بإقرار مجلس النواب لقانون الحصانة وتزكية عبدربه منصور هادي مرشحاً
وحيداً للرئاسة، تكون البلاد قد
دخلت مرحلة جديدة وانتهى حكم علي عبدالله صالح، بل وانتهت حقبة زمنية ممتدة خلال
أربعين سنة الماضية
((وتلك الأيام نداولها بين الناس))، والمهم في هذا الإطار، الوعي باللحظة الراهنة وإدراك متطلباتها وتجاوز
تحدياتها..
وخاصة خلال الأسابيع الثلاثة القادمة التي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية المبكرة وهذه الأيام المعدودات
من اليوم وحتى 21 فبراير القادم ـ تعتبر جسر العبور نحو المستقبل وبوابة الانتقال إلى عهد جديد وحكم رشيد
ـ بإذن الله تعالى ـ ويتحقق الانتقال السلمي للسلطة وتداولها..
وفي الطريق إلى ذلك يقع على عاتق القائم بأعمال رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني
إنجاز عدة قضايا
أساسية وملفات رئيسية وتنفيذ بقية بنود وفقرات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ويعني
ذلك استكمال اللجنة
العسكرية والأمنية أعمالها برفع المظاهر المسلحة وإزالة التوترات وإعادة الأوضاع الأمنية
والعسكرية إلى
طبيعتها وخاصة في صنعاء العاصمة وتعز الحالمة، وإذا ذهب الخوف وزالت المخاوف،
أصبح على الحكومة
الوقوف أمام الأوضاع المعيشية والاحتياجات الأساسية وحل مشكلة الكهرباء والمشتقات النفطية
قدر الاستطاعة
وفي حدود الإمكانات المتاحة، فإذا تحقق ذلك فقد تحقق الكثير وأصبح الأمل كبيراً،
إن توفير الأمن ولقمة العيش
من أعظم النعم وأكبر المنن، فقد أمتن الله عز وجل على قريش بشيئين اثنين
((أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)).
وفي كل الأحوال ومع توفر النية الصادقة والعمل الدائم، فإن تحقيق بقية الأهداف والتطلعات تبقى مسألة
وقت وزمن، وعلينا جميعاً أن نكون واقعيين وموضوعيين في مطالبنا وأهدافنا وراشدين في أقوالنا وأفعالنا،
بعيداً عن المغالاة والتطرف والانفعالات والتعسف، والعجلة والتعجل والمطالب التعجيزية والأهداف الغير
واقعية، فلا تخلط الأوراق ولا تحرق المراحل حتى لا نخسر ما تحقق من ثمار ومكاسب، فقد تحقق الكثير
من المطلوب فلا تطلبوا المعدوم وإياكم والغلو، فإن الغلو يهلك أصحابه والمنبت ـ المتشدد والمغالي ـ
لا ظهراً ابقي ولا أرضاً قطعا.. وإنما سددوا وقاربوا، فـ"إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)).
وما أحوجنا في هذه المرحلة الدقيقة والأوقات العصيبة للتواصي بالحق والتواصي بالصبر
والتعاون على البر والتقوى.
واعلموا ـ وأنتم أدرى ـ أن الطابور الخامس والتيار البائس يسعون بكل الوسائل والسبل
وعبر الأموال والإعلام لإفشال الثورة وإسقاط الدولة وإحداث الفوضى والفتنة وأنهم يمكرون
ليلاً ونهاراً ويخططون سراً وعلانية ويعملون بصورة استثنائية وأوقات إضافية وتوجيهات
خارجية وشعارات طائفية ومناطقية وعناوين عصبية وسلالية وأن الحلف الغير مقدس
يتربص باليمن الدوائر ويعمل على إشعال الحرائق، فلا تعطوهم الفرصة ولا تتركوا لهم
الساحة، فإنما النصر صبر ساعة والنجاح يتحقق بالنصح والرشد والمراجعة.