ما أشبه اليوم بالبارحة !! كنا نشاهد مشائخ الإخوان المسلمين زرفات ووحدانا يتقاطرون على دار الرئاسة ليلاً ونهاراً لدي
( علي عبد الله صالح ) منذ توليه مقاليد الحكم في اليمن فهم تربية النظام وأحد معاوله في الحكم واستطاعت الجماعة
أن تجد لها موطئ قدم في الحكم والتوسع في كل مفاصل الدولة مستفيدة من كل المتناقضات الفكرية والسياسية
في تلك الفترة وعمل الإخوان مع (علي عبد الله صالح ) كفريق واحد وقد وأوهموه بأنه سلطان الله على أرضه
وأنه ولي أمر المؤمنين الذي لا يجوز الخروج عليه . أخلصوا له كل الإخلاص في تثبيت حكمه وإضفاء طابع القداسة .
والرئيس طبعاً لم يألوا جهداً من تمكينهم من مفاصل الدولة ونشر أفكارهم الدينية وتمكنوا من الانتشار
في القضاء والأوقاف والتربية والجيش وقد سخر ( علي عبد الله صالح ) كل أموال الدولة لدعمهم
في بناء المراكز التعليمية والمساجد والمعاهد العلمية التي كانت نواة للإخوان المسلمين
في اليمن بعد أن رفض الرئيس الشهيد (إبراهيم الحمدي ) طلب الإخوان في ذلك .
وتسخير مال الدولة لدعم جمعيات الإصلاح الخيرية التي تعتبر العمود الفقري للإخوان (باسم الفقراء والمساكين )
وبناء جامعة الإيمان التابعة للإخوان بأموال وأراضي الدولة .
واليوم يقوم مشائخ الإخوان المسلمون بزيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي ويقدمون له
مقترحات وشروط للتقرب من الرئيس الجديد وهي من باب ذر الرماد على العيون
.لأن الفترة الماضية منذ بداية ثورة الشباب وإلى يومنا هذا كشفت حقيقة الإخوان المسلمين وفقدوا كثيراً
جدا من شعبيتهم وأدرك الناس حقيقتهم . فزيارتهم تلك للرئيس الجديد من باب تلميع صورتهم
الهزيلة الشاحبة وكانت شروطهم التي طرحوها على ( الرئيس هادي ) غريبة ومضحكة
وهم يجيدون فن الخداع والمكر كما هي عادتهم ولو كان ذلك على حساب الدين
.
وهنا أعرض جانباً من أبرز ما طرحوه على الرئيس ( هادي )
1 ـ اشترطوا عليه أن تكون هناك مرجعية شرعية من علماء الإخوان المسلمين لإصدار قوانين وعقد الاتفاقات الدولية .
2 ـ إيقاف نزيف الدم اليمني في أماكن الصراع .والتحاور مع تنظيم القاعدة .
على الرغم أنهم اصحاب الفتاوى في حرب صعدة وقد اشتركوا في تلك الحرب واليوم مليشياتهم تقاتل
في حجة وعاهم وكتاف ودماج .أما الحوار مع القاعدة فيمثل مطلب رئيسي لأنهم تربية الإخوان المسلمين وعقيدتهم واحدة
3 ـ تحدثوا عن عدم رفع السلاح في وجه الدولة .
وهم يعلمون جيداً من رفع السلاح في الحصبة ومذبح واستنفار الفرقة الأولى مدرع
ومليشيات حميد الأحمر والهجوم على معسكرات في أرحب وقتل المئات من الجنود .
4 ـ رفض أي تدخل أجنبي ينتهك السيادة اليمنية ويثير الفتن .
وغريب أن يطرحوا مثل هذا الشرط وهم من استدعى التدخل الأجنبي والتسكع في أبواب السفارات الأجنبية
داخل الوطن وخارجه وسفيرتهم في ذلك توكل كرمان عضو الهيئة العليا للإخوان .
5 ـ الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها فريضة شرعية ورفض أي تفريط فيها
.
وعجيب أمر هؤلاء الذين رفضوا الوحدة اليمنية وقالوا كيف نتحد مع كفار وخارجين عن الدين !!
! وكذلك اشتراكهم في حرب 94م وأباحثهم لدماء الجنوبيين وأصدروا الفتاوى التكفيرية والجهادية في حق أبناء الجنوب
.
6 ـ رد الحقوق إلى أهلها ورفع المظالم عن كل أبناء الجنوب
.
وهذا من باب ذر الرماد على العيون فزعماء الإخوان المسلمين تقاسموا أراضي الجنوب
ونهبوا ثرواتها مع النظام السابق بعد حرب 94م واعتبروها غنيمة وفتح
7 ـ إقامة دول دينية .
وهذا ما تسعى إليه جماعة الإخوان المسلمين لتكوين خلافة إسلامية