبل ووحدة بلادي وليذهبوا إلى الجحيم.
عجيب أمر هؤلاء، فقد رضخ الحزب الحاكم لمطالبهم في الحوار ورضخ لتأجيل الانتخابات البرلمانية وأظن انه رضخ أيضا لمطالب لا يقبل بها اغلب أعضائه كل ذلك من أجل ترسيخ النهج الديمقراطي في البلاد واتباع نهج سلمي لتداول السلطة وفق نتائج الانتخابات ولكن لا يعلم كثير من أعضاء الحزب الحاكم أن هؤلاء لا يلعبون بالنار فقط بل باليمن ومستقبله.
وإذا استمر الحزب الحاكم في اليمن يرضخ لمطالبهم واحدا تلو الآخر فإنه مطالب بأن يسلمهم السلطة ويتنحى جانباً حتى يستطيعوا أن يفعلوا ما يشاؤون، فوالله إن اغلب قادتهم ديدنهم الكذب والاحتيال والتسلط والنفاق وصناعة الفتن والشقاق مهما تصدروا الصفوف فهذه مبادئهم . فهم مبدعون في صناعة النفاق والشقاق.