- لا يستطيع رئيس الحكومة اليمنية كبت عواطفه
الجياشة فيجهش بالبكاء عند كل موقف يتطلب حزماً.
ومنذ توليه على رأس حكومة الوفاق الوطني بكى محمد سالم باسندوة
في مواطن كثيرة خلال أقل من شهر ولسان حالة يقول
(ابكي ومثلي لا يلام إن بكى), وعلى اليمنيين أن يتقبلوا
دموعه الوطنية المخلصة وانتظار الكثير منها,
ولكن ليس عليهم انتظار إنجازات.
جاءت بكائيته الأولى في جلسة البرلمان المخصصة لإقرار قانون الحصانة,
حيث أجهش وناح وبكى وأستبكى وهو يطلب من النواب التصويت على
ذلك القانون, ونقلت الفضائيات دموعه الساخنة التي حازت على
التصفيق وعلى الرغم أن هناك توافقاً على تصويت جميع الكتل
البرلمانية ولم تكن هناك حاجة لحالة عاطفية من أي نوع,
إلا أن رئيس الحكومة وجدها فرصة لتدشين مسلسل (الدموع)..
وجاءت البكائية الثانية عندما اعتصم موظفو مجلس الوزراء
رافضين تغيير أحد المسئولين,حيث خرج إليهم رئيس الحكومة
وطلب منهم العودة إلى مكاتبهم وحين رفضوا انفجر بالبكاء
فاندفعوا يكفكفون دموعه ولم يسمحوا بالتغيير.
وسجل ملحمته البكائية الثالثة في أحد اجتماعات الحكومة,
حيث تحدث إليهم حول المسؤوليات الملقاة على عاتقهم والصعوبات
التي سيلاقونها ثم شهق شهقة طويلة أعقبتها نهدة عميقة وحزينة
وأنطلق في البكاء حتى كاد أن يدخل في غيبوبة.
أما الملحمة البكائية الرابعة فقد سجلها أثناء إلقائه كلمة
أمام منتسبي مؤسسة اليتيم.
وقيل أن السفراء يترددون عن اللقاء به خشية أن يتسببوا
في بكائه, وقيل أن احد وزرائه هاتفه ليراجعه حول أمر كان
قد كتبه بشأن بعض استثمارات حميد الأحمر,
وقد بكى رئيس الوزراء بكاء شديداً عبر الهاتف طالباً من وزيره التنفيذ.
هذه الصفات حالة إنسانية طيبة إلا أنها ليست ضرورية
لمن يتولى مسؤولية رئاسة حكومة في ظل وضع استثنائي يتطلب
حزماً وقوة شخصية, فمن غير الممكن أن تجبر دموع باسندوه قوى
التخريب على الكف عن ممارساتهم ولن يستطيع
تأمين الطرقات بذرف الدموع ولا إعادة الخدمات
التي افتقدها الناس حتى وإن بكى دماً وليس دموعاً.
إننا نحترم الأستاذ محمد سالم باسندوة ولا نحترم بكاءه.
فالمطلوب حزماً وليس دموعاً.