لم تكن ثورة الشعب اليمني ضد النظام الظالم صدفة ولا ترفا ولا من أجل إعادة
إنتاج النظام من جديد كما يتعاطى معها بعض أحزاب المعارضة بقيادة الإصلاح
إرضاء لسفير أمريكا الذي يعمل ليس فقط لإجهاض الثورة وإنما لقتل إرادة الشعب
وعزيمته الثورية من خلال استنساخ وضع يسعى لتمريره على الشعب عبر تلك الأحزاب
أسوأ من الوضع السابق بكثير وإنما كانت نتيجة معاناة قمع وقتل وحروب وإقصاء
وتهميش فكانت الثورة خيارا ضروريا وحتميا للتخلص من ذلك الواقع وقد حظيت
بإجماع شعبي عارم كون الجميع تأذى من النظام وممارساته وفساده وإهداره لخيرات
البلاد وكونه كان يتشدق فقط بالديمقراطية واحترام الحريات والتي لم تكن موجودة
اصلا في اي مكان في البلاد
فعلى تلك الأحزاب التي تقف اليوم مع مبادرة السفير الأمريكي لإجهاض الثورة
وقتل إرادة الشعب الثورية توددا للخارج على حساب مصلحة الشعب وثورته
أن تدرك المخاطر التي تقدم عليها خصوصا وان السفير الأمريكي يعمل ومن خلال
الانتخابات أن يواجه بها الثورة لجر البلد لحرب أهليه أو القبول بمسار معين
يكون في مصلحة امريكا وليس في مصلحة الشعب إن الشعب ثار على النظام ليتخلص
من واقع لا ليعيد إنتاجه من جديد ولم ولن يقبل ان يسلم رقبته للمشنقة من
جديد ولو اراد الخارج لان الشعب اليمني هو المعني بوضع اليمن وبشؤن حياته
ووضع بلده وليس سفير أمريكا
الغريب ان تلك الاحزاب كانت تنتقد النظام السابق في ما أصبحت تمارسه الآن
الم تكن تنتقد التزوير في الانتخابات لكنها الان تدعو لانتخابات شكليه .
الم تكن تدعي أن السجلات الانتخابية غير صحيحة ولا يمكن ان تشارك في انتخابات
الابعد تصحيحها لكنها اليوم تعتمدها ولم تقدم عليها اي ملاحظات وتنتقد
من يشكك فيها والشعب يعلم أن سبعين في المائة منها غير صحيح
الم تكن تنتقد اسلوب الاقصاء الذي يمارسه علي صالح وحكم العائلة
وإذا بها تمارس نفس الأسلوب تحاول ان تقصي شعبا اختزلت ثورته في نفسها
تفاوضت باسمه ووقعت باسمه وتفرض عليه بالقوة مسار لا يريده وتتهم
من يعارض تلك الممارسات انه ضد مصلحة الشعب
الم تكن تنتقد مجموعة النفعيين الذين يزينون للشعب كل ممارسات النظام
ضد الشعب وتتهم من ينتقد بانه عميل يريد تخريب
الوطن واذابها اليوم تمارس نفس الاسلوب
الم تكن تنتقد الذين يقولون أن بقاء علي صالح يمثل مخرجا للشعب لان
البديل هو الصوملة الخ وإذا بها اليوم تعمل نفس الأسلوب تدعي
أن المبادرة والانتخابات الشكلية والعمالة لأمريكا ومصادره كرامة الشعب
والحصانة للقتلة تمثل مخرجا لان البديل سيكون الصوملة وتحاول فرضه
على الشعب بالقوة
الم يكن علي صالح وعلي محسن في الحكم حتى بداية الثورة اشتركا في قتل
الشعب و نهبه وتدمير مقدراته وفي الحروب عليه فما هو الذي جعل تلك
القوى ترفض احدهما دون الآخر إذا كانت تريد مصلحة
الشعب واليمن الجديد الخالي من المجرمين