- ولدزبيدة كتب:
- محسن سالم العقري كتب:
- لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء، ولأن دوام الحال من المحال، وعدم مراعاة النعمة جزاؤه الحرمان، فها هو الشعب اليمني الابي في نظر بعض إخوتنا مجرد فقير يجب أن يُعان.. مع أن طلب العون ليس عيباً في حد ذاته، ولكن العيب في طريقة تقديم ذلك العون.
إن ما تقوم به احدى الجمعيات الخيرية في دولة الامارات الشقيقة تحت شعار (سندهم) والذي جندت له القنوات التلفزيونية في طريقة اقرب للتشهير منها الى الغوث، فقد صورت الحملة المتلفزة اليمنيين مجرد جياع لا يطلبون إلا لقمة تسد جوعهم وشربة تطفئ لهيب عطشهم.
اننا نستنكر وبشدة ان يكون الشعب اليمني بضاعة لدى الجمعيات المتاجرة بالأمم، من أجل تنفيذ أهداف قد لا تكون في مجملها انسانية ولا دعوية، بل فيها من التشفي بنا أكثر ما فيها من مد يد العون، ولو تعلم تلك المنظمات في الدول الخليجية الشقيقة أن اليمني ليس بحاجة الى لقمة عيشهم بقدر ما هو بحاجة لأن يحسوا بأنه شعب مكافح يعمل ليقتات من عرق جبينه.
كان أجدى بتلك الجماعات او الجمعيات، أن تنصح حكوماتها بضرورة احلال العمالة اليمنية بدلاً عن العمالة الاسيوية، فاليمنيون عاملون يأكلون من كدهم وعرقهم ولا يسألون الناس أعطوهم او منعوهم.. ان باب الاعانة الحقيقية الذي يمكن ان تقدمه تلك الدول وجمعياتها هو فتح مجال العمل امام ملايين اليمنيين الذين بنوا الخليج وعمروه، وإذا ما تعالى البنيان في تلك الدول استغنوا سريعاً عنا بدواعي مواقف سياسية.
يخطئ بعض الخليجيين حين يظنون اننا فقط من خسر بحرمانهم عمالنا من العمل في بلدانهم.. إن كانت اليمن قد فقدت عبر العمال مصدراً للرزق، فإن تلك الدول قد خسرت الكثير، وأول ما خسرت هويتها العربية، فجل الدول الخليجية مهددة باختفاء السكان الاصليين جراء الزحف الاسيوي، ناهيك عن انقراض اللغة العربية، فأصبح الخليجي مضطراً لتعلم البنجالية والأفغانية والباكستانية، او الانجليزية لمخاطبة عماله، بالإضافة الى المصيبة الكبيرة والمتمثلة في اختفاء هويتهم كخليجيين عبر ايكال تربية ابناءهم للخدم الاسيويين، وهذا سيظهر تأثيره في العشر السنوات القادمة، حين ينشئ هذا الجيل على ثقافة من ربوه.
على الاخوة في الخليج ألا يظنوا ان الفقير هو دائماً بحاجة الى الغني، ابداً هذا الكلام غير صحيح، فلو ان السكان كلهم اغنياء لما اكلوا ولما شربوا ولما وصلت اليهم جميع الخدمات التي لا يقدمها إلا الطبقات العمالية.. ومن هنا فإن الخدمة تكاملية، ومن هذا المنطلق فإن استقدام العمالة اليمنية كما فيه عون لأسرهم، هو كذلك اعانة لارباب عملهم، بحيث لا يمن أحد على أحد، ولا يظن احدهما ان له فظل على الاخر.
طوال السنوات السابقة ساهمت الدول الخليجية في ان يصل الفقر في اليمن الى ما وصل اليه حتى اصبحت الثروة في ايدي قلة قليلة بمقابل كثرة تحتاج الى العون.. لقد ادارت تلك الدول ظهرها للشعب اليمني، وظلت طيلة تلك السنوات تحافظ على استقرارها من خلال دعمها السخي للسياسيين والأحزاب والمنظمات والمشائخ، وأصبحت تقيم مجالس التنسيق التي يستفيد منها إلا من يستلمون المعاشات الشهرية من تلك الدول دون مقابل سوى ايهامهم انهم يدعمون استقرارها.
ان استقرار دول الخليج ليس في دعم تلك الفئات بقدر ما هو في تقديم الخدمات الاساسية للمواطن اليمني من كهرباء وماء ودواء وتعليم، ان تلك القطاعات هي من تحتاج الى الدعم الذي سيصل من خلالها الى الفئات المحتاجة بدون من او حملات تلفزيونية تشهيرية.
إن المواطن اليمني اصبح يعرف جيدا ان هبات وأموال الخليج ليست له وانما هي لخدمة تلك الدول عبر فئات معينة فقط، ولهذا فإنه لا يرضى بهذه الاهانات التي تقيمها تلك الجمعيات التي لا تعرف ان ما يقدمه اليمنيون لإخوانهم الفلسطينيين –رغم حالهم- هو اكثر مما يقدمونه هم، لأن اليمني عندما يعين لا يقوم بالتشهير ولا بالمن، وانما يعطي في الخفاء لتصل الى من يستحق.
إن من يصورون للعالم انهم يغيثون الشعب اليمني، هم في حقيقة الامر يعينون انفسهم ودولهم التي يجب ان تستحي، انها تعوم على بحور من النفط ولها جيران كاليمن والسودان والصومال وجيبوتي في حالة اقتصادية صعبة.. المشكلة ان دعم تلك الدول يأتي على للافراد شكل اخضاع وتبعية للمجتمع، لا على شكل مساعدة من اجل ان تقف تلك الدول على ساقيها.
ان انتشار الفقر في الدول المجاورة للحليج يهدد امن الخليج، ويضج مضاجعهم، بل ويدخلهم في الإثم، لأنه كما جاء في الكلمات البسيطة والعبارات الموجزة والألفاظ الواضحة القوية التي كررها الرسول صلى الله عليه وسلم على مسامع أصحابه الكرام «ثلاث مرات»، نافياً عن صاحبها مظاهر الإيمان وشواهده ودلائل التوحيد وبواعثه، فاستفسر الصحابة مستنكرين ومتعجبين قائلين: «مَن هو يا رسول الله؟» فأجاب الرسول الكريم قائلاً: «مَن بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم». فالثروة التي يمتلكونها ينبغي ان تسخّر لصالح الامة الاسلامية على ان يكون البدء بالأقرب فالأقرب.
يابو فاطمة انت معقول وفاهم الي يدور في اليمن
اليوم الجزيرة نقلت هذالخبر
بثت الجزيرة خبرين عن اليمن هذا المساء وهم كالتالي:
ثروة الرئيس المخلوع تبلغ أكثر من 70 مليار دولار وهي كافية لتغطية عجز اليمن لـ 20 عاما.!
وخبر أخر عن حملة جمع تبرعات لإغاثة اليمنيين من دولة الإمارات.
ما الجديد إذاً؟
جميعنا نعلم إن اليمن يعيش على المعونات والمساعدات الخارجية وأن
ثروات البلد ومقدراته منهوبة ومسلوبة وأن أمواله مكدسة في بنوك سويسرا.
لكن الجديد هنا إن تتم المتاجرة بهمومنا واحتياجاتنا عبر القنوات ومباشر،
وهذا لا يعدوا من باب الحرص على الإنسان اليمني مطلقا، فكان يكفي من الإمارات
إرجاع ميناء عدن، ومن السعودية إلغاء الاتفاقيات التي أبرمتها مع علي صالح
تلك الاتفاقيات المجحفة التي تمنع اليمن من استخراج النفط من مناطق تعتبر
مخزون للنفط وذلك بسبب انخفاض منسوب الحوض عن منسوب الحوض في أراضيها.
لكن الخبران فيهما رسالة مهمة مبطنة هي :
(يا شعب الخليج العظيم والإمارات خاصة المجاعة والفقر والجوع
هي نتائج الثورات فإياكم أن تفكروا مجرد التفكير بالخروج بثورة أو حتى القيام بتمرد صغير.)
لهذا السبب علينا الآن الالتفات لأحد القضايا المهمة وهي المطالبة بإسترداد الأموال من علي صالح وعائلته.
وادعوا كل المحاميين والقانونيين لتحريك هذه القضية على نطاق واسع بإعتبارها مطلب شعبي،
فاسترجاعها يعد أحد منجزات الثورة التي ستشكل حافزا قويا للتحرك نحو العديد من القضايا التي غفل عنها الكثير.
بتوجيهات من صاحب القلب الكبير سمو الأمير خليفة بن زايد حفظه الله والذي أحس بما يعانيه أبناء بلدنا الحبيب من عوز وفاقه وظروف صعبه وجه سموه بمكرمة قدرها نصف مليار درهم ثم أردفها بحملة إغاثية تحت عنوان <سندهم>لأبناء الشعب الأماراتي في مختلف وسائل الإعلام لمدة ثلاثة أيام كانت نتيجتها حوالي 20 مليون درهم إماراتي ضاربا بذلك أروع الأمثلة في السخاء والطيبة ومشاركته لمعاناتنا وإحساسه بما يفرضه عليه الواجب الديني والقيمي..
لذلك وجب على جميع اليمنين جميعا أن يشكروا سموه على لفتته الكريمه ومساعدته الدائمة لشعبنا اليمني..
لكن ما أثار حفيظتي وهيج مشاعري وأصابني بالذهول ماقرأته في بعض المواقع والصحف والتعليقات في الفيس بوك من قبل بعض الأخوة بنشرهم وعلى صدى واسع رفضهم للمساعدة الإماراتية بل وحملتهم الشعواء ضدها وإثارة البلبلة بين أوساط الشعب تحت دعوى أن هذه المكرمة من الشعب الإماراتي تعتبر إهانة لأبناء اليمن..
حاولت أن أفهم ماسبب ذلك ?ولماذا هذه المكرمة بالذات لاقت هذا الإستياء الواسع والتشويه الممنهج?
وبعد بحث بسيط وجدت بأن من يقفون وراء هذه الحملة التشهيرية هم جماعة الأخوان المسلمين في اليمن..
وعندما سألت نفسي عن الأسباب ..
وجدتها جلية واضحة فلأن حكومة الإمارات قد وجهت لهم صفعة قاسية بعدم إعتماد جمعياتهم المشبوهة في توزيع المساعدة والتي من خلالها يروجون لحزبهم ويكبسبون التعاطف من الشعب..كما يفعلون في المعونات القطرية وغيرها سابقا..
وكذلك رفض حكومة الإمارات توزيع تلك المساعدات عن طريق حكومة يتزعمها اللقاء المشترك مثل لهم صفعة أخرى..
لكن ماجعلهم يزيدون حقدا وكرها وغلا لحكومة الإمارات هو ماقام به العقيد ضاحي خلفان مدير شرطة دبي من تصريحات ضد مرشح الأخوان في مصر وتوضيحه لحقيقتهم ونواياهم وتهديداتهم المتكررة له مما جعلهم يثورون ضد المساعدة الإماراتية والإساءة لدولة الأمارات..
بل وجدناهم مؤخرا قد ثارت ثورتهم ونظموا المظاهرات تلو المظاهرات ضد مايسمونه استغلال الإمارات لميناء عدن..
أي استغلال هذا?وأين كنتم من قبل?لماذا اخترتم هذا التوقيت بالذات?
دعوكم من التستر وراء الإشاعات فأنتم مكشوفون أمام الشعب وأقوالكم تفضح نواياكم..
وإن كنتم فعلا تعتبرون مساعدة الإمارات إهانة للشعب اليمني فاسألوا أنفسكم من السبب في تردي أوضاعنا?!
كيف كنا نعيش ?وكيف أصبح حالنا?
ألستم أنتم من يقودون دفة الحكومة الحالية? ومن واجبكم النهوض بالإقتصاد وإنعاشه وسد الطريق أمام المتبرعين بتوفير المتطلبات الأساسية لشعبكم..
أين المليارات التي كان يختسلها سابقيكم حسب إدعائكم والتي دوختمونها في التشهير لها..لماذا لم تدعموا بها إقتصاد بلادنا كما تزعمون?!
بالله عليكم هل تريدون أن تحرموا الشعب اليمني من مساعدة أشقاءه في الإمارات من أجل أهداف سياسية وأحقاد شخصية..
لقد تجسد فيكم المثل القــــــائل: لا أنتم اللي رحمتمــــــونا ولا تركتم رحمـــــــــــــــة ربنا تنــــــــــــــــــزل.