- الجبني 2011 كتب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
|
ألا يحزنكــم هذا المشهد.. فلماذا غبتــم عن
مواساتهم...؟؟؟ أصورتـم الناس بشعاراتكم السياسية.. صدعتـموهم بتصريحاتكم الوطنية الطنانة،
كما لو أنكم آخر الشرفاء في العالم.. واليوم كانت وجوه أسر عشرات الشهـداء تتلفت بحثاً عنكم،
عن وزير من "حكومة الدولة المدنية"، أو قيادي من "الأحزاب السياسية"،
أو برلماني يدعي تمثيل شعبه، أو ناشط يدعي الثورية الشعبية..
فلم يجدوا أحداً منكم يواسيهم في مصابهم الجلل..!!
اليوم كان (العسكــــر)ـ قادة ومراتب- وحدهم يلمون أشلاء شهداء مجزرة السبعين،
ويرفعون عشرات النعوش على الأكتاف، ويذرفون دموعاً من دم على رفاقهم...!!
وحدهم ينكسون الرؤوس والسلاح، ويكتمون نحيبهم في الصدور
لئلا يحسبهم عدو الله والوطن ضعافاً فيتمادى إرهاباً...!!
وحدهم يعزون الآباء والأمهات والأبناء، والخجل يخنقهم
من دولة لم تهتز فيها شعرة مسئول "مدني" واحد لمجزرة بشعة،
أقل ماتستوجبه تقديم التعازي لأسر الضحايا..!!
مئات الشهداء والجرحى اليمنيين سقت دماؤهم أرض الوطن عشية ذكرى عيد الوحدة
"اليوم الوطني"، وكنا نحسبكم ستطلقون عليهم لقب "شهداء الوحدة" أو "
شهداء الكرامة اليمنية"، لكنكم أسفاً تجاهلتموهم كما تجاهلتم
من قبلهم (209) شهداء ذبحتهم سكاكسن الارهاب في "
دوفس"، ودفنتموهم تحت جنح الليل، ثم عدتم تفاوضون
قاتليهم وكأن من يؤمن بثقافة المجــازر يتقـن لغــة الحــوار!!!
لمــاذا غبتــم يا ســادة عن تشييع كبرى قوافل شهداء الوطن،
ومواساة أهاليهم؟ ولماذا غابت منابركم الاعلامية؟؟
وكيف ستغرسون الروح الوطنية في نفوس شعبكم
إن لم تعظموا شأن التضحية في سبيل اليمن..
إن لم يكن للشهيد عنكم مكاناً من التقدير..
إن لم تشعروا الأهالي بقيمة ما قدمه أبنهم لوطنه وشعبه..!!؟؟
لقد تفطر قلبي حزناً عندما انتهت مراسيم التشييع وقصدت مقبرة الشهداء،
ولم يبق مع أسر الشهداء سوى قائد الامن المركزي فضل القوسي
ورئيس أركان الامن المركزي يحيى صالح،
كما لو أن الأمر لا يعني أحد غيرهما..
وربما كان شهداء السبعين أوفر حظاً من شهداء دوفس أبين الذين لم دفنوا في جنح الظلام!!!
إعلموا يا سادة إن غيابكم كان رسالة فصيحة لتنظيم القاعدة
بأنكم لن تستنهض هممكم مجازها، مهما ارتفعت أرقام الضحايا..
لذلك فإنها ستتطاول، وتتمادى، وتستشري في كل مكان،
حتى تفاجأكم في الغرف التي تختبئون فيها....
أما سمعتم بمثل أجداكم: (صـَيـــاد ما تدخـــل إلاّ راس الذليـــل)!!!! |
من منا ينسى هذا العنوان..!! وأمثاله من مذبحة دير ياسين وغيرها ..وغيرها، ومن منا ممن رأى تلك المناظر التي لاتعرض إلا في المناسبات، أو عند تكرار مذابح جديدة مشابهة لها، ومن منا ينسى تلك المناظر البشعة المؤلمة القاتلة التي لاتشبه حتى ما يعرض في أفلام الرعب التي قد تكون مستوحاة منها.
لكن أن يتكرر هذا الاسم، وهذه المشاهد، مع اختلاف أسماء الأماكن فقط، وأن أولئك يهود ومحتلون، في بلادنا نحن اليمنيين، وبمن .. بشباب بعمر الورد، لاتتجاوز أعمار معظمهم الـ18، ممن لم يعرفوا الحياة بعد، والتحقوا بجيش الوطن فقط للبحث عن الرزق، فمنهم من يعول أسرة، ومنهم من التحق ليستطيع مواصلة جامعته، ومنهم لأجل والده المريض وإخوته في المدارس، ومنهم لأجل إخوته الأيتام، ومنهم... ومنهم...
ماحدث في السبعين قبل أيام، ومايحصل مثله في غيرها من محافظات بلادنا، دليل واضح على التقدم والتطور الذي وصلنا إليه في مجال القتل والفساد، ودليل أوضح على القادم من مستقبل بلادنا، فعندما يتمرد يمني على آدميته وإنسانيته، ويغطي جسده كاملاً بشظايا الموت.. ليحرق من ؟!! ليحرق أخاه الذي يرتدي نفس زيه، ويدين بنفس دينه، ويعيش معه نفس الوجع والفقر والحاجة وووو.
وما يؤلم أكثر أنه بعد تحول أولئك الشباب إلى أكوام من اللحم المتناثر هنا وهناك، لم تتخذ أي خطوة تجاه هذه المجزرة من المسئولين، إلا إعلان اسم الانتحاري، الذي لايعرف أحد عنه شيئاً، فهل من المعقول أنه لم يشعر به أحد، لم يفتشه أحد، وهو يلبس كل تلك المتفجرات، لم يشك به أحد.. هل هذا منطقي..؟!
كأننا لعبة شطرنج بأيادٍ خفية، لاتراها أعين أحد من المسئولين، وكل واحد ينسب هذا الاسم للجهة التي يريدها، هذا إن كان هذا هو الاسم الحقيقي لذلك المعتوه أصلاً، وبعد.. وبعد، ومن ماتوا وعائلاتهم ونحن، ماعدنا حتى نستطيع البكاء، فحياتنا تماماً كموتنا، تماماً كقاتنا أمزجة مختلفة ونذهب للجحيم، كأن معتوهي تحطيم أبراج الكهرباء، قد امتدت طموحاتهم لرؤية اشلاء متناثرة ودماء تسيل فقط للعساكر، .. لماذا لم نقتنع بمسئولية ما يسمونهم بالقاعدة، ولماذا لايحاسبون إذا كانوا هم؟ ولماذا الجميع صامت ،خاصة وزير الداخلية ورئيس الوزراء؟، لماذا لم يصرح أحد منهم بشيء،؟، وهل هناك وطن آخر، نهرب إليه من أوجاعنا،؟ فمن يعيشون اليوم مع اليهود في تل أبيب باتوا أحسن حالاً، لا لشيء إلاّ لأنهم يعرفون عدوهم ويحذرونه.
آه.. آه.. يا أيها اليمن التعيس، والقادم أسوأ..