الجبني 2011 عضو مميز
تاريخ التسجيل : 28/03/2011 العمر : 34
| موضوع: جريمة مقتل حارس معهد أكسيد للغات الإثنين مايو 21, 2012 2:34 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | | جريمة مقتل حارس معهد أكسيد للغات بنيران أحد مرافقي ابنة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه منتصف نهار السبت 2012/5/12م خلقت حالة من الجدل بين أوساط المجتمع اليمني امتدت أصداؤها طوال الأسبوع المنصرم وحتى اللحظة.. وكعادة المناكفات السياسية في التعامل مع أية قضية تتعلق بقوى سياسية معينة فقد انقسمت الساحة المحلية إلى قسمين: مناصرين، ومناوئين.. وكل منهما استغل هذه الجريمة بطريقته الخاصة ولغرض في نفسه.
وقبل الخوض في هذا الموضوع أحب أن أؤكد بأنني لست مع استغلال هذه الجريمة للإساءة الشخصية لباسندوه أو ابنته، وكذلك لست من هواة الاصطياد في الماء العكر، غير ان هناك بعض النقاط تستوجب أن نقف عندها لبرهة منها:
استغلال مسؤول
أولاً: ان يقوم أحد مرافقي ابن أو ابنة رئيس حكومة – أية حكومة في العالم- بسفك دماء مواطن مدني لا يحمل أي سلاح وبدون أسباب بحجم هكذا جريمة، وبحضرة ابنة رئيس الوزراء، فطبيعي ان يستغل الطرف الآخر المعارض لرئيس الحكومة هذه الحادثة لضرب المسؤول الأول في الحكومة.. وعلى الطرف المناصر ان يوضح الحقيقة للرأي العام ويُخرس المناوئين له بطريقة لا كذب فيها ولا تناقض.
فلو كان القاتل “مثلاً” أحد مرافقي ابن أو ابنة رئيس الوزراء السابق الدكتور مجور، أو باجمال أو الارياني- رغم أن أياً من هؤلاء لم يخصص مرافقين لأبنائه- لاستخدمت ذلك أحزاب المشترك أسوأ استخدام وحولته إلى “لبانة” عصية الذوبان تظل وسائلها الإعلامية تلوكها ليل نهار.. وستتكفل منظمة “هود” الإصلاحية واخواتها بتحويلها إلى قضية رأي عام، بالإضافة إلى تجييش الخطباء والوعاظ والفقهاء للتشهير برئيس الحكومة في كل خطبة ومحاضرة.
وجميعنا يعلم كيف حاول إعلام المشترك وخصوصاً الإصلاح خلال أزمة 2011م تأليف القصص والحكايات حول انتهاكات حقوقية – من صنع الخيال- زعموا أن مواطنين تعرضوا لها على أيدي مسؤولين مناصرين للرئيس الصالح.. وحاولوا بكل قوتهم الترويج لهذه الأكاذيب بغرض الإساءة لرموز النظام السابق.. وطبعاً ليس لديهم أي دليل.. فما بالكم إذا كان مشهد الجريمة مُسجلاً صوتاً وصورةً.
ولا زلنا نتذكر كيف تعاملت وسائل إعلام المشترك في قضية اتهام نجل رجل الأعمال شاهر عبدالحق بقتل فتاة في بريطانيا عام 2008م.. حيث جعلت تلك الوسائل نفسها الحاكم في هذه القضية وأصدرت أحكامها المسبقة ضد نجل عبدالحق، ولم تنس في كل تناولة لهذه القضية أن تشير إلى ان عبدالحق هو أحد رموز حزب المؤتمر ومن المقربين للرئيس صالح.
وأنا هنا لا أبرر الهجوم على باسندوه من قبل البعض ولكنه كشخص مسؤول لا يزال في كل خطاباته وتصريحاته يتعصب لجهة سياسية معينة ويسعى في كل قراراته لإقصاء الآخر والانتقام منه.. ومن الطبيعي جداً أن يتربص الطرف الآخر أبسط الأخطاء للرد عليه فما بالك ان يكون الخطأ بمثل حجم جريمة “السبت”!!.
بلطجة اخوانية
ثانياً: كان باستطاعة مستشاري باسندوه الإعلاميين والسياسيين – وجميعهم عينَّهم الشيخ حميد- ان يتعاملوا مع هذه القضية بدبلوماسية تلجم الطرف الآخر وتقطع عليه الطريق في استغلالها لأغراض سياسية.. ولكنهم كعادتهم في التعامل مع من يخالفهم في الرأي أو الفكر “شعللوا” القضية وأساءوا لصاحبهم أكثر من الآخرين.. فبمجرد أن تناولت مواقع الكترونية خبر الحادثة نهار السبت المنصرم سارعت بعض مواقع الاخوان إلى نفي الخبر والقول انه من تأليف “بقايا النظام”.. وبعد اعتراف رئيس الوزراء بهذه الجريمة تحول كتاب وصحفيو الاخوان إلى مهاجمة وسائل الإعلام التي تناولت خبر الحادثة بما فيها مواقع اخبارية مناصرة لأحزاب في المشترك.. ووصل الأمر حد التطاول على سمعة وعرض “المجني عليه” واتهامه بأنه بلطجي وأمن قومي ومجند مع النظام السابق، وفي نفس الوقت يصفون “القاتل” بأنه يضرب به الأمثال في التدين وحسن الخلق.
أمن قومي
ومن هذا على سبيل المثال ما قاله الأكاديمي الاخواني عبدالله الفقيه في صفحته على الفيس بوك ان المجني عليه بابل السنباني أحد أقرباء فارس السنباني – السكرتير الصحفي للرئيس صالح- وأن معهد أكسيد هو واجهة للأمن القومي.. بمعنى ان المجني عليه يعمل لصالح الأمن القومي لذا فهو- من وجهة نظر الاخوان- مباح قتله ومن قتله له أجر عظيم.
قاتل حسن السيرة والسلوك
أما موقع “أنصار الثورة” الذي يدار من مطبخ المنشق علي محسن فقد خرج برواية أخرى لا تقل قذارة عما قاله عبدالله الفقيه، حيث خصص هذا الموقع مساحة كبيرة لمدح القاتل عبدالملك الآنسي بأنه “شاب خلوق.. طيب.. متسامح.. حسن السيرة والسلوك.. وهو لا يدخن أو يخزن ويقضي جل وقته في المصلحة العامة و... و...الخ”.. وان حارس المعهد هو من أجبره على اطلاق النيران عليه!!.. لا اعتقد ان هناك قبحاً واستهتاراً واستخفافاً أكثر من هذا القول!!.
قرصة إذن!!
ثالثاً: وهو الأهم.. بعيداً عن كل الذي ذكرناه آنفاً هناك قراءة مغايرة لجريمة مقتل المواطن السنباني على يد مرافق ابنة رئيس الوزراء.. تؤكد ان هذه الجريمة تم التخطيط لها باتقان لايصال رسالة لباسندوه بأن (تدمير مستقبلك السياسي أمر في غاية البساطة).. فجميعنا لاحظ كيف التزم حميد الأحمر وجميع اخوانه الصمت تجاه قضية الـ13 مليار المرصودة للمشائخ.. ولم يعبروا عن موقفهم هل هم مع اعمتادها أم مع قطعها!!.. والسكوت يدل على انهم ضد تصريحات باسندوه بأن حكومته لن تدفع تلك المبالغ، لأنهم وانصارهم من المشائخ – وذلك معروف للجميع- يحصلون على نصيب الأسد من تلك المليارات وقطعها يعني الأضرار بمركزهم القبلي المرهون بما يستلمه انصارهم من مخصصات شهرية، لذلك يرى مراقبون بأن حادثة مرافق ابنة رئيس الوزراء ليست سوى “قرصة إذن” لباسندوه بأن يبتعد عن مليارات المشائخ و”مثلما طلعناك رئيس وزراء نقدر ننزلك إلى درجة شاويش حبس”!!.
قاتل محترف
ويسند هذا الرأي معلومات تناقلتها وسائل إعلام مختلفة بما فيها مواقع اخبارية تابعة لتكتلات في ساحة الاعتصام.. أكدت جميعها ان القاتل عبدالملك الآنسي كان أحد المرافقين لحميد الأحمر قبل ان ينتدبهم لحراسة باسندوه، ومن تابع تسجيل الفيديو الذي صورته كاميرات المعهد لمشهد الجريمة يجد فعلاً ان القاتل محترف في اطلاق النيران، ويتضح ذلك جلياً من خلال طريقة امساكه بسلاحه الآلي واسلوب اطلاق النار.. وأيضاً يؤكد قول المراقبين في هذا السياق اعتراف بعض صحفيي الاخوان بأن صابر الحيفاني السائق الرسمي لرئيس الوزراء هو من كان يقوم بايصال خالدة باسندوه إلى المعهد.. ولكنه ذهب في اجازة وحل الآنسي بديلاً عنه ليدشن أولى مهامه بسفك دم حارس المعهد.. في الوقت الذي كان رئيس الوزراء يتحدث في فعالية بصنعاء عن الدولة المدنية وحقوق المواطن وكرامته!!.
دار أبي الأحمر
وبهذا تتضح حلقات هذا المخطط “الأحمري” فالمرافق الآنسي فر بعد ارتكابه للجريمة واحتمى بمنزل حميد الأحمر، وبهذا يكون قد ضمن “الأمان” من ثأر أهل المجني عليه فمن دخل دار الأحمر فهو آمن.. وتقتضي الخطة بعد ذلك ان يستخدم رئيس الوزراء سلطاته في تمييع القضية ووأدها على أساس ان القاتل فر إلى مكان مجهول، وإذا حدث ذلك فإن باسندوه سيظل متخوفاً من ظهور القاتل في أي وقت وما يعقب ذلك الظهور من نبش القضية من جديد وجرجرة ابنة رئيس الوزراء إلى المحاكم والنيابات وتهديد منصبه كرئيس للحكومة.. يعني ستظل رقبته تحت رحمة حميد الأحمر وسيكون عبداً مطيعاً لأوامره أكثر من السابق.. لكن باسندوه تنبه لهذا الأمر بعد الحادث مباشرة وبشجاعة اعترف بوقوع تلك الجريمة ووجه وزارة الداخلية بالقبض الفوري على القاتل واحالته للمحاكمة.. وطبعاً هذا لم يعجب الشيخ حميد الذي قيل انه رفض تسليم القاتل بعد توجيهات رئيس الوزراء مباشرة ولم يسلمه إلا بعد مرور نحو 30 ساعة من صدور توجيهات رئيس الحكومة، وفي ذلك رسالة أخرى لباسندوه مفادها “أننا فوق القانون والدولة.. وسلطاتك لا تنطبق علينا”.. وعُززت هذه الرسالة بثالثة بُعثت من خلال أربع سيارات مليئة بمسلحين قيل انهم تابعون لحميد الأحمر رافقوا القاتل إلى وزارة الداخلية عندما ذهب لتسليم نفسه!!.
ترى هل سينجح رئيس الحكومة في عتق رقبة باسندوه وتحريره من حميد الأحمر؟ |
| |
|