مارشال جبن مشرف واحة جبن اليوم
تاريخ التسجيل : 01/02/2010 العمر : 57
| موضوع: سألتموني فأعيتني إجابتكم من أدّعى أنه دار فقد كذب الثلاثاء مايو 29, 2012 9:36 am | |
| من كلام الكبار ما يبعث الدوار، إذا حملته على الجدّ، تعبت في الركض وراء غايته، وإن ظننته هزلاً، ضللت السبيل . ما تذكّرت عالم اللغة “الفرّاء”، إلا وخطر ببالي عازف التشيللو “روستروبوفيتش”، والعكس، كلاهما طرح قضية محيّرة، وليس من الحكمة الاكتفاء بقول أبي العلاء: سألتموني فأعيتني إجابتكم
من ادّعى أنه دارٍ فقد كذَبا جناب الفرّاء مات وفي نفسه شيء من حتى، قشّة نحو قصمت ظهر فقيه الضاد، فهي ترفع وتنصب وتجرّ، فهل نغلق الملف قائلين بسذاجة: لقد أضاع عمره في طلب أمر صغير حقير؟ وعازف التشيللو روستروبوفيتش قال “ظللت طوال حياتي أبحث عن الدرجة الصوتية مِي” . فهل يصدّق حتى الأبله أن موسيقاراً عالمياً لا يعرف دو، ري، مِي؟ هل ينبغي لنا اتهام الرجلين بقولهما ما لا يُعقل؟ هو ذا المعرّي يقول ثانية: “أما اليقين فلا يقين وإنما . . أقصى اجتهادي أنْ أَظُنَّ وأحدُسا”، فلا تنطبق عليهما مقولة أينشتاين في عباقرة الشطرنج: “أدمغة كبيرة تضيّع طاقاتها في أمور لا قيمة لها” . لو كان عالم لغتنا يملك جرأة بعض أهل الإفتاء في عصرنا، لضرب “حتى” بفتوى تُلزمها وظيفة نحوية واحدة، وتصبح الأخريان في عداد المنسوخ . ولو كان العازف الموسيقار قاضياً عسكرياً في هذا الفن لأصدر حكمه: هذه هي “مِي” ولا شيء سواها . ولو كان الفرّاء يكتفي بالتخلّص والتملّص، لقال مازحاً: إن حتى مثل مفتاح اللصوص الذي يفتح كل الأبواب، أو مثل الآلة التي تعصر وتطحن وتخلط . ولو كان روستروبوفيتش يبحث عن مهرب من المسألة، لقال مازحاً: إن كل درجة صوتية تستطيع أن تلعب دور “مِي” في ما يسمّى “تصوير المقامات” . طريقة التخلّص هذه فعلها ديغول حين قال للرئيس الأمريكي ليندون جونسون، في حرب فيتنام: “لو كانت تحت قبّعتي أرنب لألقيت بها” . عظمة المقولتين تكمن في التأمل والبحث عن الحقيقة طوال الحياة، البحث العلمي هو في حدّ ذاته غاية، حتى ولو لم يأتِ بنتيجة، لأن عدم البحث لا يأتي بشيء ولا يؤدي إلى التطوير على الإطلاق . أما البحث ففيه السعي إلى تحقيق هدف محدد، وعلى طول الطريق، قد يكتشف الباحث أشياء أهم لم يكن يبحث عنها . تماماً مثل عالم الأحياء الذي يقضي سنين وهو يدرس خليّة أو نواة خليّة أو سراً من أسرار الحمض النووي، قد لا يهتدي إلى المبتغى، ولكنه قد يكتشف كنزاً آخر . في مسيرة البحث العلميّ في العلوم والفنون، يتعلم الباحث كيف يكون صاحب منهجية علمية أكاديمية عتيدة، وروح متيّمة بطيف الحقيقة الكاتب عبد الطيف الزبيدي | |
|
في الصــــمـــيـم المدير الاعلامي
تاريخ التسجيل : 20/12/2009 العمر : 63
| موضوع: رد: سألتموني فأعيتني إجابتكم من أدّعى أنه دار فقد كذب الثلاثاء مايو 29, 2012 10:13 am | |
| - مارشال جبن كتب:
- من كلام الكبار ما يبعث الدوار، إذا حملته على الجدّ، تعبت في الركض وراء غايته، وإن ظننته هزلاً، ضللت السبيل . ما تذكّرت عالم اللغة “الفرّاء”، إلا وخطر ببالي عازف التشيللو “روستروبوفيتش”، والعكس، كلاهما طرح قضية محيّرة، وليس من الحكمة الاكتفاء بقول أبي العلاء:
سألتموني فأعيتني إجابتكم
من ادّعى أنه دارٍ فقد كذَبا
جناب الفرّاء مات وفي نفسه شيء من حتى، قشّة نحو قصمت ظهر فقيه الضاد، فهي ترفع وتنصب وتجرّ، فهل نغلق الملف قائلين بسذاجة: لقد أضاع عمره في طلب أمر صغير حقير؟ وعازف التشيللو روستروبوفيتش قال “ظللت طوال حياتي أبحث عن الدرجة الصوتية مِي” . فهل يصدّق حتى الأبله أن موسيقاراً عالمياً لا يعرف دو، ري، مِي؟ هل ينبغي لنا اتهام الرجلين بقولهما ما لا يُعقل؟ هو ذا المعرّي يقول ثانية: “أما اليقين فلا يقين وإنما . . أقصى اجتهادي أنْ أَظُنَّ وأحدُسا”، فلا تنطبق عليهما مقولة أينشتاين في عباقرة الشطرنج: “أدمغة كبيرة تضيّع طاقاتها في أمور لا قيمة لها” .
لو كان عالم لغتنا يملك جرأة بعض أهل الإفتاء في عصرنا، لضرب “حتى” بفتوى تُلزمها وظيفة نحوية واحدة، وتصبح الأخريان في عداد المنسوخ . ولو كان العازف الموسيقار قاضياً عسكرياً في هذا الفن لأصدر حكمه: هذه هي “مِي” ولا شيء سواها . ولو كان الفرّاء يكتفي بالتخلّص والتملّص، لقال مازحاً: إن حتى مثل مفتاح اللصوص الذي يفتح كل الأبواب، أو مثل الآلة التي تعصر وتطحن وتخلط . ولو كان روستروبوفيتش يبحث عن مهرب من المسألة، لقال مازحاً: إن كل درجة صوتية تستطيع أن تلعب دور “مِي” في ما يسمّى “تصوير المقامات” . طريقة التخلّص هذه فعلها ديغول حين قال للرئيس الأمريكي ليندون جونسون، في حرب فيتنام: “لو كانت تحت قبّعتي أرنب لألقيت بها” .
عظمة المقولتين تكمن في التأمل والبحث عن الحقيقة طوال الحياة، البحث العلمي هو في حدّ ذاته غاية، حتى ولو لم يأتِ بنتيجة، لأن عدم البحث لا يأتي بشيء ولا يؤدي إلى التطوير على الإطلاق . أما البحث ففيه السعي إلى تحقيق هدف محدد، وعلى طول الطريق، قد يكتشف الباحث أشياء أهم لم يكن يبحث عنها . تماماً مثل عالم الأحياء الذي يقضي سنين وهو يدرس خليّة أو نواة خليّة أو سراً من أسرار الحمض النووي، قد لا يهتدي إلى المبتغى، ولكنه قد يكتشف كنزاً آخر . في مسيرة البحث العلميّ في العلوم والفنون، يتعلم الباحث كيف يكون صاحب منهجية علمية أكاديمية عتيدة، وروح متيّمة بطيف الحقيقة
الكاتب عبد الطيف الزبيدي جميل هذا الطرح اخي الغالي لك الف شكر على
الأنتقاء والنقل من ادبيات عبداللطيف الزبيدي ،
لك كل الحب اخي المارشال ونتمنا ان تكون معنا على طول ،
شف والله العظيم ان علي امتحانات تبدء من يوم 23-6 معناته
اني مجبور في الحضور في حب منتدانا العزيز وحب الشباب الذين
نرجو ان يحضروا حتى ولو في القلب مافيه ،
تقبل السلام
.................... | |
|