قلل مساعد الرئيس الأمريكي - نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، جون بيرنان من المخاوف التي تبديها بعض الأطراف المحلية، إزاء عودة الرئيس علي عبدالله صالح ، وممارسته للعمل السياسي من خلال رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام، بالقول :"نحن ندرك أن صالح داعم للمرحلة الانتقالية.. وهو قال ذلك علنا".
ولفت المسئول الأميركي إلى أن زيارته الحالية لليمن، هدفت إلى "إظهار التزام الولايات المتحدة تجاه اليمن"، موضحا أن الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يتواجد حاليا في الولايات المتحدة بغرض استكمال العلاج من إصابته في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي بصنعاء، منتصف العام الماضي، طلب مناقشة خطوات عملية نقل السلطة مع المسؤولين في صنعاء.. وقال :" لمست، خلال لقاءاتي، أمس السبت، مع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي وبقية المسؤولين، بأنهم على ثقة بالنتائج الإيجابية للعملية السياسية" الانتقالية، التي ستسمر حتى فبراير 2014 م ".
وحول الانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع إجراءها يوم غد الثلاثاء أشاد جون بيرنان بالنموذج اليمني في تحقيق الانتقال السلمي والآمن للسلطة عبر صندوق الاقتراع وتجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة ، وقال مساعد الرئيس الأمريكي: إن اليمن هو البلد الوحيد الذي حقق انتقالا سلميا للسلطة، من بين البلدان "التي تأثرت بما عُرف بثورات الربيع العربي"، داعيا اليمنيين ِإلى أن "يفخروا بما أنجزوه".
وقال برينان، في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمبنى السفارة الأمريكية في بصنعاء، إن اليمن "على مشارف مرحلة تاريخية جديدة".. مضيفا :"إن اليمن أثبت أنه قادر عن أن ينتقل من الماضي إلى الحاضر عبر صناديق الاقتراع" .
وأشار مساعد الرئيس الأميركي إلى أنه نقل، خلال زيارته الحالية لصنعاء، رسالة خطية من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، تضمنت تأكيد الرئيس أوباما بأن اليمن أصبح "نموذجا للانتقال السلمي للسلطة في منطقة الشرق الأوسط" .
وعن النشاطات التي تقوم بها مليشيات مسلحة مدعومة من أطراف خارجية ، دان المسؤول الأمريكي أية محاولات لـ"قوى خارجية" لاستغلال الحوثيين ونشاطاتهم المسلحة الأمر الذي لا يخدم إحلال السلام والأمن في المناطق التي يتواجدون فيها وخصوصا محافظة صعده منذ بدء المواجهات المسلحة فيها في العام 2004م .. وقال :" لا يمكن لأي دولة أن تسمح بوجود (مليشيات مسلحة) داخل حدودها الجغرافية" ، مشددا على ضرورة إعادة هيكلة الجيش اليمني، المنقسم، منذ إعلان قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، اللواء الركن علي محسن الأحمر، أواخر مارس الماضي، تأييده لمطالب الاحتجاجات .
وخاطب المسئول الأمريكي اللواء (المنشق) علي محسن الأحمر بقوله :" أنادي اللواء الأحمر أن يضع جانبا أجندته الفردية ويعمل للمصالح الوطنية"، مؤكدا بأنه "آن الأوان للقوات المسلحة اليمنية أن تكون قوات موحدة ومنظمة ومهنية بحتة حتى يتمكن اليمن من مواجهة التحديات المستقبلية".
وأردف قائلا :"القادة العسكريون يجب أن يعلموا بأن مهمتهم عدم الاقتتال مع قادة عسكريين آخرين"، لافتا إلى أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي "ذو خلفية عسكرية ويفهم ضرورة تحويل الجيش إلى مؤسسة وطنية" ، ولفت إلى وجود "قادة عسكريين" يخافون من عملية إعادة هيكلة الجيش "لأنها تهدد مصالحهم الخاصة".
وفيما يتعلق بالحرب التي يشنها اليمن على الإرهاب، قال مساعد الرئيس الأميركي :" نحن قلقون من وجود تنظيم القاعدة في جنوب البلاد"، لافتا إلى أن واشنطن دعمت القوات اليمنية بـ"نوعية مختلفة من المعدات"، إضافة إلى التدريب والمشورة.
وأضاف :" هناك كثير من الجنود اليمنيين الشجعان يتصدون ببسالة لنشاطات العناصر الإرهابية ، وأستطرد قائلا :" لقد أظهر مقاتلو اللواء 25 ميكانيكي شجاعة فريدة" في قتال تنظيم القاعدة، في محافظة أبين، العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك "أفراد" حاولوا استغلال تنظيم القاعدة "لأغراض خاصة".
وأكد برينان بأن الولايات المتحدة "ستضغط على الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية اليمنية لأن تعمل كل ما هو صائب للتصدي لنشاطات تنظيم القاعدة"، موضحا بأنه خلال زيارته السبع للعاصمة صنعاء كان يطالب المسؤولين اليمنيين بتجفيف منابع "القاعدة".. وقال :" ندرك أن مرشح التوافق عبد ربه منصور هادي ملتزم جدا بمواجهة القاعدة.. ونعتقد أنه سيكون شريكا قويا في محاربة هذا التنظيم الإرهابي".. مشددا في ذات الوقت على ضرورة أن تذهب المعونات التي تقدمها واشنطن، في مجال مكافحة الإرهاب، إلى " الوحدات التي تقاتل القاعدة".