لم تمض سوى خمسة أيّام على فرحة الشاب هارون سالم، من أبناء الطائفة اليهودية في اليمن، بزفافه على إحدى بنات طائفته ليه سعدي حمدي حتى وجد نفسه وحيداً بدون عروسه التي كان يمني نفسه للقياها. أراد هارون أن يشاركه الجميع فرحته وتجاوز بذلك التقاليد المكرسة بمثل هذه المناسبات، التي تفصل اليهود عن المجتمع الإسلامي المحيط بهم، وأرسل دعوته لعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية الكبيرة فوصلت الدعوات إلى كبار مسؤولي اليمن بما فيهم الرئيس علي عبدالله صالح، ولم يخب أمله كثيراً إذ شاركه فرحته عدد من الوزراء والشيوخ وفي مقدّمتهم رشاد العليمي نائب رئيس مجلس الوزراء.في اليوم الخامس بدأت تتردد بين أبناء الطائفة اليهودية في اليمن أن ليه سعدي اختطفت من سكنها الزوجي من قبل شخص مسلم ولم يعرف إلى أين ذهبت. وإذا كان الجدل قد تواصل خلال اليومين التاليين بين وسط اليهود الذين يعيش جزء منهم في صنعاء والجزء الآخر في منطقة ريدة شمال العاصمة اليمنية، فإن الأنباء الجديدة قد أعطت صفة أخرى لما حدث.
فالأوساط المقربة من أسرتي العريس والعروس صرحت، أخيراً، أن ليه ذهبت مع شخص مسلم أحبّته ولم تُختطف. وقالت أن أخبارا وصلتهم تشير إلى أن المذكورة قد أسلمت وأنها ستتزوج الشخص المسلم الذي ذهبت معه ويدعى عبدالرحمن محمد حزام الحديقي من أبناء منطقة خارف بمحافظة عمران، حيث كانت تعيش الفتاة اليهودية مع أهلها. وفي الوقت الذي طالب فيه والد العروس العريس بإعادة ابنته إليه بأي شكل، طالب أهالي العريس بالأموال والمجوهرات التي أخذتها العروس أثناء هروبها من مسكن زوجها في المدينة السياحية بصنعاء.
وحسب المصادر المقرّبة فإن الشخص المسلم كان يحبّ الفتاة اليهودية إلاّ أن أهلها رفضوا أن يزوجوه. وذكرت مصادر من الطائفة اليهودية لـ (إيلاف) أن ليه هي خامس فتاة يهودية تهرب وتعتنق الإسلام بسبب الحب خلال الأربع السنوات الماضية. وكان أبناء الطائفة اليهودية قد أقاموا العام الماضي مجلس عزاء في عمران شمال صنعاء بعد أن هربت نينوي إحدى بنات الطائفة لتسلم وتتزوج من شاب مسلم مغيّرة اسمها إلى أمة الرحمن؛ ولم تفلح حينئذ جهود الطائفة اليهودية باسترجاع فتاتهم التي أعتبروها قاصرة، حتى مع تدخل السفارة الأمريكية في صنعاء، إذ أعلنت أمة الرحمن، باسمها الجديد، تمسكها بالإسلام وبالعيش بجوار حبيبها.
ولا توجد أي علائق اجتماعية بين اليهود والمسلمين في اليمن ويعتبر زواج يهودية من مسلم بمثابة المحرّم لدى الطائفة اليهودية، فيما يجيز المسلمون زواج المسلم من يهودية، ولا يجيزوا زواج المسلمة من يهودي. ويبلغ عدد اليهود الحاليين في اليمن 338 نسمة، وفقاً لمصادر اليهود أنفسهم. وتوزع العدد على قرابة 45 عائلة في عمران، و67 نسمة في صنعاء التي نزحوا إليها من صعدة قبل عامين إثر اعتداء ومضايقات من جماعة الحوثي هناك
العريس ونائب رئيس مجلس الوزراء اليمني.