الجبني 2011 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 34
| موضوع: مقابلة بعد الزيارة الجمعة سبتمبر 21, 2012 3:11 am | |
| للحوار مع العضو القيادي في اللقاء المشترك المعارض وأستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ذائقة مختلفة ونكهة خاصة، فالرجل صاحب باع طويل في مشوار السياسة، إلا أنه الأكثر بساطة في طرح أفكاره مع من يتحدث إليه.
. والآن الرجل لديه أراء تختلف عن زملائه في تكتل اللقاء المشترك فقد بدأ وكأنه شق الصف وأخذ يغرد خارج السرب هذا التكتل السياسي الفريد في تشكيلته، كتجربة رائدة في تقارب الأفكار بين التيارات التي كانت متنافرة إلى حد بعيد، بل وكانت متناحرة في بعض الفترات السياسية السابقة.
تعرض الدكتور المتوكل لحادث مروري بدراجة نارية "متُر"، وصفه بأنه "متُر سياسي" في بداية نوفمبر 2011جرى على إثرها نقله بطائرة خاصة على الأردن برعاية خاصة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ثم عاد من رجلة العلاج وقام بزيارة منزل الرئيس السابق بعد أن تنحى من السلطة، هذه الزيارة أثارت سخط الكثير من شباب الثورة وبعض القوى السياسية الفاعلة، إلا أنه ظل ثابتاً على رأيه من أن الزيارة غرضها إنساني بحت..
"إيلاف" التقت بالدكتور المتوكل في منزله بصنعاء، وناقشت معه حادثة "المتُر السياسي" وطبيعة المشهد السياسي اليمني وما وصل إليه الحال ببعد التسوية السياسية ممثلة بالمبادرة الخليجية، وطرحت عليه قضايا الحوار الوطني ومسيرة اللقاء المشترك وجدوى استمرارها عن عدمه، والعديد من المواضيع الهامة تجدونها في ثنايا الحوار فإلى التفاصيل:
دكتور محمد، بداية نرحب بك ضيف الأسبوع في إيلاف.. ثم كونك أحد السياسيين اليمنيين وأحد من ساند مطالب الثورة الشبابية مبكراً، الجو السياسي اليوم ملبد بالغيوم، الناس في الشارع بدأوا يفقدون الثقة بنتائج التغيير الذي حدث في اليمن، كون التغيير المنشود لم يحدث، ما هي قراءتك للمشهد اليمني؟
ماذا كان الناس يتصورون من التغيير للأسف الشديد كان الناس يتصورون أننا سننتقل من واقع سيء إلى واقع أفضل وهذا لم يحدث، لسبب واضح أولاً: تعرف أن اليمنيين منذ عام 1948م كانت القوة المتعلمة والمثقفة هي التي تفكر بالثورة مثل آل الوزير والحورش والمسمري وغيرهم، كلهم فكروا بالثورة واستخدموا أدوات متخلفة أبعدت الإمام وبعدها أبعدتهم.
نفس الشيء في ثورة 26 سبتمبر جاء رئيس الجمهورية آنذاك وهو يتصور أن الإمام أحمد هو القدوة والنموذج الذي ثار عليه، وكما عمل السلال عمل الذي بعده، وحتى علي عبد الله صالح عمل نفس نموذج الإمام، المواطنين أنفسهم لم يكن عندهم ثقافة الديمقراطية والوعي ارتفعت عند المواطنين ويجب بصراحة أن نستفيد من أخطائنا فقد وقعنا في أخطاء كثيرة جداً.
يجب أن يتولى اليوم الشباب المتعلمون المسؤولية ويجب أن ينتهوا من نموذج بلقيس الذي جاءت لقومها قائلة (ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون)، فردوا عليها ( الأمر إليك فانظري ماذا تأمرين)، يعني اللي تشوفه يا فندم، ونحن جالسين منذ ذلك اليوم ونحن نقول اللي تشوفه يا فندم!!
هل تريد من الشباب أن يقوموا بثورة ضد الكهول؟
لا، دعني أقول لك.. إحدى المرات دعوني الإخوة في حزب الإصلاح أن أتحدث إلى الشباب في 2006 وسألني الشباب ما هو التحدي الذي يواجهنا؟ قلت لهم التحدي الذي يواجهكم هو: كيف تنتقلوا من ولاء الطاعة إلى القناعة.. أنت تصبح شريكاً ويكون لك رأي، لأن الذي يدخل بالتقليد يخرج بالتقليد، شبابنا يجب أن يكونوا مدركين ماذا يريدون وأن يكونوا عاملين على ما يريدون.
دكتور.. الحكومة الآن تقاسمت السلطة ووزعت المناصب للقيادات الكبيرة في الأحزاب وتركوا الشباب جانباً، ماذا يفعل الشباب حتى يصلوا لمراتب الحكم والسلطة، هل يقوموا بالثورة مجدداً.. ولكن هذه المرة ضد "شيوبة الأحزاب" كما يقولون؟
هو لابد صراحة من عملية التغيير، لأن شبابنا هم الذين قُتلوا وسُفكت دماءهم، وهم كانوا ببراءتهم في هذا الموضوع، ولهذا لا بد لنا من عملية التغيير، وقد قال الله تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) فيجب أن يكون الكل مُصلح.
ما هو أول شيء نفعله في هذا الأمر؟
الآن نريد بصراحة أن نوجد الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، ثم إذا وجدت الدولة المدنية العادلة وأوجدنا توازن القوى بحيث لا يكون هناك تهميش لأحد ولا هيمنة من أحد؛ نكون قد وصلنا إلى التغيير الذي ننشده جميعاً ويطلبه شبابنا، وبالتالي لابد أن يكون دور الشباب كبير لأن المستقبل مستقبلهم، لأن مستقبلنا نحن "كبار السن" قد ذهب وهو وراءنا، لكن إن استطعنا أن نعمل لأولادنا ونوفر لهم الدولة المدنية العادلة سيكون هذا خير ما يمكن أن نقدمه.
لربما يكون لديك هذه القناعة كشخص مقتنع بهذه الرؤية، لكن يبدو أن الآخرين لا يملكون هذه الرؤية، لا يمكن أن يتركوا للشباب القيادة ولا يؤمنون بهذا أصلاً؟
والله هذا شيء مؤسف.. لكن هناك أحزاب جديدة وهي أحزاب شابة، مثل حزب الوطن.. إحدى بناتي قالت لي شيبة في الحزب، أبقوا شباباً أفضل لكم لأجل تصنعوا المستقبل حقكم بأنفسكم، كان الشباب يسألوني ما رأيك، كيف نفعل؟ فأجيبهم: هل أقول لكم ماذا تفعل بمستقبلك!! أنت قل لي أولاً كيف تريد مستقبلك وبعدها ممكن أفيدك أنا بالتجارب كمستشار وليس كقائد.
المؤتمر الشعبي العام..
طيب كنت قد تحدثت عن عملية توازن القوى، كيف يمكن إيجادها في ظل وجود قوى كبيرة وأخرى صغيرة، كيف نصنع هذا التوازن؟
الحقيقة نحن كنا فكرنا في هذا الموضوع، وكنا نريد أن نعمل توازن قوى قبل أن تأتي حادثة "الموتور السياسي"، وكنا قد اتفقنا مع الحوثيين ومع الحراك ومع حزب العدالة والبناء والأخوة الأكاديميين على إيجاد توازن قوى.. الآن أمامنا فرصة واحدة وهي أن نقنع المؤتمر الشعبي العام بأن يتبنى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة العادلة في الحوار الوطني.
"مقاطعا" لماذا خصصت المؤتمر فقط؟
لأنه الطرف الآخر الذي سينتهي إذا لم يتطور كونه كان الحاكم وبالتالي مسؤوليته كبيرة جداً وسيكون غير مقبول مستقبلاً إذا لم يكن لديه شيء جديد وفكر جديد، لأن الآخرين (يقصد المشترك) لا زالوا جُدد على الحكم.
لكن يا دكتور هل لدى الآخرين هؤلاء رؤية حتى استثنيتهم من الطلب؟
للأسف بعضهم لا يوجد لديه رؤية، حتى لو كان لديهم رؤية لابد من توازن، فدخل المؤتمر، لأن الطرفين المتصارعين الآن أمام العالم هم السلطة ومخلفاتها والمشترك، فالآن المؤتمر إذا لم يوجد له مدخل جديد سوف ينتهي وسوف يومى إلى الزبالة، ولهذا قلت لهم تريدوا أن تعيشوا وتخدموا بلدكم يجب أن يكون لديكم توجه لبناء الدولة المدنية الحديثة وتدخلوا بها الحوار وستخلقون بذلك توازن قوى، فإذا تم الاتفاق داخل هذا المؤتمر سيكون هناك فرصة الأحزاب الجديدة لكي تنمو وتتطور، لأنه ستكون هناك انتخابات حرة ونزيهة وبإمكان هذه الأحزاب الجديدة أن تشارك وتحصل على مقاعد في البرلمان، بالتالي نكون قد وصلنا ودخلنا إلى ما كان الشباب قد حلموا به، وأنا أدعوا الشباب للضغط على حزب المؤتمر الشعبي العام وتشجيعه لتبني مشروع الدولة المدنية الحديثة.
لكن شباب الثورة لديهم رؤية سلبية تجاه المؤتمر كونه كان الحزب الحاكم ويقولون أنه الذي ظلم ونهب وقتل ويجب أن لا يبقى، فكيف توجه لهم هذه الرسالة؟
طيب.. فإذا غير المؤتمر الشعبي العام رأيه واعتدل.. لديك قصة خالد بن الوليد هو الذي قاد معركة أحُد وقتل فيها 70 رجلاً من خيرة رجال رسول الله منهم حمزة وكسرت ثنايا الرسول وشج رأسه ومع ذلك عندما أسلم قال له الرسول: أنت سيف الله المسلول، وأنا أقول للشباب: أطلبوا من المؤتمر فإذا تطوروا وحسَّنوا أداءهم تعتبر كأنها توبة عن كل الذي مارسوه، وبالتالي يصبحوا جزء من الآخرين وليسوا المسيطرين لوحدهم، ما المانع أن تدعمهم إن كانوا دخلوا معكم في مشروع من أجل توازن قوى، ما المانع أن تقبلوهم.
طيب هل تشعر أن هذه الرغبة وهذه الرؤية موجودة لدى المؤتمر الشعبي العام؟
نعم أنا التقيت بشباب كثير من المؤتمر وقيادات كذلك متحمسين، بسبب بسيط لأنهم شعروا أنهم إلى الزوال إن لم يكن لديهم هذا المشروع.
علي عبد الله صالح..
لكن هناك من يعارض هذا القول، بالقول أن علي عبد الله صالح ما دام باقياً على زمام الحكم للمؤتمر فالمتنورين داخل المؤتمر لن يستطيعوا أن يعملوا شيئاً؟
علي عبد الله صالح قال لي بنفسه أنه لا يريد أن يكون رئيساً وأن موضوع الرئاسة قد أنتهى، فقلت له هذا جيد، لكن أنت أطلب من المؤتمر أن يتولوا الدولة المدنية الحديثة، ويجب أن لا نشغل أنفسنا بمن هو رئيس المؤتمر، المؤتمر إذا تطورت أفكاره سيتطور حتى هيكلة، لأنه سيصبح حزب لم يعد تحت أمر أحد، لأن الدولة ستتحول وتصبح دولة أخرى.. لم يعد لديه لا الجيش ولا المال ولا أي شيء ولذلك يعجز عن فعل أي شيء.
هذا إذا تكوّنت الدولة الديمقراطية الحديثة كما قلت؟
أكيد ولهذا أقول أترك للمؤتمر الفرصة حتى يصل إلى المستوى، حتى ولو كان علي عبد الله صالح رئيساً له أو غيره.. ليست مشكلة.
البعض يقول طالما بقي علي عبد الله صالح رئيساً للمؤتمر وهو لديه رأسمال كبير وثروة هائلة، سيستطيع أن يُسير الحزب وفق توجهه ووفق أجندته الخاصة؟
الحزب نفسه لن يستطع فعل شيء، لأن القوى ستصبح في صناديق الاقتراع، في اختيار الناس.
طالما ولديه المال، سيستطيع أن يحشد الناس إلى صناديق الاقتراع ويفوز بسهولة؟
لالا.. في هذه الحالة، لن تكون المادة هي الأساس، لأن فلوس الدولة لم تعد بيده ولا بيد غيره، هذا في الدولة المدنية، ولم يعد لديه سلطة ولا يستطيع التوظيف وسيصبح مثله مثل غيره من الأحزاب، وتصبح السلطة بيد الشعب هو الذي يقرر من يريد لحزبه.
الحوار وهيكلة الجيش..
كنت قد طالبت بإعادة التفكير في هيكلة القوات المسلحة قبل البدء بالحوار الوطني وهذا أزعج المؤتمر والمشترك على ما يبدو، ما الذي أزعجهم في هذا المطلب؟
بصراحة كانت فكرة الهيكلة تسير باتجاه أن يسحبوا الجيش من طرف ويضعوه لطرف، ومعنى ذلك أننا سندخل إلى صراع لا حدود له، والجيشين هما جيشان متقاتلان حتى أنهم وصلوا إلى مرحلة الدوخان، علي عبد الله صالح ترك الرئاسة والآخرين لن يستطيعوا أن يفعلوا شيء معه.. هناك توازن ويجب أنيتم الاتفاق على هذا الجيش داخل الحوار، ما هي الأسس والمعايير، أين يتموضع، إلى أين يختار، أين يكون في هذا الموضوع، هذه لابد أن تتفق عليها كل القوى السياسية.
هم يقولون أن الجيش إذا كان منقسما فمن سيحمي هذا الحوار؟
على العكس، هذا لو كان الجيش بيد طرف، فعندما يكون بيد طرف واحد معنى واحد معنى ذلك أن هذا الطرف باستطاعته أن يقضي على الباقي، فالقوى السياسية ستتفق على كل شيء والجيش سيتحول إلى جيش للدولة باتفاق ويصبح ملك للدولة لا ملك للأحزاب ولا عائلة ولا ملكا لطرف وستتغير حتى مواقعه، لأننا نريد جيش لحماية البر والبحر والحدود والأجواء.
مشكلتنا في التعميم، الناس الآن لا يهاجموا علي عبد الله صالح وحده، بل يهاجمون سنحان كلها والمؤتمر كله، مثل أيام الإمام، عندما كانوا يهاجموا الهاشميين كلهم.
بعد رفضي وساطته لدى الرئيس لتوظيف، قال لي الشيخ عبد الله الأحمر:
بلا "خيبلة" تروح تتعب وتشقى عشان توقع "مقرِّي"..!!
قرارات الرئيس هادي..
الرئيس عبد ربه منصور هادي بدأ ببعض التغييرات في الجيش وهناك من يقول إن التغييرات من ضمن خطة إعادة هيكلة الجيش؟
في الحقيقة أنا انتقدت هذه التغييرات لأنها بدت وكأنها تغيير من طرف ضد طرف ضد طرف آخر، وبالتالي أنت في هذا الحال، الطرف الذي كان التغيير في حسابه سيقوم يقاتل ما دام التغيير هكذا، والطرف الذي أنت خدمته سيتصور أنه أصبح قادراً على الصراع، وبالتالي أنت أدخلتهم حلبة الصراع.
هناك من يقوم إن الرئيس هادي لم يدعم لا هذا ولا ذاك، بل بدأ يبحث عن تكوين قوة جديدة بعيداً عن قوة الإصلاح وعلي محسن، والمؤتمر وأحد علي؟
نعم، هذا الذي يجب أن نتفق عليه داخل الحوار، ولهذا أقول ماذا سنتفق عليه داخل الحوار؟ سنتفق على الأسس والمعايير ونتفق أين يتموضع وكيف يختار وأين يكون، هذا يجب أن تتفق عليه كل القوى السياسية مش طرف واحد.
"مقاطعاً" هم يقولون إن هذا خيار الرئيس هادي، ومن ذلك أنه بدأ بإكثار التعيينات في المناصب العسكرية والمدنية من الجنوب؟
شوف هذه هي مشكلتنا، مشكلتنا أننا نعتمد على الفرد، وبعدها نصيح منه لماذا فعلت هذا،ونقول عنه ديكتاتور، وبالتالي لابد أن تتفق كل القوى السياسية في الحوار الوطني على الجيش، على أسسه ومعاييره وكيف يكون، بحيث يصبح جيشاً لليمن، لا حيش حزب ولا جيش فئة ولا باختيار فرد بل باختيار كل القوى.
هل بدأتم بتحركات من هذا القبيل لدعم هذه الفكرة مثلاً؟
الحقيقة بدأت أشهر أن هنا تفاعل من قبل الكثير لأنهم بدأوا يشعروا أنها الوسيلة الوحيدة، ويجب أن نبحث جدياً: كيف نعمل توازن قوى من دون أن يؤدي ذلك إلى خراب البلد؟ يعني ينهار المؤتمر الشعبي العام كاملاً، ويسيطر المشترك ويتقاتلوا هم والبقية "الحراك والحوثي والقاعدة ولربما الاشتراكي وغيرهم" فيكون هناك صراع لا حدود له.
التكتل المدني..
كنت وعدد من الشخصيات أمثال محمد أبو لحوم وحسين الأحمر كان لديكم تصور لماهية الدولة التي تريدونها، ماذا صنعتم في هذا الأمر؟
نعم كلفنا الإخوة الأكاديميين، جلال فقيرة وجماعته وقد وضعوها ودخلنا ورش عمل، وساعد الألمان في إقامة هذه الورش والآن المشروع جاهز.
لو تختصر لي ما هو هذا المشروع؟
ثلاثة أشياء.. أولاً: ما هي الدولة المدنية كمؤسسات، ثم ما هي المشاكل التي تواجه هذه الدولة بما فيها الحراك الجنوبي والحوثي، فبدأنا بقضية الدولة، لأن قضية وجود الدولة هو الذي يعالج المشاكل.
هل هذا يدخل ضمن إطار التكتل المدني للدولة المدنية التي أشهر تموه مع حسين الأحمر؟
هون مشروع لكل من حضر، وغير مربوط بفئة.
هناك من يقول أن الأكاديميين أعدوا هذا التكتل، وحسين الأحمر ركب صهوته، ما صحة هذا؟
لالا، حسين الأحمر كان موجوداً معنا في المقيل الذي طرحتُ أنا فيه فكرة التكتل، فهو أقر أن الأكاديميين هم الذين يضعون المشروع وهو ساهم في هذا.. وللأسف الشديد هناك فئات عندما يكرهون أو يحبون لا يفرقون بين الأشياء.. لنفترض أن حسين الأحمر أبن شيخ لكن ألم يعد له حق المواطنة، ولم يعد لديه وجه نظر!!
هناك من سيقول أن حين الأحمر سيدبر التكتل المدني بنفس عقلية التكتل القبلي الذي أنشأه في السابق "مجلس التضامن"؟
أنا أقول، حسين الأحمر عندما يوافق على دولة مدنية ديمقراطية أين المشكلة؟ لا مشكلة.. فهو يشعر أنه أدى دوراً لبلده، وبالتالي هذا شيء جيد.. يا أخي المشكلة أن الناس الآن لا يهاجما علي عبد الله صالح وحده، بل يهاجمون سنحان كلها والمؤتمر كله، مثل أيام الإمام، الناس لم يكونوا يهاجموا الإمام لوحده بل كانوا يهاجموا الهاشميين كلهم، والصحيح هو عدم التعميم في التهم على كل الناس، فاليمنيين تعودوا للأسف على هذا وهذا جاء نتيجة النظام القبلي الذي جاء به علي عبد الله صالح وقد قتل له ذلك.
اللقاء المشترك..
طيب اللقاء المشترك هل لديه مساهمة في هذه الرؤية الجديدة التي طرحتموها؟
لا أدري إلى الآن، لكن الحقيقة أن جزء من المؤتمر الشعبي العام ومن المشترك يجب أن يساهموا ، بالنسبة للمشترك كانت مهمته الأساسية عندما كانت السلطة مهيمنة؛ فكان لابد من توازن القوى فأوجدنا أولاً مجلس التنسيق ثم أوجدنا التكتل ثم أوجدنا المشترك ووصل إلى هذه المرحلة، الآن وصلوا إلى مرحلة أصبح لكل واحد كما يقولون "دكانة" لأن الهدف الأساسي لتكون المشترك أنتهى.
هل أفهم منك أنه لم يعد لدى المشترك قدرة على إدارة مشتركة وطنية لمرحلة جديدة؟
نعم، لم يعد لديهم القدرة ولهذا أنا اختلفت معهم لأنهم دخلوا ثلاثة أحزاب منهم وانشغلوا بالوظائف، وكل واحد يريد أن يوظف أصحابه، يا أخي أنت ليس لك حق كحزب عندما تنجح في البرلمان، ليس لك حق إلا أن تختار رئيس الوزراء فقط، أما الوظيفة العامة فهي حق الناس كلهم ويحكمها قانون، سواء كان من حزبك أو من خارج حزبك، فكيف أنت تنتقد المؤتمر وتأتي بالطريقة التي كان المؤتمر يفعلها في توزيع الوظائف، وهذا مخالف للديمقراطية والعدالة.
دافعت عن عبد الوهاب الآنسي عندما سلم علي أحمد علي في القصر الجمهوري، وقلت أن هذا عمل أخلاقي وإنساني.
لو كانت زيارتي لصالح لأجل مكاسب لكان من المفترض أن أزوره وهو رئيس، وكنت حينها من أشد معارضيه، لكن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
أدعو الجميع للضغط على المؤتمر الشعبي العام وتشجيعه لتبني مشروع الدولة المدنية الحديثة لأنه إذا لم يوجد له مدخل جديد فسوف ينتهي إلى الزبالة.
بخصوص بقاء المشترك أو انفراطه، اليدومي قال إن المشترك يجب أن يبقى لست أو عشر سنوات قادمة، ما رأيك؟
لا يمكن أن يبقى!!، لأنه إذا أوجدنا توازن القوى وأوجدنا الديمقراطية ستوجد تحالفات على ضوء برامج معينة، مثل ينجح واحد في الانتخابات البرلمانية ونجحوا آخرين من الأحزاب في البرلمان، ولم يأخذ واحد منهم الأغلبية، عندها ممكن تتفق بعد الأحزاب ويشكلوا أغلبية داخل البرلمان.
قيل أن 4 أحزاب من المشترك تريد أن تعلن انشقاقها وتأسيس كيان جديد بهدف إيجاد توازن سياسي في مواجهة الأطماع التوسعية لحزب الإصلاح، ما صحة ذلك؟
لأول مرة أسمع بهذا الخبر..!!
الاغتيالات السياسية..
طيب دكتور محمد موضوع الاغتيالات السياسية، كثرت محاولات الاغتيالات لبعض السياسيين وكنت أحد المشاريع في القائمة وياسين سعيد نعمان وآخرين، هل نعود إلى زمن بداية التسعينات؟
هذه من أقبع الوسائل، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم"، هل من الإسلام أنني أسرف دم إنسان؟.. تأتي تقول للشباب بالأخص "السلفية الوهابية" الوحيد الذي سيدخل اللجنة قبل يوم القيامة مباشرة هو الشهيد وسيلاقي 70 من بنات الحور العين تستقبله، ولهذا الشباب المحروم من الزواج يكون أكثر اندفاعاً، هل....
"مقاطعاً" أجدك تجعل الموضوع محصوراً على جهة معينة لربما تقصد القاعدة؟
لا لا، أنا أتذكر الآن فقط حادثة ميدان السبعين، لأن مثل هذه الحوادث بدأت تنتشر أكثر.
من الذي له مصلحة وراء هذه المحاولات؟ من يُسيرها؟
من يتصور أن له مصلحة، لأنه أحياناً البعض قد يتصور خطأ بأن له مصلحة ويقدم على مثل تلك الأفعال، قد يتصور المؤتمر الشعبي العام بأن له مصلحة، وقد يتصور الإصلاح بأن له مصلحة، وقد يتصور الاشتراكي أن له مصلحة، وقد يتصور مشايخ وهكذا.
انتقدت الرئيس هادي في تغيير بعض قادة الجيش لأنها كانت تدعم طرفاً معيناً ضد الطرف الآخر.
قلت للدكتور ياسين سعيد نعمان أن بعض مواقفه ليست من قناعاته بقدر ما يفرضها خوفه من المنطقة التي يسكن فيها فقال لي صدقت، فنصحته بأن ينزل تعز أو عدن لكنه غادر اليمن..!!
قال لي علي صالح: أنا لا أريد الرئاسة، فقلت له الرئاسة انتهت، والله أنقذك ممن موت محقق لتعمل شيء من أجل البلد الذي حكمته 33 سنة.
أنت من خلال حادث "المتُر السياسي" الذي استهدفك.. من تصورت بأن له مصلحة؟
أنا كان عندي ثلاث قضايا؛ اعتبرت أن الذين قرروا فعل هذا هم ممن يضيقون من هذه القضايا، القضية الأولى: أني كتبت رسالة للمشترك حول عسكرة الثورة، وقلت إن الإسلاميين هم الذين جاءوا بالعسكر إلى الثورة فقال لي عبد الوهاب الآنسي أنت تتهم الإصلاح، فقلت له: لستم أنتم وحدكم الإسلاميون، حزب الحق إسلامي والاتحاد إسلامي، فقاطع الدكتور ياسين : فقط نحن الاشتراكي لسنا إسلاميين!! ققلت له بل أنتم الآن إسلاميين، وقلت له إن الإخوان في مصر جاءوا بعبد الناصر، وفي السودان جاءوا بالبشير وفي اليمن جاءوا بعلي عبد الله صالح فأجاب محمد قحطان: لا.. بيننا رؤية الإنقاذ، أجبته: يا محمد كان بين المسلمين قرآن في السقيفة وتقاتلوا قبل أن يُقبر النبي، لابد من أسس، الآن معنا جيش، لماذا لا نحوله إلى جيش للدولة ونحن الآن في الثورة نبنيه بناءً وطنياً، فرد قائلاً علي محسن سيترك.
أجبت: القضية ليست قضية الفرد، ممكن يأتي ضابط يأخذ مكان علي محسن، فهذه إحدى النقاط التي أغضبتهم.
طيب ماذا عن النقطة الثانية؟
الثانية هي: موضوع توازن القوى، عندما طرحتُ أنه لا بد من توازن قوى وبدأت أتعامل مع الحوثي ومع الحراك ومع محمد علي أبو لحوم ومع الإصلاحيين لكي يكون هناك توازن قوى، هذه أيضاً أزعجت بعض الذين كان عندهم حلم أنهم يكونوا هم البدلاء للسلطة.
أما النقطة الثالثة فهي أن خالد الشيباني جاء إليّ من الجامعة وقال لي أن الأساتذة في الجامعة مجتمعين من أجل إعادة الشباب للدراسة الجامعية، فقلت والله هذا واجب وطني، وذهبنا سوياً ووصلت إلى هناك فوجدت عدد من الأشخاص منهم صالح السنباني وآخرين، قلت لهم ماذا تفعلون؟ أجابوا من أجل إعادة الطلاب، فقلت لهم هل عملتم بيان؟ قالوا نعم، قلت لهم هذا جيد؛ هل حددتم من السبب؟ قالوا: نعم المؤتمر الشعبي العام، قلت هذا كذب، المؤتمر مش قادر يدخل الجامعة، وكان متواجد أناس من إتحاد الكلية، قالوا كيف تدرسوا وهناك أناس يقتلوا.. قلت هذا كلام فاضي، كيف نمنع الفقراء المساكين من الدراسة أما الأغنياء فقد دخلوا الجامعات الخاصة والجامعات الأجنبية فأنتم الآن منعتم الفقراء والمساكين.
قالوا لي هل ستأتي لتدرِّس؟ قلت لهم نعم، سأدرس وسأكون حيث يكون الطلبة الفقراء، ونشرت مقالة في صحيفة الأولى تحت عنوان "القضية قضية غير أخلاقية لا قضية سياسية" وانتقدت المشترك والمجلس الوطني الذي كنت عضوا فيه وقلت لماذا لا يتدخلوا، وأعتقد أنها أثارت البعض، وفي اليوم الثاني جاء لي المتُر.
المتُر السياسي..
وماذا عملت في هذه القضية؟
بعد الحادث جاءني المحامي حسن الدولة مع عدد من المحامين، فقلت له يا حسن رجاء لا تعلقوا على الولد الذي يسوق المتُر لأنه كما وصف لي شاب عمره 16 سنة في ثاني ثانوي وهذا لابد أن يكون بريء.
هل التقيت بهذا الولد؟
جاء أبوه وأخوه وعمه إليّ، ووصفوا لي أنهم فقراء ومساكين وأن الولد متدين ويصلي بنا الجمعة ونحن لا يمكن أن نعمل مثل هذا العمل،قلت لهم أنا أريد أن أقابل الولد أشوف إن كان يشعر بالندم وأنه أخطأ وأنا سأعفوا عنه، فجلس أبوه يعود إليّ عدة مرات، فقلت له أين الولد؟ فقال سيأتوا به لكن مع العسكر لأنه في الحبس قلت له لا إذا كان مع العسكر لا تأتي به، خلاص أنا عفيت عنه، فجاء لي المحامي وقال لي أن صاحب المتُر عسكري وقد طلبناه للتحقيق معه فرفضوا في السجن فكتبت لهم رسالة قلت فيها أني لم أحبس ابنكم وأني قد عفيت عنه فجاء إليّ وكيل المحكمة وقال لي هل هذا إمضاءك فقلت له نعم. قال: هل تتنازل عن القضية؟ قلت له أتنازل عن القضية، أنا عفيتُ عن الولد فقط ولم التقي بالولد إلى الآن.
الدكتور ياسين سعيد نعمان كان آخر المستهدفين في هذا المشروع (مشروع الاغتيالات) وأنت نصحته بالخروج إلى الخراج، ولربما أتبع نصيحتك وخرج لماذا؟
أنا نصحته في لقاء على قناة السعيدة لأني أشعر أن له مواقف ليست من قناعاته بقدر ما يفرضها خوفه من المنطقة التي يسكن فيها، والإنسان بشر عندما يتعرض لهذه الأشياء، فأنا نصحته أن ينزل تعز أو عدن وقتل له ستجد هناك شباب لديهم تفهم ووعي تستطيع أن تؤثر فيهم وتتأثر بهم، وقد التقيت به في المشترك وقلت له نفس هذا الكلام وقال لي صدقت، بعدها الرجل خرج إلى الخارج بعد أن شعر بالخطورة خصوصاً بعد أن وبجه أحدهم الرصاص إلى رأسه لولا أن المرافق رفع البندق.
العلاقة مع الرئيس السابق..
ننتقل على موضوع آخر وهو علاقتك بالرئيس السابق علي عبد الله صالح وزيارتك له إلى منزله التي أثارت ضجة كبيرة، ما الذي دعاك لزيارته وما كان محور الزيارة؟
أولاً علي عبد الله صالح كانت عندي نية لزيارته أول ما آتي لكن بعد زيارة الرئيس عبد ربه، فتكون الزيارة الأولى زيارة سياسية والثانية زيارة إنسانية وأخلاقية، لأنه شخص أحسن إليّ، الأمر الآخر أن بيننا معرفة وعندي أن الملتهم بريء حتى تثبت إدانته فلا مشكلة أني أزوره وأقول له شكراً على ما عمله معي في أخذي بالطائرة إلى الأردن، وعندما رحت إلى أمريكا ساعدني كثيراً، وأنا من أكثر الناس من كان ينتقده، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولو كانت زيارتي له من أجل أن أكسب شيء لكان من المفترض أن أزوره وهو رئيساً، إذن فزيارتي ليس فيها إلا جانب ذا طابع إنساني وأخلاقي بحت.
وكان الذي نسف لي الزيارة أحمد المتوكل، وذهبنا إليه وكان عنده زحمة شديدة فدخلنا عليه فاستقبلنا سلطان البركاني وجرّني بيدي وجاء العسكري يريد أن يفتشني فقال له البركاني هذا لا تفتشه ما يحملش أسلحة، فقلت له أتركه يفتش وبعدين يفعلوا حادث داخل ويقولوا أنت المتهم.
المهم دخلنا على الرجل في باب الخيمة فصافحني وقال لي ماذا حدث لك؟ قلت له مسألة بسيطة، وأحد رسل متُر يصدمني، وواحد جاء بالطائرة يسعفني فضحك وضحك الحاضرون.
ثم قلت له ماذا حدث لك أنت؟ قال لي تصور كانوا قد ملأوا لي الرئاسة بأكملها لكن وصلت النار إلى منطقة فيها خزانات، فقلت له وين حقك الحماية؟ فقال يبدو أنه كان هناك إهمال فقلت له على كل هل قرأت مقالي "لماذا أنقذك الله من موت محقق" قال نعم، قلت له أراد الله لك أن تعمل شيء من أجل البلد الذي حكمته 33 سنة فقال لي خلاص أنا لا أريد الرئاسة فقلت له الرئاسة أنتهت، أنت المسؤول الآن عن المؤتمر الشعبي العام، يجب أن تطور المؤتمر، أطلب منه أن يدخل في الحوار ويتولى النداء بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة بالتالي يكون أنقذ نفسه من الزوال وأنت تكون خدمت البلد.
هل وجدت منه نية صادقة لهذه المطالبة؟
هو قال لي أنا ما "عنديش" أي مانع، ونحن على باب الخروج قال لي ما رأيك أن نلتقي يوم الخميس نتناقش في الفكرة، فقلت له: الفكرة لا تحتاج نقاش معي، فأنت لديك المثقفين والمتعلمين داخل المؤتمر من خيرة الرجال.
هل تواصلتم بعدها؟
لالا.. لم نتواصل أبدا.
عند زيارتك له هل ذكرته أو ذكرك بمقولته الشهيرة التي وصفك فيها بالإمام بدون عمامة في بداية الثورة الشبابية؟
هو أصلاً كان يهاجمني دائماً لأني كنت أنتقده بحدة منذ فترة طويلة قبل انطلاق الثورة.
تماما ولذلك الذي انتقدك على زيارته أخذوها من هذه المنطلق أنه كونك معارض عنيد للرئيس صالح منذ فترة طويلة لماذا كنت أول الزائرين له من دون الآخرين؟
ما هو المانع أساساً..!!
هم يقولون أن صالح مسؤول عن قتل شباب الثورة كأقل احتمال؟
يا أخي المتهم بريء حتى تثبت إدانته ، وهذا لا يكون إلا إذا وحد القضاء المستقل والعادل وإلا هل أنا الخصم والحكم، من يدري أن الذي قتل هم أناس آخرين من الذين كانوا حول علي عبد الله صالح، فعلى أي أساس أدينه؟، أنا دخلت عليه من منطق إنساني، لأنه شخص عمل معي معروف، فأنا دخلت عليه وقت له شكراً.
الحقيقة أصبح من يدخل على علي صالح متهم بالحصول على شيء أو التنسيق لعمل ما؟
أن أقول لك شيء، أنا دافعت عن عبد الوهاب الآنسي عندما سلم على أحمد علي في القصر الجمهوري، وقلت أن هذا عمل أخلاقي وإنساني، يا أخي كنا في حجة نزور المحابيس ونتعامل معهم وهم محابيس من الإمام، أخوك عندما يخطئ ويكون في السجن هل هذا يعني أنك تمتنع عن زيارته لمجرد خطئه، هناك الكثير من القيم والأخلاق يا أخي انهارت عندنا وهذا غلط.
فأنا عندي المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وعندما يصدر حكم في هذا الموضوع يكونه لكل حادث حديث، يجب أن لا نفرط في أخلاقنا، وعلي عبد الله صالح الله يسامحه ساهم في تفشي هذا الجانب بصراحة، فأنا لست نادماً على زيارته ومستعد لتكرارها وأي شخص آخر من جانب ذا طابع إنساني.
الشيخ عبد الله الأحمر..
هناك من يقول أنك بدأت تهاجم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر؟
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله صديق عزيز بالنسبة لي من زمان هو وأخوه حميد، وفي الحقيقة أنا لم أهاجمه، فأنا قلت أن الشيخ عبد الله اتصل بي وقال لي لقد اتصلت بالرئيس وقلت له يعطيك وظيفة، فقال لي أنك رفضت وأنك تريد تجلس "تقرِّي" الطلاب، فقلت له هذا صحيح فأجاب: بلا "خيبلة" تروح تتعب وتشقي عشان توقع "مقرِّي"، لأنه كان في القرية لا يوجد متعلم سوى "المقري" في المسجد، ولم يكن يعرف أن التدريس أصبح في الجامعات وأصبح متطوراً، فقلت له يا شيخ عبد الله ممكن تصلح تكون رئيس جمهورية ورئيس وزراء لكنما تقدرش توقع "مقرِّي" في الجامعة، فأجاب قائلاً: والله ما هذا انو صدق، فالبعض قال أنني شتمته بهذه العبارة، فبالله عليك تقول عن صاحبك أنه يراجع لك ويريد أن يوظفك وأنت تشتمه لا حاشا لله، ولكني نقلت ما دار بيني وبينه كما حدث ونعلى لسانه وليس من قبيلة الشتيمة.
اختصاراً ما هي رؤيتكم المستقبلية للوضع اليمني؟
أنا منتظر تنفيذ ما قلته لعلي عبد الله صالح أن المؤتمر الشعبي العام يجب أن يتولى تقديم الدولة المدنية الديمقراطية في الحوار وهذا سيخلق توازن قوى وسيبني ديمقراطية لأنه سيدخل كحزب وليس لديه أي سلطة مثله أي حزب غيره، وبين هذه الأحزاب الانتخابات.. والجيش يكون للدولة وليس له علاقة بالأحزاب وهذا سيحمي البلد من الانهيار وسيخرج من اللعبة نهاياً وبالتالي ينهار التوازن وسندخل في صراع جديد.. فأقول أنه كل واحد الآن يجب أن يشجع المؤتمر الشعبي على الدخول، لأنه لم يعد دولة كما كان سابقاً، وسيخلق توازن قوى لدولة مدنية ديمقراطية عادلة وبالتالي نتيح الفرصة للديمقراطية وستبنى الأحزاب الجديدة وتدخل وتتوازن مع الآخرين وبالتالي نكون حمينا اليمن من الانهيار والدمار
| |
|