| أزمة المثقف العربــــــــي | |
|
+4العربــ العربي ــي صدام مجلي algubani طارق 8 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: أزمة المثقف العربــــــــي الخميس يوليو 09, 2009 10:29 am | |
| أزمة المثقف العربي2من6 ================
ملامح لمثقفين :
==========
مع متابعة كشف وتبيان ماهية المثقف وكينونته ووظيفته ، وأزماته التي يعيشها أو يواجهها ، لابد لنا أن نوضح الأطر التراتيبية للمثقفين حتى لا نُحمّل بعضهم أكثر مما يحتملون .
مستويات المثقف :
------------------
وهنا لاأعني الإرتكاز على المعرفة التي ترتكز على المعلومة وعلى الحقائق فقط في تحديد هذه المستويات ، ولا نعني هنا تلك " النخبة " فقط ، بل أعني كما طرحت سابقآ الإرتكاز على تلازم ( العلم والأخلاق والعمل / الفعل ) . شاملآ للنخب والشعب بما يمكن أن يعطي درجات متفاوته في الثقافة / المثقف .
وقد تبنى الأستاذ / علي عبد الجليل علي / فكرة وجود عدة مستويات للمثقف هي :
1- ( مافوق المثقف ) :
وهي مرتبة " الأنبياء والرسل " بإمتلاكهم المعرفة المافوق إنسانية / الإلهية . ومنها مارسوا فعلهم / قدرتهم لتغيير الواقع الموجودين فيه إلى الأفضل .
2- ( المثقف المثال ) :
وهم العلماء والباحثين والفقهاء والمصلحين ، بما يمتلكون من معرفة وحكمة إنسانية وإرادة فعل . وهؤلاء كان لعلمهم ومعرفتهم وقناعاتهم الأخلاقية وفعلهم في المجتمع ، تأثيرآ مؤيدآ للحق والتطور والإصلاح . معارضين كل مامن شأنه مقيمآ للإستبداد والتحجر والتخلف . فكانوا في معرفتهم وثقافتهم وقناعاتهم وإرادتهم ، منبعآ للفعل وتوجيهه والتحريض عليه لنقله من الإنفعال إلى الفعل الواعي البناء .
3- ( المثقف / الواقع ) :
وهم الذين يملكون " المعرفة والأخلاق " لكنهم بتركيبتهم البشرية الذاتية لايملكون القدرة والإرادة على المواجهة والفعل لتغيير الواقع . خاصة عند " تغوّل " الواقع مترافقآ مع الضعف الإنساني . ومثقفوا الواقع يظهرون بشكلين ، مع أنهما متناقضين :
· " الإنسحاب إلى درجة الهروب " : فينغلقون على أنفسهم ، ويعيشون في ذواتهم وأبراجهم .
· " الإستلاب إلى درجة الذوبان " : حيث يهمشون أنفسهم ويسايرون الواقع المحيط ، بل أنهم يبررون هذا الواقع بشكل مفرط .
وما بين " الإنسحاب " ، وبين " الإستلاب " يفقدون قدرتهم على التوازن أو الحفاظ على التوجه السليم . بل يفقدون أيضآ القدرة والإرادة على الفعل رغم إمتلاكهم المعرفة .
4- ( مادون المثقف ) :
وهم الأفراد الذين " يملكون " القدرة والإرادة لإحداث الفعل والتغيير بسبب من سلطة أو قوة أو مال .. لكنهم لايملكون " المعرفة والعلم " ، بعيدون عن إمكانية الوعي بحقائق الأمور والمعطيات . فهم يؤمنون " فقط بالنتائج " بإعتبارها أهم من " مقدماتها " . وأن " الفعل " أعظم من " مقومات الفعل " . وبالتالي سيدخلون حتمآ في دائرة العداء مع من يملكون العلم والمعرفة والثقافة .
5- ( المغيب عن الثقافة ) :
وهم الهامشيون الغائبون عن المشاركة في الحراك المعرفي والثقافي . وقدرتهم على تحصيل المعرفة محدودة للعديد من الأسباب . ومحصورين في إدراكهم لأبجديات الحياة البسيطة ، مع محدودية كبيرة للفعل والمحصورة في أضيق نطاق .
المثقف الفاعل عبر التاريخ :
----------------------------
بما أن التاريخ هو مستودع الحياة الإنسانية وتجاربها على مر العصور وتراكماتها ، كان لابد من الرجوع إليه – جزئيآ وإنتقائيآ – لإعادة عرض " بعضآ " من ملامح مثقفين ومفكرين مارسوا وظيفتهم ( قولآ وعملآ ) فقادوا البشرية في مراحلها الزمنية نحو التطور والتقدم والعطاء .. نحو الأفضل .
وإنني هنا في هذا العرض لبعض هؤلاء المثقفين ، وكتخصيص وليس كتعميم شمولي ، لأنهم أكثر من أن تحيط بهم عجالة أو بحث أو مجلدات . وأنا هنا لا أقيم أفكارآ ، بل أعرض أدوارآ مارسها هؤلاء المثقفين ، منطلقين من إستيعاب الثقافة والعلم والتجربة ، وإعادة إنتاج فكري ممارسي كان له الدور الكبير في تطور الإنسانية .
· إبن رشد :
-------------
وهو عن حق أنصع من مثّل المقولة المعروضة سابقآ : ( أن روح الثقافة الحية والفاعلة ، هي في أن يبرع المثقف ويفعل ، بعد أن يمتلئ بالمعرفة ، لا أن يردد معارف الآخرين ) .
فتعمق بالثقافة والحضارة اليونانية وفلاسفتها ، من دراسة وترجمة ، وعاش مع مشكلات أمته ومعوقاتها ، فكانت فلسفته المنجزة التي أقامها في معظمها على توضيح وتصحيح العلاقة بين : الفلسفة والدين – بين العقل والشرع . منتصرآ لأمته في وجه حكامها المستبدين الراكضين وراء الملذات ، مما أوصله إلى ماسماه العلماء والمفكرين والدارسين ( نكبة إبن رشد ) وصدامه المتكرر مع الخليفة / المنصور الموحدي / .
أنجز / إبن رشد / أكثر من مائة وعشرين مؤلفآ من أهم ماكتب في : الفلسفة ، والإجتماع ، والسياسة .
· ولابد من المرور السريع على ( محنة إبن حنبل ) المسماة " بمحنة خلق القرآن " . وأيضآ على ( محنة إبن تيمية ) وسجنه في قلعة دمشق ، مطلوبآ منه إعلان تخليه عن آرائه مقابل الإفراج عنه ، فرفض وقال قولته الشهيرة : [ مايصنع بي أعدائي ؟ ان جنتي وبستاني في صدري أينما رحت وكنت ] .
· ونتذكر / زيد بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين / ، وكان عالمآ فذآ قاد ثورة شعبية عارمة في الكوفة 121 هجرية ضد حكومة / هشام بن عبد الملك / ودارت فيها رحى حرب طاحنة إستشهد فيها / زيد بن علي / وكثير من أصحابه غدرآ . وبقيت جثته معلقة لمدة أربع سنوات مصلوبة في كناسة الكوفة ، ثم أحرقت وذريت في الفرات .
· ونستضيئ بأسماء تركت بصماتها وأفكارها حتى اليوم مثل : إبن خلدون –إبن حزم الأندلسي – وأخوان الصفا . ونستعيد بالذاكرة التاريخية : سقراط ،وافلاطون ، وأرسطو ، وصولآ إلى / ميكيافيلي / 1513ميلادية وكتابه ( الأمير ) وتساؤله الذي لايزال مهيمنآ على الفكر والسياسة : [ هل من الممكن أن ينحاز الحق للواقع ؟ ] .. وهو سؤال في غاية الأهمية لابد أن يطرحه كل مثقف على ذاته . إنه السؤال الذي يمثل الحق الواجب أن يكيف الواقع ويغيره ، لا أن ينحاز إليه . وهي معادلة شائكة تمثل الخيط الرفيع بين المثقف والواقع . ان على المثقف ألا يكون واقعيآ إلى درجة الإغراق والغرق ، وعليه في ذات الوقت ألا يكون خياليآ حالمآ إلى درجة الغياب والإغراب .
· ولابد من المرور : بتوماس مور ، وجان جاك روسو ، وسان سيمون ومفكري الثورة الفرنسية ، وألبير كامو ، كنماذج ثقافية غربية . وكذلك / كارل ماركس / و / لينين / كنماذج ثقافية فاعلة أنتجت عقائد وايديولوجيات وثورات في العالم .
وأود في هذه العجالة .. أن أقف أمام قامة ثقافية عربية في العصر الحديث لم تأخذ حقها من العرض والدراسة والبحث . المفكر والمثقف والسياسي الجزائري / مالك بن نبي / المتوفي عام 1973 ..
ان ماتستوقف المرء هي الأهمية الكبرى والشاملة لفكر وفعل / مالك بن نبي / والتي أبانها وتبناها الدكتور / محمد الفنيش / في محاضرته بمقر " مركز الحوار العربي " في واشنطن ، ونقاطها الأساسية :
1- ان مالك بن نبي رائد أصيل وصاحب منهج ونظرية فلسفية في " الحضارة " تتعدى أهمية فكره وعبقريته حدود العالم العربي والإسلامي .
2- مالك ليس كاتبآ محترفآ .. بل هو " صاحب قضية " التفكير والكتابة بالنسبة له كانا سلاحه في المعركة . فهو إبن المستعمرات الذي أثقلت مأساة المستعمرين كاهله . وهو العربي المسلم الذي هالته فداحة إنحطاط أمته وإستقالة حضارتها من التاريخ . هو صاحب قضية تهز المأساة الإنسانية أعماقه ، ليس مشغولآ بترف عقلي زائد . لقد قدم فكرآ يرتبط بمنهج يتصل بعمق المأساة الإنسانية وصميم المشاكل الإجتماعية .
3- في أغلب حياته التي عاشها في أوروبا ، كان دارسآ للحالة الغربية بعين الناقد الذي يعرف محاسنها ، ويكشف مساوئها .
4- جمع بن نبي إلى جانب صرامة العقل المنهجي المولع بتحليل الظاهرة الإجتماعية ، دقة المهندس ، والنفس الطويل للمؤرخ ، وشفافية روح المؤمن ، وتفاني الداعية الذي كرس حياته لقضية لايحيد عنها . وهذا مزيج لا يتيسر بسهولة لكل مثقف .
لقد كانت نقطة الإرتكاز الأساسية لديه ، هي : ( مشكلة الحضارة والدورة الحضارية ) . فقد أبرز / بن نبي / مشكلة العالم المتخلف بإعتبارها قضية "حضارة" أولآ وقبل كل شيئ .
لقد نجحت بلاد أخرى بدأت بوادر " حركة النهضة " فيها بعد منطقتنا ، لأنها إتخذت موقفآ مختلفآ في مواجهة مشكلاتها . لقد وقف العالم الإسلامي من الحضارة الغربية ، موقف "الزبون" الذي يشتري منتجات هذه الحضارة ويكدسها . فأنشأ بذلك مايمكن لهذا التكويم أن يسمى ( حضارة شيئية ) نتجت عن تكويم منتجات حضارات أخرى في كل المجالات . وفي هذا فقد سرنا عكس المنطق . فالحضارة :[ تلد منتجاتها وليس العكس ] . منقول عن منتديات الفكر القومي العربي لفائز البرازي
عدل سابقا من قبل طارق في الإثنين أغسطس 03, 2009 6:31 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
algubani مشرف واحة وطني العربي الكبير
تاريخ التسجيل : 25/04/2009 العمر : 40
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الجمعة يوليو 10, 2009 1:38 am | |
| تشكر على على هذا النقل الجميل ونتمنا نشوف مواضيعك المميزه دايمن
تقبل مروري | |
|
| |
صدام مجلي المدير التنفيذي
تاريخ التسجيل : 26/04/2009 العمر : 40
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الجمعة يوليو 10, 2009 3:37 am | |
| لله درك ياطارق هذا هو المطلوب نقل أو مساهمات لمواضيع ثقافيه أو تاريخيه أو علميه لما تحتويه من معرفه وفائده الغرض الأساسي من وجود مثل هذه الوسائل كامنتديات هو تغذية الشباب بالمعرفه وتبادل الخبرات ووجهات النضر وأنا أحترم أي شاب يميل لمثل هذه المواضيع الثرية أشكرك أخي طارق موضوع مميز ووجبه كامله دسمه ولم يترك لنا كاتب الموضوع مجال لتعليق أشكرك مجدداً أخي طارق وتقبل مروري تحياتي | |
|
| |
العربــ العربي ــي رئيس مجلس الإدارة
تاريخ التسجيل : 20/04/2009 العمر : 62
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي السبت يوليو 11, 2009 11:23 am | |
| أكثر الله من مساهامتك يا سيدي العزيز وما أحوجنا لمعرفة أزمة شريحة من أهم شرائح مجتمعنا العربي المسلم عبر التاريخ وحتى يومنا هذا فقد نورتنا بهذا النقل الهادف نرجو أن يستمر فتاريخنا وحاضرنا يزخر بمواقف ثقافية شكلت حالات تفرد وفي المقابل كانت جيوش الظلام تحجب الشمس عن الأشراق رغم ان ذلك جاءنا عبر أوربا التي كانت ترزح في واقع الجمود والشعوذة ومحاربة الأشراق والنور في زمن الأسلام العظيم الذي سطع نوره ليعم ارجاء المعمورة ويترجم كتب الأولين والأخرين ليحفظها من مصيرها الذي لقيته في أورباء في محارق الجهلة فكان المجتمع الثقافي المسلم هو الذي حافظ على موروث الأنسانية إلى يومنا هذا زدنا من العطاء باركك الله | |
|
| |
ابوتريكه عضو مجلس إدارة
تاريخ التسجيل : 21/04/2009 العمر : 52
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي السبت يوليو 11, 2009 7:50 pm | |
| موضوع ثقافي من العيار الثقيل كم هو غني بمعلوماته الثقافية الذي نحن بالفعل في حاجة اليها انا قرائت الموضوع وكأني اتناول وجبة طعام لذيذة ،، يحس العقل برتياح وعند قرائت مثل هذا المواضيع العقل ينمو وينشط يتغذى مثله كباقي جسمه ما شاء الله على الكاتب وبارك فيه ،، وما شاء الله على الناقل وبارك فيه .. ومثل ما قالوا احبابي كم نحن بحاجة الى مواضيع مثل هذه الثرية والغنيية | |
|
| |
ثلا مشرف سابق
تاريخ التسجيل : 27/04/2009 العمر : 42
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد يوليو 12, 2009 4:27 am | |
| بارك الله فيك اخي موضوع جدا مهم وما احوجنا للثقافة في زمن اصبحت فيه الثقافة لاقيمة لها ولايوجد مكان للمثقف .. تقبل خالص شكري على ذا النقل المتميز جدا .. وبانتظار كل جديد منك | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد يوليو 12, 2009 7:44 am | |
| - algubani كتب:
- تشكر على على هذا النقل الجميل
ونتمنا نشوف مواضيعك المميزه دايمن
تقبل مروري شكرا لك أيها الجبني بارك الله فيك ولنا عودة بمواضيع تثري وتنير إنشاء الله | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد يوليو 12, 2009 7:49 am | |
| - صدام مجلي كتب:
لله درك ياطارق هذا هو المطلوب نقل أو مساهمات لمواضيع ثقافيه أو تاريخيه أو علميه لما تحتويه من معرفه وفائده الغرض الأساسي من وجود مثل هذه الوسائل كامنتديات هو تغذية الشباب بالمعرفه وتبادل الخبرات ووجهات النضر وأنا أحترم أي شاب يميل لمثل هذه المواضيع الثرية أشكرك أخي طارق موضوع مميز ووجبه كامله دسمه ولم يترك لنا كاتب الموضوع مجال لتعليق أشكرك مجدداً أخي طارق وتقبل مروري تحياتي لك التحية يا أخي يا صدام وبارك الله فيك أنا سعيد لوجود قراء لما يبذل فيه جهد كبير كتاب كبار ومفكرين صقلتهم التجارب والمعاناة وتمخضت أقلامهم عن نور فجر يبزغ في دياجي ظلام صحارينا التي تأخذ النور من هاليود وغسيل الغرب وليس الأعمال الأنسانية التي أثرت في مجري سير الأرض وإنسانها .. باركك الله | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد يوليو 12, 2009 7:50 am | |
| - العربــ العربي ــي كتب:
أكثر الله من مساهامتك يا سيدي العزيز وما أحوجنا لمعرفة أزمة شريحة من أهم شرائح مجتمعنا العربي المسلم عبر التاريخ وحتى يومنا هذا فقد نورتنا بهذا النقل الهادف نرجو أن يستمر فتاريخنا وحاضرنا يزخر بمواقف ثقافية شكلت حالات تفرد وفي المقابل كانت جيوش الظلام تحجب الشمس عن الأشراق رغم ان ذلك جاءنا عبر أوربا التي كانت ترزح في واقع الجمود والشعوذة ومحاربة الأشراق والنور في زمن الأسلام العظيم الذي سطع نوره ليعم ارجاء المعمورة ويترجم كتب الأولين والأخرين ليحفظها من مصيرها الذي لقيته في أورباء في محارق الجهلة فكان المجتمع الثقافي المسلم هو الذي حافظ على موروث الأنسانية إلى يومنا هذا زدنا من العطاء باركك الله تحبة لك أيها العربي وقد وجدنا إسمك يرصع المنتديات يصدح بنداء الوحدة وعشق الأرض فلك التحية والسلام | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد يوليو 12, 2009 7:57 am | |
| - ابوتريكه كتب:
موضوع ثقافي من العيار الثقيل كم هو غني بمعلوماته الثقافية الذي نحن بالفعل في حاجة اليها انا قرائت الموضوع وكأني اتناول وجبة طعام لذيذة ،، يحس العقل برتياح وعند قرائت مثل هذا المواضيع العقل ينمو وينشط يتغذى مثله كباقي جسمه ما شاء الله على الكاتب وبارك فيه ،، وما شاء الله على الناقل وبارك فيه .. ومثل ما قالوا احبابي كم نحن بحاجة الى مواضيع مثل هذه الثرية والغنيية تحية لك يا أبا عبدالناصر .. أنت الألق والنشاط المنقطع النظير بسمة الصبح تقبل الوطن سوسنة للصبح وياسيمنة للمساء والفل والريحان لبين بين وسيلا من الحبر يرصع الوديان خضرة الوطن وسيول الخير تنداح من عالي الوادي تسقي الربيع الحب والصيف الضل والخريف السكينة والشتاء بعض دفء لك التحية والسلام | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد يوليو 12, 2009 8:02 am | |
| - ثلا كتب:
- بارك الله فيك اخي موضوع جدا مهم وما احوجنا للثقافة في زمن اصبحت فيه الثقافة لاقيمة لها ولايوجد مكان للمثقف ..
تقبل خالص شكري على ذا النقل المتميز جدا .. وبانتظار كل جديد منك تحية لك أختي ثلا صوت من لا صوت لهم صبية الزهر وفتاة الطهر وأماً حنونا ومربية لأجيال المستقبل غروس الأمل .. باركك الله أيتها الأخت الفاضلة | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الإثنين أغسطس 03, 2009 6:28 pm | |
| أزمة المثقف العربي : 1/ 6
================
المثقف .. من هو ؟
-------------------
يقول / المنجد في اللغة والاعلام / أن :
المثقف : هو الرمح في عرف الشعراء .. وهو الرجل ذو ثقافة .
ثقّف الولد : هذبه وعلمه . فتهذب وتعلم . فهو : مُثَقّف ، وهي مثقفة .
وهذا مستعار من : ثَقّف الرمح : قوّمه وسواه .
هذا التعريف " اللغوي " للمثقف يحمل بوضوح متلازمتين لابد من توفرهما في المثقف وهما :
التهذيب ، والعلم . أي : الأخلاق والمعرفة .
فكل معارف العالم بدون اخلاقيات تؤطرها وتحكمها ، يمكن أن تنقلب في أغلب الأحوال إن لم نقل كلها ، من خير وفائدة للبشرية ، إلى شر وضرر قد يصل إلى دمارها . كما ان الأخلاق بدون معرفة تبقى في حيز التعامل الذي لايعطي سوى فائدة محدودة ومنعزلة عن التأثير في المجتمع وفي مسار الإنسانية .
كيف يتشكل المثقف ؟
---------------------
في إعتقادي أن المثقف هو مجرد إنسان عادي يملك ويخلق وينمي ملكات : ( المعرفة ، الوعي، الشك ) . .. " الشك الموضوعي " بكل ماحوله من مسلمات وأفكار . فهو الذي لايسلم باليقينيات وبالأحكام المسبقة المستقرة منها والمتقلقلة . فالشك هو أول خطوة دافعة على طريق ( البحث). والبحث هو الأداة التي لاعوض عنها في محاولة الوصول إلى قناعات تحسم هذا الشك ، والتي يمكن أن توصل هذا البحث إلى نهايات مستقرة بنتائج تزيل الشكوك والتساؤلات ، وقد لاتوصل على تراكماتها البحثية إلى نتائج نهائية حاسمة ، وبالتالي يبقى الشك قائمآ والبحث مستمرآ ، وإن تم التوصل إلى بعض النتائج المستقرة في زمانيتها ومكانيتها ، والمفتوحة على المستقبل عارضة نفسها – النتائج – لمزيد من البحث .
هذه السيرورة هي التي تخلق ما إصطلح عليه " بالإنسان المثقف " بما تراكم لديه من تراكمات معرفية وإدراكية وعقلانية واعية .
تراكيبية المثقف الفاعل :
-------------------------
ان من اهم المقومات التي يجب أن تتوفر في المثقف العربي ، ثلاثة مرتكزات لايمكن الفصل بينها أو تجاوز إحداها : ( المعرفة – الإرادة – الفعل ) ..
فالمعرفة : هي العلم بالحياة وإدراك حقائقها النظرية والتطبيقية ، وإستيعابها .
والإرادة : هي الإصرار على الفعل عند التمكن من توافر المعارف والحقائق والتحليلات وخيار القرارات . وهي " منظومة أخلاقية " مرتبطة بالعقيدة والقناعة ، والوجدان والضمير ، محددة ومساعدة على إدراك الصواب والخطأ ، والتي ستدفع " المثقف " إلى القيام بالفعل .
والفعل : هو الخطوة النهائية التي لابد أن تمارس وإلا تتحول المعرفة إلى مجرد شعارات ومقولات فاقدة لجوهرها ومبرر وجودها ، وتصطف في تقييمها مع معاني : البطر ، والرفاهية ، والمباهاة . فلا يعود لها – المعرفة – قيمة فاعلة كمستقر في العقل الإنساني . فيتساوى وجودها فيه كما وجودها في صفحات الكتب .
إذ أن " روح الثقافة الحية والإنسانية الفاعلة ، هي في أن يبدع المثقف / الإنسان ويفعل ، بعد أن يمتلئ بالمعرفة ، لا أن يردد معارف الآخرين " ..
وهذه المرتكزات / المقومات الثلاثة هي التي تصنع وتوجد " مثقفآ واعيآ مدركآ " لدوره ولوظيفته الفاعلة المؤثرة في غيره وفي المحيط وفي المعطيات وفي الواقع . وكما نوهت .. فإنها مترابطة ومتماسكة مع بعضها البعض . إذ من دون " المعرفة " لايمكن أن تتكون "إرادة" الفرد الواعية الفاعلة ، ففاقد الشيئ لايعطيه . ومن دون " الإرادة " الواعية سيتحول المثقف إلى " آلة تسجيل " تكرر ماسجل عليها من كلمات . ومن دون " الفعل " يفقد المثقف وظيفته ودوره وشرعيته وصوابية أفكاره .
ومن ذلك نستطيع القول أن للمثقف وظيفة ودور . ولا أبالغ إن قلت أن المثقف .. هو وظيفة . إذ أن صمت المثقف وعزوفه عن الإنتاج وعن الفعل ليس أمرآ سلبيآ مرفوضآ فحسب ، بل هو تخلي عن مفهوم ، يتعلق بوظيفته ، وشخصيته ، وكينونته .
إن على المثقف أن لاينقطع عن الفعل والتفاعل مع ذاته ومع مجتمعه ومع المؤسسات الإجتماعية والسياسية والمدنية والثقافية ، فهو صاحب " رسالة " . كما ان إستمرار المثقف في دوره وفعله يحول دون تفاقم حالة الإنسحاب واللامبالاة الثقافية والمعرفية المجتمعية ، ويحول دون تفرّد العملة الرديئة بالساحة الإجتماعية التي تشيع قيم الجهل والتخلف والرداءة والظلام . ويبدأ فعلآ تراكميآ بنقل المجتمع من حال إلى حال مطلوب وعيآ وفعلآ وتقدمآ ونهضة .
================
فائز البرازي
1/6/2009 منتديات الفكر القومي العربي | |
|
| |
ابوتريكه عضو مجلس إدارة
تاريخ التسجيل : 21/04/2009 العمر : 52
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الإثنين أغسطس 03, 2009 7:32 pm | |
| يوم جديد يبزغ فيه صباح جميل .. وفيه تجدد ثقافتك .وتطور من اسلوبك .. واسلوبك الفني والمميز اخي طارق رائع وتعرف متى تأتي بهذه المواضيع الثرية بالمعرفة الغنية بالمعلومات الفكرية التحررية والمناقضة لما يحمل بعض مايسموا بمثقفي العولمة .. الثقافة في مفهومها العربي والأ سلامي .. اخي المثقف الثقافة العامة هيا سلاح ذوحدين إما أن تكون فيها قطاف وإما ان تكون فيها مباح وحين تكون الأول تقطف كل ماهو جميل وتنمي وعيك وقدرتك لتكون بعدها مثل الكوز الجميل وفيه الماء النقي الصافي الذي يروي ذاك العاطش .. اما الثاني فتكون مثل محل ترمى فيه بقيت الفضلات من الطعام حتى تصبح لها جيفة .. تسمى العولمة المتحكمة للمال والأنسان والمتنفذه بثقافت الفرضية الجبانة ؟؟ | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الثلاثاء أغسطس 04, 2009 1:45 pm | |
| - ابوتريكه كتب:
يوم جديد يبزغ فيه صباح جميل .. وفيه تجدد ثقافتك .وتطور من اسلوبك .. واسلوبك الفني والمميز اخي طارق رائع وتعرف متى تأتي بهذه المواضيع الثرية بالمعرفة الغنية بالمعلومات الفكرية التحررية والمناقضة لما يحمل بعض مايسموا بمثقفي العولمة .. الثقافة في مفهومها العربي والأ سلامي .. اخي المثقف الثقافة العامة هيا سلاح ذوحدين إما أن تكون فيها قطاف وإما ان تكون فيها مباح وحين تكون الأول تقطف كل ماهو جميل وتنمي وعيك وقدرتك لتكون بعدها مثل الكوز الجميل وفيه الماء النقي الصافي الذي يروي ذاك العاطش .. اما الثاني فتكون مثل محل ترمى فيه بقيت الفضلات من الطعام حتى تصبح لها جيفة .. تسمى العولمة المتحكمة للمال والأنسان والمتنفذه بثقافت الفرضية الجبانة ؟؟ شكرا لك أخي أبا عبدالناصر قرائتك لهذا الموضوع القيم والجميل والذي يحتاجه كل من يطرق باب الثقافة ولا يكون طارقا عليها غريبا مبعثرا مائلاً متمايلاً .. يمضي حيث تمضي الرياح وينهل من مخلفات الأمم وليس من مخزونها ومخزونه الحي واعيا بما يمارسه مدركا لما يريده ماضيا في طريقه لا تثنيه حفر الطريق وكل مرضى النفوس أعداء الحياة الكريمة .. لك التحية والأكبار ولك ولكل الطيبين المخلصين المحبين الذين لا يعرفون الأحقاد وكل السموم النتنة السلام عليكم | |
|
| |
العمرى عضو مجلس إدارة
تاريخ التسجيل : 17/04/2009 العمر : 44
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الثلاثاء أغسطس 04, 2009 9:54 pm | |
| لك الله ياطارق
شكراً لك على عذا النقل المميز وقلما نجد من يهتم بهذا الجانب المهم لكنها ياسيدى ازمه اتت على الاخضر واليابس ..فنالت الثقافه جزء منها فاصبح المثقف العربى يتخبط فى ثقافته... بينما هى تنضر اليه نضرة تعجب لك تقديرى وتحيه ممزوجه بمأتين وخمسين مليون عربى معضمهم من النوع الرابع | |
|
| |
طارق عضو مميز
تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الخميس أغسطس 06, 2009 7:16 am | |
| شكرا لمرورك أخي العزيز على هذا الموضوع القيم حول المثقف العربي وأزمته التي تبدو - كما أسلفت أنت - انها أزمة مركبة مدروسة ليكون هذا الجيل لا شأن له بالثقافة والثقافة الثورية على وجه الخصوص وأقصد بها الثقافة المقاومة التي لا تقف عند حدود المعرفة ولا تحصر المعرفة في الجانب الميكانيكي ومتعلقات العمل والسوق بل تتعدى ذلك إلى قلب الأزمات وهموم الشارع وما تعاني منه جماهير الأمة وقضايا الوطن الممزق والمحتل والمغتصب والمسلوب والمؤمر عليه عصابة من الحكام يجرجرونه من نكسة إلى إخرى ومن هزيمة إلى هزائم لا حصرلها في مختلف مناحي الحياة .. هنا يكون المثقف الواعى المدرك والملتزم أو لا يكون | |
|
| |
سيف عضو مميز
تاريخ التسجيل : 20/07/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: أزمة المثقف العربــــــــي الأحد أغسطس 01, 2010 4:12 pm | |
| أزمة المثقف العربي2من6 ================
ملامح لمثقفين :
==========
مع متابعة كشف وتبيان ماهية المثقف وكينونته ووظيفته ، وأزماته التي يعيشها أو يواجهها ، لابد لنا أن نوضح الأطر التراتيبية للمثقفين حتى لا نُحمّل بعضهم أكثر مما يحتملون .
مستويات المثقف :
------------------
وهنا لاأعني الإرتكاز على المعرفة التي ترتكز على المعلومة وعلى الحقائق فقط في تحديد هذه المستويات ، ولا نعني هنا تلك " النخبة " فقط ، بل أعني كما طرحت سابقآ الإرتكاز على تلازم ( العلم والأخلاق والعمل / الفعل ) . شاملآ للنخب والشعب بما يمكن أن يعطي درجات متفاوته في الثقافة / المثقف .
وقد تبنى الأستاذ / علي عبد الجليل علي / فكرة وجود عدة مستويات للمثقف هي :
1- ( مافوق المثقف ) :
وهي مرتبة " الأنبياء والرسل " بإمتلاكهم المعرفة المافوق إنسانية / الإلهية . ومنها مارسوا فعلهم / قدرتهم لتغيير الواقع الموجودين فيه إلى الأفضل .
2- ( المثقف المثال ) :
وهم العلماء والباحثين والفقهاء والمصلحين ، بما يمتلكون من معرفة وحكمة إنسانية وإرادة فعل . وهؤلاء كان لعلمهم ومعرفتهم وقناعاتهم الأخلاقية وفعلهم في المجتمع ، تأثيرآ مؤيدآ للحق والتطور والإصلاح . معارضين كل مامن شأنه مقيمآ للإستبداد والتحجر والتخلف . فكانوا في معرفتهم وثقافتهم وقناعاتهم وإرادتهم ، منبعآ للفعل وتوجيهه والتحريض عليه لنقله من الإنفعال إلى الفعل الواعي البناء .
3- ( المثقف / الواقع ) :
وهم الذين يملكون " المعرفة والأخلاق " لكنهم بتركيبتهم البشرية الذاتية لايملكون القدرة والإرادة على المواجهة والفعل لتغيير الواقع . خاصة عند " تغوّل " الواقع مترافقآ مع الضعف الإنساني . ومثقفوا الواقع يظهرون بشكلين ، مع أنهما متناقضين :
· " الإنسحاب إلى درجة الهروب " : فينغلقون على أنفسهم ، ويعيشون في ذواتهم وأبراجهم .
· " الإستلاب إلى درجة الذوبان " : حيث يهمشون أنفسهم ويسايرون الواقع المحيط ، بل أنهم يبررون هذا الواقع بشكل مفرط .
وما بين " الإنسحاب " ، وبين " الإستلاب " يفقدون قدرتهم على التوازن أو الحفاظ على التوجه السليم . بل يفقدون أيضآ القدرة والإرادة على الفعل رغم إمتلاكهم المعرفة .
4- ( مادون المثقف ) :
وهم الأفراد الذين " يملكون " القدرة والإرادة لإحداث الفعل والتغيير بسبب من سلطة أو قوة أو مال .. لكنهم لايملكون " المعرفة والعلم " ، بعيدون عن إمكانية الوعي بحقائق الأمور والمعطيات . فهم يؤمنون " فقط بالنتائج " بإعتبارها أهم من " مقدماتها " . وأن " الفعل " أعظم من " مقومات الفعل " . وبالتالي سيدخلون حتمآ في دائرة العداء مع من يملكون العلم والمعرفة والثقافة .
5- ( المغيب عن الثقافة ) :
وهم الهامشيون الغائبون عن المشاركة في الحراك المعرفي والثقافي . وقدرتهم على تحصيل المعرفة محدودة للعديد من الأسباب . ومحصورين في إدراكهم لأبجديات الحياة البسيطة ، مع محدودية كبيرة للفعل والمحصورة في أضيق نطاق .
المثقف الفاعل عبر التاريخ :
----------------------------
بما أن التاريخ هو مستودع الحياة الإنسانية وتجاربها على مر العصور وتراكماتها ، كان لابد من الرجوع إليه – جزئيآ وإنتقائيآ – لإعادة عرض " بعضآ " من ملامح مثقفين ومفكرين مارسوا وظيفتهم ( قولآ وعملآ ) فقادوا البشرية في مراحلها الزمنية نحو التطور والتقدم والعطاء .. نحو الأفضل .
وإنني هنا في هذا العرض لبعض هؤلاء المثقفين ، وكتخصيص وليس كتعميم شمولي ، لأنهم أكثر من أن تحيط بهم عجالة أو بحث أو مجلدات . وأنا هنا لا أقيم أفكارآ ، بل أعرض أدوارآ مارسها هؤلاء المثقفين ، منطلقين من إستيعاب الثقافة والعلم والتجربة ، وإعادة إنتاج فكري ممارسي كان له الدور الكبير في تطور الإنسانية .
· إبن رشد :
-------------
وهو عن حق أنصع من مثّل المقولة المعروضة سابقآ : ( أن روح الثقافة الحية والفاعلة ، هي في أن يبرع المثقف ويفعل ، بعد أن يمتلئ بالمعرفة ، لا أن يردد معارف الآخرين ) .
فتعمق بالثقافة والحضارة اليونانية وفلاسفتها ، من دراسة وترجمة ، وعاش مع مشكلات أمته ومعوقاتها ، فكانت فلسفته المنجزة التي أقامها في معظمها على توضيح وتصحيح العلاقة بين : الفلسفة والدين – بين العقل والشرع . منتصرآ لأمته في وجه حكامها المستبدين الراكضين وراء الملذات ، مما أوصله إلى ماسماه العلماء والمفكرين والدارسين ( نكبة إبن رشد ) وصدامه المتكرر مع الخليفة / المنصور الموحدي / .
أنجز / إبن رشد / أكثر من مائة وعشرين مؤلفآ من أهم ماكتب في : الفلسفة ، والإجتماع ، والسياسة .
· ولابد من المرور السريع على ( محنة إبن حنبل ) المسماة " بمحنة خلق القرآن " . وأيضآ على ( محنة إبن تيمية ) وسجنه في قلعة دمشق ، مطلوبآ منه إعلان تخليه عن آرائه مقابل الإفراج عنه ، فرفض وقال قولته الشهيرة : [ مايصنع بي أعدائي ؟ ان جنتي وبستاني في صدري أينما رحت وكنت ] .
· ونتذكر / زيد بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين / ، وكان عالمآ فذآ قاد ثورة شعبية عارمة في الكوفة 121 هجرية ضد حكومة / هشام بن عبد الملك / ودارت فيها رحى حرب طاحنة إستشهد فيها / زيد بن علي / وكثير من أصحابه غدرآ . وبقيت جثته معلقة لمدة أربع سنوات مصلوبة في كناسة الكوفة ، ثم أحرقت وذريت في الفرات .
· ونستضيئ بأسماء تركت بصماتها وأفكارها حتى اليوم مثل : إبن خلدون –إبن حزم الأندلسي – وأخوان الصفا . ونستعيد بالذاكرة التاريخية : سقراط ،وافلاطون ، وأرسطو ، وصولآ إلى / ميكيافيلي / 1513ميلادية وكتابه ( الأمير ) وتساؤله الذي لايزال مهيمنآ على الفكر والسياسة : [ هل من الممكن أن ينحاز الحق للواقع ؟ ] .. وهو سؤال في غاية الأهمية لابد أن يطرحه كل مثقف على ذاته . إنه السؤال الذي يمثل الحق الواجب أن يكيف الواقع ويغيره ، لا أن ينحاز إليه . وهي معادلة شائكة تمثل الخيط الرفيع بين المثقف والواقع . ان على المثقف ألا يكون واقعيآ إلى درجة الإغراق والغرق ، وعليه في ذات الوقت ألا يكون خياليآ حالمآ إلى درجة الغياب والإغراب .
· ولابد من المرور : بتوماس مور ، وجان جاك روسو ، وسان سيمون ومفكري الثورة الفرنسية ، وألبير كامو ، كنماذج ثقافية غربية . وكذلك / كارل ماركس / و / لينين / كنماذج ثقافية فاعلة أنتجت عقائد وايديولوجيات وثورات في العالم .
وأود في هذه العجالة .. أن أقف أمام قامة ثقافية عربية في العصر الحديث لم تأخذ حقها من العرض والدراسة والبحث . المفكر والمثقف والسياسي الجزائري / مالك بن نبي / المتوفي عام 1973 ..
ان ماتستوقف المرء هي الأهمية الكبرى والشاملة لفكر وفعل / مالك بن نبي / والتي أبانها وتبناها الدكتور / محمد الفنيش / في محاضرته بمقر " مركز الحوار العربي " في واشنطن ، ونقاطها الأساسية :
1- ان مالك بن نبي رائد أصيل وصاحب منهج ونظرية فلسفية في " الحضارة " تتعدى أهمية فكره وعبقريته حدود العالم العربي والإسلامي .
2- مالك ليس كاتبآ محترفآ .. بل هو " صاحب قضية " التفكير والكتابة بالنسبة له كانا سلاحه في المعركة . فهو إبن المستعمرات الذي أثقلت مأساة المستعمرين كاهله . وهو العربي المسلم الذي هالته فداحة إنحطاط أمته وإستقالة حضارتها من التاريخ . هو صاحب قضية تهز المأساة الإنسانية أعماقه ، ليس مشغولآ بترف عقلي زائد . لقد قدم فكرآ يرتبط بمنهج يتصل بعمق المأساة الإنسانية وصميم المشاكل الإجتماعية .
3- في أغلب حياته التي عاشها في أوروبا ، كان دارسآ للحالة الغربية بعين الناقد الذي يعرف محاسنها ، ويكشف مساوئها .
4- جمع بن نبي إلى جانب صرامة العقل المنهجي المولع بتحليل الظاهرة الإجتماعية ، دقة المهندس ، والنفس الطويل للمؤرخ ، وشفافية روح المؤمن ، وتفاني الداعية الذي كرس حياته لقضية لايحيد عنها . وهذا مزيج لا يتيسر بسهولة لكل مثقف .
لقد كانت نقطة الإرتكاز الأساسية لديه ، هي : ( مشكلة الحضارة والدورة الحضارية ) . فقد أبرز / بن نبي / مشكلة العالم المتخلف بإعتبارها قضية "حضارة" أولآ وقبل كل شيئ .
لقد نجحت بلاد أخرى بدأت بوادر " حركة النهضة " فيها بعد منطقتنا ، لأنها إتخذت موقفآ مختلفآ في مواجهة مشكلاتها . لقد وقف العالم الإسلامي من الحضارة الغربية ، موقف "الزبون" الذي يشتري منتجات هذه الحضارة ويكدسها . فأنشأ بذلك مايمكن لهذا التكويم أن يسمى ( حضارة شيئية ) نتجت عن تكويم منتجات حضارات أخرى في كل المجالات . وفي هذا فقد سرنا عكس المنطق . فالحضارة :[ تلد منتجاتها وليس العكس ] .
منقول عن منتديات الفكر القومي العربي
لفائز البرازي | |
|
| |
| أزمة المثقف العربــــــــي | |
|