سيف عضو مميز
تاريخ التسجيل : 20/07/2010 العمر : 62
| موضوع: مرحبا بهم في العامرية وفي عَصِر! السبت يناير 21, 2012 8:24 am | |
| مرحبا بهم في العامرية وفي عَصِر! (صدام أبوعاصم) شارك 20/1/2012 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عزمت السفر القصير إلى شارع هائل ظهيرة الاثنين الفائت، دونما انتباه لإمكانية وجود عوائق شخصية تستكثر التحرك في أوقات القيظ بصنعاء.. رسمت خارطة تحركاتي دونما تيقظ لاحتمالية العراقيل الشيطانية التي تتحدى بشرّها كل الخير، وتتحدى بأساليبها السرور والعبور.
كان نفر من الجن يستبق تشاؤمي بتنفيذ قطاع في شارع الستين بصنعاء، وأنا الذي قطعت عهداً معنوياً مع نفسي بأن أصل إلى مكان وجهتي بشارع هائل حينها، قبل الوصول. ولطالما انتويت أصل سالماً معافى من كل نزق يجعل لعنتي البريئة تحل على كل مشاهد الحفر والمطبات وعلى صور قاطعي الطريق وأشكال المستأجرين.
قبل جولة عصر وأنا متجه نحو شارع الستين الغربي، يقف أشخاص بملابس تقليدية رثة وبأسلحة منوعة مصوبة نحو الناظرين، يمنعوا كل المارة، الذين يستقلون سيارة أجرة أو خصوصي، من المرور. كان الزحام أكبر من الاستيعاب.. أكبر من معرفة الذي يحدث.. لاسيما لشخص وصل للتو إلى فوهة أزمة مرورية تكفلت بتأخيره عن الموعد الهام الذي كان قد حدده في أول رحلة شخصية منسقة على ما يبدو.
لم أنشغل حينها، سوى بالبحث عن مخرج يصلني بموعدي. وكان سمعي قد استرق من وسط الجلبة أحاديث شتى وروايات لا تخلوا من تبرم الأشخاص المتضررين من هذا القطاع اللا أخلافي.. (مجموعة مسلحة من الحيمة تقطع الشارع مطالبة بإطلاق سراح أحد المشايخ المعتقلين لدى الفرقة الأولى مدرع بتهمة القتل في المواجهات الأخيرة والتي قيل أن الرجل ذاته كان يقود فيها أعمال بلطجة مسلحة) هكذا بدت لي أسباب القطاع الذي يطالب أصحابه بإطلاق سراح شيخهم القاتل لعدد من أفراد الفرقة ولمتظاهرين، وفقاً لروايات متعددة.
كل من يحاول أن يمر، كان يجابه بكومة أشخاص وأسلحة وأتربة وجوارهم أفراد من الأمن المركزي اكتفوا بالتفرج وحسب، أو بدوا كما لو أنهم يحرسون هذا القطاع. وهذا هو عين الألم والغرابة والاستهجان. وحتى وإن حاول أحدهم أن يقترب من المسلحين الذي يقطعون الطريق، كما فعلت أنا، لا يجرؤ على اختلاق أي حديث طالما وهناك قصة حدثت مع سائق تاكس صرخ في وجوههم "روحوا اعتصموا في باب معسكر الفرقة ولا في بيت النائب.. أما هنا عيب عليكم.. هذه بلطجة". يصف شاهد عيان الحادثة بأنها مرعبة؛ وعشرات الأشخاص يفتحون رأس الرجل الذي صرخ في وجوههم، ويسيلون الدماء من أنفه ومن أذنه من خلال استخدام مؤخرة أسلحتهم الكلاشنكوف. لا أدري صراحة ما مصير الرجل حتى هذه اللحظة.
ببساطة، الذي جعل هؤلاء النفر يعيقون طريق الناس مستخدمين أسلحتهم، ويبث من وقت لآخر، أشباههم كالسموم، في مختلف الأماكن والطرقات والمرافق. هو ذاته الذي شجع على عدم رفع القمامة من شوارع صنعاء، وهو ذاته الذي يشجع على إحراق إطارات السيارات واعتراض المارة في شارع تعز وأحياء أخرى، وهو ذاته الذي سلم القاعدة أبين وسلم الأمن القومي/ أقصد القاعدة مؤخراً في نشاط سامج، مدينة رداع. وهو ذاته من اختلق ولا يزال أزمات البلاد المختلفة. لا تستغربوا إذا، من أنشطة رجل يتجسد في شخص عجوز أسمه صالح، ولم يعد بوسع ضميره إلا أن يكون غير مرتاح إلا مع هذه المحاولات الأخيرة لنشر الفوضى والتضييق على قادمنا الذي نخاله جميلاً بكل المقاييس.. ليس بوسعه إلا أن يجسد دور رئيس يموت في اليوم ألف مرة، وهو يرى ملوك وأمراء الخليج يستقبلون باسندوة بحفاوة كبيرة، فضلاً عن تأكد صالح، بأن موعد الانتخابات الرئاسية يدنو أكثر فأكثر، وهو الموعد الذي يمسحه نهائياً من واجهة البلاد. | |
|