لن ارحل الا عبر صناديق الاقتراع – ظل يرددها مرارا وتكرارا
طوال الأزمة السياسية التي عصفت في اليمن وكادت تقذفه أمواجه
الهوجاء إلى هاوية سحيقة , اليوم رحل الرئيس علي عبدالله صالح
من منصب رئيس الجمهورية عبر صناديق الاقتراع..
قاوم كل الضغوط الداخلية والخارجية ورفض كل أملاءته وشروطه للتسوية ..
كتب المبادرة مع مستشاره السياسي عبدالكريم الارياني ادخل عليها
التعديلات و رفض التوقيع حتى يتم وضع آلية تنفيذية لها تضمن تنفيذ
بنود المبادرة وترشيح " عبدربه منصور هادي " رئيسا للجمهورية
كمرشح وحيد وتوافقي..
لم تجد المعارضة سوى الرضوخ بعد ان عجزت عن تمرير اجندتها عبر التحشيد
والتظاهرات و الهجمات المسلحة و المشاكل التي اثيرت هنا وهناك
وأدخلت البلد في متاهات معقدة من المشاكل الاقتصادية والمعيشية .
من يراجع الاداء السياسي لفريق المؤتمر الشعبي وفريق المشترك خلال
الازمة وكون ذاكرة الشعوب لاتمحى فما بلنا بشهور وايام قليلة ..
نجد ان الرئيس صالح هو من هندس حل الازمة ورسم خروجه من السلطة
بشكل مشرف .. كما قال .. وسلمها لاياد أمينة كما اعلن .
هو الان الرئيس السابق , ولكن البعض ممن يحاولون البحث عن
انتصارات وهمية يقولون انهم اسقطوا صالح عبر صناديق الاقتراع ..
في وقت ان هذا هو مطلب الرجل بل يفتخر ان سيرحل عن السلطة
عبر صناديق الاقتراع , كما ان الانتخابات وان كانت يشوبها بعض الملاحظات ..
فانها جاءت لإرضاء هذا الرجل الذي عجزت الضغوط المحلية والاقليمية
والدولية على تغيير قناعاته .. قال في مقابلة مع " فرانس 24 "
انه يتعرض لضغوط كثيرة لكنه لا يمكن ان ينفذ الا ما هو منطقي .
ثم ان هذه الاحتفالات تكررت وسط عواصف اعلامية هوجاء حاولت دفن
الحقيقة ولكن عجزن عن قتلها , فالرجل خرج بعد انفجار مسجد
دار الرئاسة وراحت الباحثين عن الاوهام يحتفلون بالنصر و نسجت
الروايات والفت القصص واطلقوا عليه ان من الماضي , ليفاجئهم
الرجل انه في صنعاء بعد اكثر من ثلاثة اشهر بالعلاج , ذهب لتوقيع
المبادرة وتكرر المشهد الاحتفالي .. الان يكررون هذا المشهد وسط
ذات الهوجة الاعلامية .. لكن هذه الهوجة أصبحت
رتيبة ومملة لدى الشارع اليمني .
علي عبدالله صالح حتى بخروجه عن السلطة المشرف اضاف الى رصيده
انجاز جديد ليرسى في عهده اول تداول سلمي للسلطة .. والتاريخ سينصفه
.. وكان مثالا للوطني الذي اثر مصلحة الوطن وجنبها الانزلاق في فوضى
الاحتراب .. وبمراجعة قليلة الى الشهور الماضية نكتشف
ان الرجل مرر شروطه .. وبالتالي من يحاول
ان يظهر بمظهر المنتصر فهو الباحث عن
انجاز بائس يحاول من خلاله تدجين الشعب.